وزير العدل اللبناني: محاولة فرنسا التقرب من سورية أفشلت مساعي بكركي

قال إن الحكومة معرضة لخطر الاغتيالات

TT

دعا وزير العدل اللبناني شارل رزق إلى «عدم إعطاء الفراغ الرئاسي الحاصل أهمية أكثر مما يستحق» مشيرا إلى «ان الرئاسة الأولى شاغرة عمليا منذ أكثر من سنة ولم تكن المعارضة تولي موقع الرئاسة الأهمية الكافية بل ركزت كل اهتمامها على تحالفها مع العماد ميشال عون غير مكترثة بالرئيس إميل لحود». ونبه إلى «الأخطار المحدقة بالحكومة» معتبرا «أنها لم تكن يوما في خطر الاغتيالات بقدر ما هي اليوم»، واعتبر «ان الموضوع اللبناني أصبح موضوعا دوليا بامتياز»، ورأى «إن المبادرة الفرنسية المشكورة فشلت لسببين: الأول لأنها جاءت في وقت غير ملائم وهدفها التقرب من سورية ومحاولة حثها على الخروج من المحور الإيراني، والثاني أن فرنسا لا تملك أن تعطي لسورية تنازلات إلا في لبنان. الأمر الذي حكم مسبقا على مساعي بكركي بالفشل وبالتالي أفرغ لائحة البطريرك (نصر الله صفير) من جديتها».

ولفت رزق ـ وهو مرشح رئاسي محتمل ـ في حديث إذاعي بث أمس إلى «وجود رئاسة جماعية بعد الفراغ» مشيرا إلى «أن مجلس الوزراء يضم عشرة وزراء مسيحيين وهم الأكثرية، ما من شأنه إزالة خوف المسيحيين من طغيان المسلمين عليهم».

وقال: «إن خوف المسيحيين من الإتيان برئيس كيفما كان يورطهم على مدى السنوات الست القادمة، يجب أن يكون أكبر من خوفهم من الفراغ المؤقت الحاصل اليوم في رأس هرم السلطة». وقال: «ان أكبر الخاسرين اليوم هو النظام السياسي اللبناني الذي يعيش انهيارا شبه كامل بدليل الاقتراحات المختلفة ومنها مبادرة البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي اضطر مرغما إلى وضع لائحة للخروج من الوضع الصعب». واضاف: «لقد خسرت بكركي كثيرا» لافتا إلى «تعاطي رجال السياسة بالدين وتعاطي رجال الدين بالسياسة، فأصبح رجال الدين في مأزق والسياسيون في مأزق أيضا».

ونبه إلى «الأخطار المحدقة بالحكومة» مشيراً إلى «أنها لم تكن يوما في خطر الاغتيالات بقدر ما هي اليوم». وشدد على أن الحكومة الحالية «ليست حكومة تصريف أعمال بل هي حكومة بالمعنى الكامل» مذكرا بأن الدستور «ينص على أن الحكومة لا تستقيل إلا عند انتخاب الرئيس العتيد. وبالتالي فهي في وضعها الراهن تتولى مجتمعة صلاحية رئاسة الجمهورية كاملة». واعتبر رزق «ان لبنان منقسم اليوم إلى لبنانين» لافتا إلى «الجدار الحديدي (اعتصام المعارضة) المجاور للسرايا الحكومي». وإذ أعلن أنه ضد الفديرالية في المبدأ سأل: «لكن أليست الفديرالية أفضل من التقسيم القائم حاليا؟ أنها صيغة توحيدية للدول المنقسمة. وبين التقسيم والفديرالية فإن الفديرالية أفضل». وردا على سؤال، أجاب : «لم أخسر الرئاسة ولم أربحها، لأن ما من أحد ربح الرئاسة أو خسرها حتى الآن. لكنني ربحت راحة الضمير. وهذا أهم من الرئاسة بكثير. أما إذا كان غيري يفضل الرئاسة على راحة الضمير فهذا شأنه». وتحدث الوزير رزق عن «هدفين لمؤتمر أنابوليس: الأول معلن وهو يفتح الآفاق للأخذ والعطاء بين كل الأطراف وإطلاق العمل الدبلوماسي والإطار الدولي الواسع لتكريس منطق الدولتين الفلسطينية، من جهة، والإسرائيلية في فلسطين، من جهة ثانية. والجميع يعلم أن العقدة ومكمن الداء هو موقف إسرائيل بالذات قبل أن يكون الموقف الفلسطيني. والهدف الثاني غير المعلن والحقيقي لمؤتمر أنابوليس هو إنشاء تكتل لتجييش قوى عربية وإسلامية واسعة ومدعومة إقليميا لمواجهة صعود دولة جديدة هي إيران كدولة إقليمية تستعد للدخول في النادي النووي».

واعتبر «ان ما تقوم به سورية في أنابوليس تترتب عليه نتائج كثيرة في المنطقة وعلى الوضع اللبناني» وان الولايات المتحدة وحدها تستطيع أن تعطي سورية وأن تأخذ منها. وأنابوليس هي المكان المناسب والبداية». وعن الترجمة العملية لمؤتمر أنابوليس في لبنان، قال: «لن تحقق سورية أي مكاسب في الجولان أو في لبنان أو أي مكان آخر إلا عن طريق الولايات المتحدة الأميركية. والأمر قد يطول. لذلك أخشى، بكل أسف، أن يبقى لبنان لفترة طويلة في الثلاجة وأن يظل الوضع الحكومي كما هو وأن تبقى الرئاسة شاغرة، علما أنها كذلك منذ زمن طويل ولن يأتي الحل إلا في الإطار المرسوم في أنابوليس وليس في الأطر المحلية مثل لائحة البطريرك صفير أو غيرها من الاقتراحات».