شخصيات عسكرية كبيرة تؤيد أولمرت في طريقه إلى أنابوليس.. واليمين المتطرف يخاطبه «لا تذهب»

TT

في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت معارضة من وزراء في حكومته وقادة في حزبه، تلقى دعما مميزا من حوالي خمسمائة شخصية عسكرية كبيرة في جيش الاحتياط الاسرائيلي تناصره في المشاركة في مؤتمر أنابوليس والمفاوضات التي ستليه حول التسوية الدائمة.

وجاء في بيان نشروه أمس انهم «يشدون على يدي أولمرت ويناصرونه في الذهاب الى أنابوليس لوضع قاعدة لاطلاق المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين وتوسيع شبكة التعاون بين اسرائيل وبين القوى المعتدلة في المنطقة». وقال هؤلاء الضباط ، انه على خلفية الصدام القائم حاليا في قطاع غزة والتوتر مع سورية والتهديد الايراني، «هناك فرصة سانحة توجب اتخاذ خطوات جريئة لفتح آفاق سياسة لدى الشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني، جنبا الى جنب مع امكانية احراز الأمن والاستقرار الاقليمي. فالوضع الحالي من دون تسوية سياسية هو وضع خطير على الشعبين. واسرائيل ملزمة في الاستمرار بالمسار السياسي للانفصال عن الفلسطينيين وتفضيل لغة الحوار والتعاون مع العالم العربي والمجتمع الدولي». وقد وقع على هذا البيان حوالي 480 شخصية عسكرية سابقة بدءا من رتبة رائد من الجيش والشرطة والمخابرات ومديرين عامين سابقين لوزارات وقادة المؤسسة الأكاديمية.

وأضاف أولمرت ان هناك خلافات كثيرة بين اسرائيل والفلسطينيين حول التسوية، ولكن هذه الخلافات يمكن تسويتها بالمفاوضات الحثيثة والتوصل لتسوية.

وكانت حركة «سلام الآن» الاسرائيلية بالاشتراك مع مبادرة جنيف قررتا الخروج في مظاهرة تشجيعية لأولمرت مساء اليوم تحت شعار «أولمرت، لديك الصلاحية». وسيدعو المتظاهرون أولمرت الى عدم الرضوخ أمام اليمين الاسرائيلي في الحكومة أو خارجها والاستمرار في مسيرة السلام مع الفلسطينيين وعدم اضاعة الفرصة السانحة للتقدم فيها. وبالمقابل خرج اليسار الراديكالي بدعوى ان مؤتمر انابوليس مجرد لقاء احتفالي. واصدرت حركة «كتلة السلام» بزعامة أوري أفنيري، بيانا قالت فيه ان «الاحتفالات تقام عادة بعد انجاز الاتفاقات وليس قبل ذلك، وان الاحتفالات التي تأتي لتكون بديلا عن المفاوضات الجادة يجب أن لا تقام أبدا». وانقسم السياسيون العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48) على أنفسهم ما بين مؤيد للمؤتمر ومعارض له ومتحفظ. ويقيم حزب التجمع الوطني، الذي ترأسه النائب عزمي بشارة قبل مغادرته البلاد، مهرجانا خطابيا ضد هذا المؤتمر. ويقف اليمين المتطرف في اسرائيل موقفا معاديا من أنابوليس ويعتبره فخا للحكومة الاسرائيلية. وخرج اليمين في القدس بحملة تحت شعار «لا تذهب»، ويخاطبون فيها أولمرت متهمينه بوضع المدماك الأول في قبر وحدة مدينة القدس في انابوليس.

وقالوا «أنابوليس ليس فرصة، انه يضعف القدس» و«القدس تحتاج الى من يقويها وليس من يقسمها».

من جهة ثانية نشر في تل أبيب، أمس، استطلاع للرأي يشير الى ان الاسرائيليين مثل الفلسطينيين يؤيدون بمعظمهم أن يتوجه قادتهم الى أنابوليس ولكن غالبيتهم مقتنعون بأن هذا المؤتمر لن يأتي بأي جدوى لدفع مسيرة السلام. وقال 69% انهم يؤيدون الذهاب الى المؤتمر في حين قال 71% انه لن يعطي دفعة لمسيرة السلام. ومن اللافت للنظر ان غالبية الاسرائيليين (75%) لا يؤيدون موقف حكومة أولمرت بمطالبة الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، شرطا لاستمرار المفاوضات.

وعندما سئل الاسرائيليون عن مدى ثقتهم برئيس الوزراء أولمرت، كانت النتيجة ان 75% لا يثقون به و68% لا يثقون بوزير دفاعه ايهود باراك، بينما 53% يثقون بوزيرة الخارجية تسيبي لفني و69% لا يثقون بكل القيادة الاسرائيلية.