الجيش الإسرائيلي يضع قيودا جديدة لعرقلة مهمة أولمرت في أنابوليس

تراجع عن تسليم مدن الضفة للسلطة وإزالة حواجز

TT

ما أن حطت طائرة رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، في واشنطن في طريقه الى مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند، أمس، حتى بشره سكرتيره العسكري بموقف الجيش الاسرائيلي الجديد القائل بأنه لن يوافق على تسليم الفلسطينيين مدن الضفة الغربية وانه «سيضطر» الى التراجع حتى عن بعض الاجراءات التي كان اتخذها للتخفيف من معاناة الفلسطينيين وتحسين الأجواء من حول المحادثات بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.

وزعم الجيش انه يتخذ هذا الإجراء في أعقاب وصول «معلومات مؤكدة» تشير الى ان حركة حماس وغيرها من الفصائل المسلحة أطلقت عددا من المسلحين لينفذوا عمليات كبيرة في الضفة وداخل اسرائيل. وقال الناطق العسكري الاسرائيلي انه اضطر لإعلان حالة تأهب قصوى في الضفة وفي محيط قطاع غزة وحتى على الحدود الشمالية مع لبنان، بعد أن وصلت اليه هذه المعلومات من جهاز المخابرات العامة «الشاباك». وادعى ان قواته قتلت فلسطينيين اقتربوا من الحدود في قطاع غزة واعتقلت شابين صغيرين على حاجز بيت ايبا على مدخل نابلس الغربي، اعترفا في التحقيق انهما ارسلا لتنفيذ عمليتين داخل اسرائيل.

وأثار هذا النبأ جواً من التوتر في الوفد الاسرائيلي الكبير (100 شخص)، المرافق لأولمرت. لكن الناطقين باسمه امتنعوا عن التعليق. واكتفوا بالقول إن رئيس الحكومة سيلتقي وزير الدفاع للتباحث معه في هذه المسألة، مما جعل المعلقين يقولون بسخرية: الوفد الاسرائيلي جاء ليفاوض نفسه بنفسه على الأراضي الأميركية.

وزاد الطين بلة بالنسبة لإولمرت، عندما بلغه تصريح من رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الاسبق، موشيه يعلون، قال ان ذهاب أولمرت الى أنابوليس يدل على ان القيادة الاسرائيلية لم تتعلم الدرس من فشل مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 وتريد تكرار الخطأ. وسئل عن تفسيره لهذا، فأجاب بكل صراحة: «أعتقد أن أولمرت قرر الهروب الى أنابوليس للتخلص من ضغوط ملفات الفساد التي تلاحقه». وأضاف أنه لا يفاجأ بذلك، فقد سبق أن تصرف بهذا الشكل معلم أولمرت، أرييل شارون، الذي تهرب من ملفات الفساد التي فتحت ضده سنة 2004 بطرح مشروع «خطة الانفصال» للانسحاب من طرف واحد من قطاع غزة وبعض المناطق شمالي الضفة الغربية.

ويعرف أولمرت أن مشكلة داخلية أخرى تطارده الى أنابوليس، حيث ان مجموعة من معلمي المدارس فوق الابتدائية وصلوا الى الولايات المتحدة لتنظيم مظاهرة احتجاج على إهماله معركتهم النقابية. فالمعروف ان المدارس فوق الابتدائية مغلقة منذ حوالي الشهر ونصف الشهر بسبب اضراب المعلمين المطالبين بزيادة الأجور وتقليص عدد الطلاب في كل صف. والجامعات لم تفتح أبوابها منذ مطلع السنة الدراسية بسبب اضراب المحاضرين المطالبين هم أيضا بزيادة الأجور. وقد وصل وفد من المعلمين للتظاهر أمام قاعدة سلاح البحرية الأميركية في أنابوليس، حيث يقام المؤتمر اليوم وغدا.

وبالإضافة الى التوتر الذي تحدثه هذه الأنباء في الوفد الاسرائيلي فإنها تترك أثرا على أجواء المؤتمر برمته، حيث تزداد الأسئلة إلحاحا عن عمر حكومة أولمرت ومدى امكانيته للصمود في مفاوضات حول التسوية الدائمة مع الفلسطينيين والسوريين وغيرهم.

يذكر ان وفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي خططا لعقد جلسة لهما برئاسة أحمد قريع (ابو علاء) وتسيبي لفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية، مساء أمس، في بيت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في واشنطن في محاولة أخيرة لانهاء صياغة بيان مشترك، يصلح ليكون قاعدة مناقشات أنابوليس. وسيلتقي الرئيس جورج بوش، اليوم، مع كل من أولمرت والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في البيت الأبيض، كلا على حدة، وسيجمعهما في مرحلة لاحقة في اليوم نفسه أو غدا في لقاء ثلاثي معه، قبيل افتتاح المؤتمر رسميا. وسيلتقي نائب الرئيس، ديك تشيني، مع قادة الوفد الاسرائيلي، أولمرت ولفني ووزير الدفاع باراك، الذي وصل لوحده الى المؤتمر.