الكويت: حسم «جدي» لملف الجرف القاري مع إيران في يناير

مباحثات وزيري خارجية البلدين شملت التصعيد الصحافي والملفين العراقي واللبناني

TT

أكدت الكويت أمس تطلعها لتعاون إيراني يحسم ملف الجرف القاري المعلق بين البلدين منذ أكثر من ستة أعوام، متمنية أن يثمر هذا التعاون عن خير ومصلحة شعبي البلدين ومنطقة الخليج.

وجاء تأكيد الكويت على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، الذي كشف عن اجتماع للجنة مشتركة عليا بين البلدين سيعقد منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل لحلحلة القضايا العالقة بشكل جدي، وعلى رأسها ملف الجرف القاري، ونقل الغاز الإيراني للكويت.

وأضاف وزير الخارجية الكويتي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس مع نظيره الإيراني منوشهر متكي، أن «الكويت تتطلع لتعاون مشترك وبناء مع جارتها الصديقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وقال الشيخ محمد «تطرقنا خلال المباحثات إلى العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والنفطية وغيرها».

وبحسب مصادر مطلعة نقلت لـ«الشرق الأوسط» أن المباحثات بين الوزيرين تناولت ملف التصعيد الصحافي الذي تشهده الساحتين الكويتية والإيرانية، حيث تم الاتفاق على التهدئة ودعم تبادل الزيارات بين الجمعيات الصحافية المهنية لخلق فهم مشترك لطبيعة المجتمعين وتفهما لظروف المنطقة، في سبيل لتهدئة الحملة الصحافية المتبادلة بين صحف البلدين.

من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن «موضوع الجرف القاري موضوع على أجندة وزيري خارجية البلدين، ويعمل عليه خبراء ومستشارون قانونيون كويتيون وإيرانيون، وقد أعطوا توجيها من قبل وزيري الخارجية بحله بشكل جدي، من خلال لجان فنية مشتركة، ستقدم تقريرا في موعد أقصاه نهاية العام الحالي».

وأضاف متكي أن بلاده تعتبر تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي قدمه رئيسها محمد البرادعي «إيجابي وأتى ضمن الإطار المتفق عليه مع وكالة الطاقة الدولية، خاصة أنه تضمن ستة مواقع كانت محل اتفاق بين ما جاء في التقرير الدولي والتقرير الإيراني».

وقال «مفاوضاتنا مع الوكالة وضعتنا في موقع استطعنا فيه أن نمضي قدما، وأن نقطع مرحلة جيدة في هذا الملف، فنحن خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة اتخذنا خطوات شفافة، ونحتاج لمثل هذه المدة لنصل إلى نهاية المشوار».

وفيما كان موقف الكويت إيجابيا مما ستؤول إليه نتائج مؤتمر أنابوليس للسلام إذ رأت فيه «فرصة لدعم عربي للقيادة الفلسطينية بما يضمن إقامة دولة فلسطين في إطار أممي يشمل دولتين»، اعتبر متكي «ألا خير سيأتي من وراء الذهاب إلى هناك».

يذكر أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي التقى أمس الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت وسلمه رسالة من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد لزيارة طهران، والتي أعلن الوزير الصباح «قبول أمير الكويت لها وسيتم تحديد موعد الزيارة في القريب العاجل».

وبيّن الشيخ محمد أن مباحثاته مع متكي تناولت كذلك الاجتماع المقبل لوزراء خارجية دول جوار العراق والذي سيعقد في الكويت خلال النصف الأول من العام المقبل، وقدم «الجانب الإيراني أفكارا يمكن أن تسهم في إنجاح الاجتماع».

وقال إن المباحثات تناولت كذلك «الوضع في لبنان بصورة عامة، حيث أكد الطرفان ضرورة وجود توافق لبناني على انتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت ممكن، وفق ما نص عليه الدستور اللبناني والذي أجمعت عليه واتفقت عليه جميع طوائف الشعب اللبناني، ولاحظنا وجود عناصر كثيرة تعمل على تجميع وحدة الصف اللبناني واتفقنا على أن يدعم كلا منا بطريقته التوافق اللبناني».

ودعا متكي إلى عدم التدخل بأي صورة من الصور في الشأن اللبناني معتبرا «معادلة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري التي تشاورت حولها جميع الأطراف اللبنانية شيئا جيدا لهذا الغرض، ونحن متفائلون بأن اللبنانيين سيتوصلون إلى تفاهم واتفاق في ما بينهم والإجماع على اختيار رئيس لهم بما سيؤدي إلى تعزيز موقع هذا الرئيس لأن يتصرف من موقع أقوى، ونتمنى أن ينتهي المسار الحالي في هذا المطاف إلى اختيار الرئيس المتفق عليه». ورفض متكي وصف ما يحدث بالمنطقة جراء تعثر معالجة الملف النووي الإيراني بالغليان، مشددا على أن «موضوع الملف النووي الإيراني قد انحسر في الآونة الأخيرة، ولاشك أن النشاط النووي السلمي هو من حق جميع الدول الأعضاء في معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل».

أما حول وجود هواجس لدى بعض الدول تجاه برنامج إيران النووي، فشدد متكي على أن «زمن السلاح النووي قد ولى، وأنشطة إيران النووية تخضع لعمليات تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وننصح أولئك الذين جاؤوا من خارج المنطقة وقالوا إن هناك قلقا وهواجس ننصحهم تغيير مواقفهم وزاوية رؤيتهم».

وذكر أن بلاده «تبادر بشرح طبيعة برنامجها النووي أولا بأول مع الأشقاء والجيران في المنطقة حتى يكونوا في الصورة دائما».