كرسي الرئاسة في لبنان شغل الموارنة الشاغل

قيمتها المعنوية تفوق بكثير قيمتها المادية

كرسي الرئاسة اللبناني الفارغ بعد أن تركه الرئيس لحود في قصر بعبدا أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

إنها كرسي الرئاسة في لبنان التي شغلت الموارنة خصوصاً واللبنانيين عموماً، وقد أصبحت الآن، بعد التطورات التي أوجبت ارجاء الاستحقاق الرئاسي، شغل المنطقة والعالم ايضا.

ما هي قصة هذه الكرسي؟ وهل لها واقع معين ام انها تعبير عن حالة وطنية يمثلها رئيس الجمهورية، صاحب الموقع الدستوري الأول في البلاد؟

الكرسي الرئاسية في لبنان تعتبر رمزا معنويا للبلاد فشاغلها يصبح، دستوريا، حامي النظام الديمقراطي التوافقي والقائد الاعلى للجيش والمحافظ الاول على وحدة مؤسسات الجمهورية وسلامة اراضي الوطن... وايضاً الحَكَم بين اللبنانيين الى أي طائفة أو اتجاه انتموا.

في لبنان، اي كرسي يجلس عليها رئيس الجمهورية تصبح «كرسياً رئاسية» الى حين خلوها من شاغلها. وهذا الامر قد يستمر دقائق او ساعات او اياماً او اشهراً او سنوات. وفي القصر الجمهوري في لبنان تختلف الكراسي الرئاسية بين مكتب ومكتب وغرفة وأخرى. فكرسي مكتب الرئيس مصنوع من الجلد.

اما كرسي صالون السفراء فمصنوعة من الخشب وطرازها شرقي أما كرسي الصالون العروف بـ«صالون 22 تشرين» (نسبة الى تخصيصه لاستقبال المهنئين بعيد الاستقلال في التاريخ المذكور) فهو مصنوع على غرار موديل «بيرجير» الفرنسي.

وغني عن التذكير بان الامور تختلف بين الانظمة الجمهورية والانظمة الملكية، ففي الانظمة الجمهورية لا توجد مواصفات محددة لكرسي الرئاسة، وكرسي الرئاسة في لبنان يمكن ان يكون من أي طراز فهو غير مرتبط بشكل أبلون أو بـ«موديل» محدد، خلاف كرسي التاج البريطاني، مثلا، ذات المواصفات الدقيقة والمحددة بحيث يقتضي نقل هذا الكرسي مع الملكة أينما حلت في الاحتفالات والمناسبات الكبرى وفي مجلس العموم. أما في لبنان فإن كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية مرتبطة بالرئيس معنوياً وليس مادياً، فحيث يحل الرئيس يعطي موقعه القيمة الرئاسية للمكان الذي يجلس فيه.

تجدر الاشارة الى أن الرئيس المنتهية ولايته في لبنان، العماد اميل لحود، غيّر كراسي مكتبه اكثر من مرة خلال ولايته.

وفيما تمت المحافظة على موديلات كراسي صالوني السفراء و«22 تشرين» تم تغيير قماشها الذي عادة ما يتعرض للتلف.