شركة نقل ألمانية تشغل حافلاتها بالديزل المخلوط بالماء

TT

يطلق اسم التقنية الهجينة في عالم الحركة الأوتوماتيكية، على السيارات التي تستخدم البنزين والكهرباء أو الديزل والكهرباء في محركاتها. لكن شركة «راين بان» الألمانية صارت تمزج الديزل بالماء وقررت مواصلة تخفيف الوقود بالماء بعد أن حققت نجاحا كبيرا على صعيد تقليص كلفة النقل وحماية البيئة.

وسبق لشركة «راين لان» في دوسلدورف (عاصمة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا) أن زودت حافلتين كبيرتين (25 مترا) بمحرك الديزل والماء مطلع هذا العام. وتنظر الشركة الآن بقرار تزويد كافة خطوطها بهذه التقنية بالتدريج بعد أن قطعت الحافلتان، خلال هذه الفترة، أكثر من 100 ألف كيلومتر من دون أن تتعرضا إلى أي ضرر أو عطل. والأهم هو ان القياسات التي أجرتها الشركة على عادمي الحافلتين، تثبت أن إطلاق ثاني أوكسيد الكربون وذرات السخام قد انخفضا بفضل هذه المزيج العجيب. كما عمدت بلدية المدينة إلى قياس نسبة التلوث في الشوارع التي تقطعها الحافلتان وتوصلت إلى نتائج مماثلة من ناحية حماية البيئة. وذكر جورج شوماخر، المتحدث الرسمي باسم الشركة، أن محرك الماء والديزل أدى إلى خفض استخدام الوقود بنسبة 10 في المائة. ويمكن للشركة أن تقتصد كثيرا بكلفة الوقود إذا نجح التقنيون في زيادة نسبة الماء في الديزل من دون التأثير على كفاءة المحرك. وتمتلك راين بان في اسطولها البري اكثر من 400 حافلة، ويمكن لخفض استهلاك الديزل بنسبة 10 في المائة أن يحفظ لها عشرات الملايين من اليورو سنويا ونحو 12 مليون لتر من الديزل. ومعروف أن امتزاج الماء والديزل متعذر كيمياويا، إلا أن تقنيي الشركة استخدموا مادة كيماوية مساعدة، لا لتمكين المادتين من الامتزاج فقط، وإنما لمنح المزيج صفة دائمة. وزودت شركة راين بان الحافلتين التجريبيتين (من شركة مان) بجهاز إضافي من اختراعها يتولى خلط الديزل بالماء وإرساله إلى المحرك. والجهاز قادر على تغيير نسبة المزج باستمرار خدمة للأغراض التجريبية التي تلاحقها الشركة.

وحسب تصريحات جورج شوماخر فان تقنية مزج الديزل بالماء تحمل اسم«ايدرو موتيف» وتؤدي إلى خفض اطلاق ثاني اوكسيد الكربون من الحافلات بنسبة 30 في المائة، وإلى خفض اطلاق أول اوكسيد بنسبة 80 في المائة.

وبدد هانز اولريش ساندر، من دائرة إجازة السيارات الاتحادية، مخاوف شركات السيارات، من تأكسد المحركات بفعل الماء المخلوط بالديزل، مشيرا إلى عدم إمكانية حدوث مثل هذا الضرر. فعملية الاحتراق في المحرك ستؤدي إلى تبخر الماء والتصاق ذراته بذرات السخام وجزيئات ثاني أوكسيد الكربون ليجري التخلص منها لاحقا بواسطة المرشح (لفلتر). كما أن الحركة الدائمة للحافلات اثناء النقل يضمن عدم ركود بقايا الماء بين ثنايا المحرك. وعبر ساندر، المختص بتقنية المحركات،عن قناعته مستقبلا بإمكانية مد تقنية الديزل الممزوج بالماء إلى السيارات الصغيرة ونشر محطات «الديزل الخفيف» في كل أنحاء ألمانيا من أجل تزويدها بالوقود. وكانت شركة «راين بان» سباقة إلى استخدام المحركات الهجينة في شاحناتها الكبيرة من طول 25 مترا. وهي شاحنات من طراز «فوسلو» ذات عربتين متصلتين بالعربة الثالثة (عربة المقدمة) وتتسع إلى 220 جالسا. والحافلة مصممة كي تقتصد بالوقود والكهرباء أثناء التوقف والتحرك، تستخدم 30 في المائة طاقة أقل من غيرها، تطلق ذرات سخام أقل بـ70 في المائة. سعر الشاحنة 750 ألف يورو وتجري تجربتها حاليا في شوارع دوسلدورف (غرب).

تمتلك «راين بان» 13 خط ترام و93 خطا للحافلات في شبكة تمتد في منطقة الرور القريبة. وتتحرك تراماتها على شبكة مدن داخلية بطول 342 كيلومترا وتنقل سنويا نحو 200 مليون مسافر.

وحسب مصادر دائرة الإحصاء المركزية فهناك في العالم نحو 6.5 مليون حافلة و153 مليون شاحنة نقل عاملة على الطرقات. و يزيد عمر معظم هذه الشاحنات والناقلات على 5 سنوات ومزودة بمحركات أقدم بكثير من هذا العمر. وتستهلك هذه العربات الكبيرة 30 ـ 40 لتر ديزل كل 100 كم. ويمكن لمزيج 83 في المائة ديزل،15 في المائة ماء، و2 في المائة عامل مساعد أن يقلل استهلاك الديزل بملايين اللترات.