أصوليون يتحدثون عن «ثغرة مهمة» في المراجعات ويطالبون بكشف أسماء الموقعين عليها

الجماعة الإسلامية في مصر تستغرب تجاهلها في مبادرة «ترشيد الجهاد»

TT

في حلقة جديدة من الجدل المصاحب لمبادرة تنظيم الجهاد الأصولي في مصر، التي أطلقها منظر التنظيم الدكتور سيد إمام الشريف تحت اسم «مبادرة ترشيد الجهاد في مصر والعالم»، من داخل محبسه في سجن طرة، دعا الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي في لندن وأحد قيادات الجهاد في الخارج، وأبرز المعارضين لمبادرة الشريف، قيادات الأصوليين في الخارج لفتح حوار على شبكة الانترنت اليوم للرد على الوثيقة عبر برنامج البالتوك «غرفة الأنصار».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن قيادات الجماعة الإسلامية في مصر الذين سبق لهم إطلاق مبادرة وقف العنف الأولي في مصر، قبل عشر سنوات مصابون بحالة من الاستغراب، من موقف الشريف. وقال مصدر مطلع بالجماعة «إننا نعرب عن دهشتنا من موقف الشريف الذي لم يذكر الجماعة الإسلامية في أي موضع من مبادرته، رغم أن الجماعة هي التي وضعت اللبنة الأولى لوقف العنف في مصر وكذلك كانت أول من بادر بتأييد مبادرته التي أطلقها قبل أيام».

وأضافت المصادر أنها لا ترى مبررا لهذا التجاهل من جانب الشريف، رغم أن الجماعة التي تعرضت للهجوم الأعنف والكثير من الاتهامات وقت إطلاق مبادرتها، كانت أول المباركين لإطلاق مبادرة الشريف، حيث أصدر منظر الجماعة ورجلها الثاني الدكتور ناجح إبراهيم بيان تأييد ودعم، ثم عادت الجماعة، وأصدرت بيانا آخر وصفت فيه مبادرة الشريف «بالشجاعة» ودعت قيادات الخارج لعدم التشكيك فيها.

على جانب آخر، انتقدت مصادر أصولية مطلعة عدم إعلان أسماء قيادات الجهاد الموقعين علي مبادرة الشريف وصدور المبادرة بدون أسماء الموقعين عليها، معتبرة أن إعلان الأسماء من شأنه إغلاق أي باب للاجتهادات أو التكهنات حول الرافضين للمبادرة، خاصة بعدما تسربت أسماء قيادات بارزة رافضة للمبادرة على رأسهم احمد سلامة مبروك الذي كان يعد الرجل الثاني في تنظيم الجهاد في الخارج بعد أيمن الظواهري، والذي تسلمته مصر من أذربيجان عام 1998، والقيادي مجدي سالم الذي تولى إمارة التنظيم في مصر قبل القيادي نبيل نعيم عبد الفتاح. وأشارت المصادر الأصولية إلى وجود ثغرة مهمة في مراجعات الشريف، منها أنه لم يعترف أو يذكر من قريب أو بعيد أي العلماء الحداثيين في مراجعاته أمثال الشيخ محمد الشعراوي ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي، معتبرة أن هذا يوحي بأن الشريف يقف بحدود قناعاته عند علماء السلف، وهذا ما كان له أثر مهم في صدور مراجعاته صعبة في أسلوبها لا تمكنها من الوصول لعموم الناس رغم الاعتراف بقوتها الفقهية.