بلير: لم أفصح عن أن الدين لعب دورا في عملي السياسي خوفا من اتهامي بالجنون

في اعترافات خلال فيلم وثائقي بعنوان «سنوات عهد بلير»

TT

قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن ايمانه الديني لعب دورا كبيرا في عمله السياسي لكنه فضل عدم الكشف عن هذا الامر قبلا لتجنب اي جدل. وقال في وثائقي بعنوان «سنوات عهد بلير» بث مساء امس على قناة «بي بي سي 1» ويعبر فيه علنا لاول مرة عن قناعاته الدينية «تعلمون ان الصراحة في هذا الخصوص في غاية الاهمية».

واقر بلير بانه تجنب التطرق الى هذه المسألة عندما كان في السلطة لانه «من الصعب التحدث عن الايمان في نظامنا السياسي». وأضاف «ما اود قوله هو انه اذا كنتم في النظام السياسي الاميركي او انظمة اخرى عندها يمكنكم التحدث عن الايمان بحرية ويقول الجميع انه امر طبيعي وكذلك التعامل مع هذا الامر. لكن اذا تحدثتم صراحة عن ذلك في نظامنا (السياسي البريطاني) فان الناس يعتقدون انكم مصابون بالجنون».

وكان اليستر كامبل المتحدث باسم بلير بين عامي 1997 و2003 قال في جملة اصبحت شهيرة «اننا لا نتعامل مع الشأن الديني». واوضح بلير ان «السبب الذي دفع اليستر المتحدث باسمي الى القول باننا لا نتعاطى الشؤون الدينية هو تفادي المشاكل لان هذا تماما ما يحصل عندما يتم التطرق الى الدين وليس لانه يعارض الدين». وقال المتحدث في هذا الوثائقي «اعتقد ان الدين له اهمية في الطريقة التي يفكر بها بلير ويتكلم ويتصرف»، موضحا ان رئيس الوزراء السابق كان يطلب من معاونيه بشكل دائم يوم الأحد أن يجدوا له كنيسة لكي يحضر القداس أثناء سفره. ووفقا لكامبل فإن تدين بلير «أثر بشكل كبير على موضوعات حديثه وقراءاته.. والأشياء التي كان يشعر أنها مهمة» لكنه كان يعلم أن الناخبين البريطانيين كانوا «يقلقون من السياسيين الذين يتحدثون كثيرا عن الله».

واكد بيتر مندلسون حليفه السياسي والمفوض الاوروبي الحالي للتجارة ايمان بلير. وقال ان «الانجيل لا يفارق بلير فهو يأخذه معه اينما ذهب. ومساء قبل ان ينام يقرأ مقتطفات منه». وأصبح بلير الذي كان رئيسا للوزراء بين عامي 1997 و2007، ممثلا خاصا للجنة الرباعية للشرق الاوسط. ومنذ رحيله عن داونينغ ستريت، تحدثت الصحف البريطانية مرارا عن اعتناق بلير الكاثوليكية.

لكن الزعيم السابق لليبراليين الديمقراطيين سير مينزايس كامبل قال إنه لا يعتقد أن بلير كان لينجح كل هذا النجاح في منصبه لو كانت معتقداته معروفة بدرجة اكبر. وقال «كان الرأي العام سيكون أقل استعدادا لإعطائه نصرا لثلاثة انتخابات عامة متتالية لو كانوا يعلمون إلى أي حد تغطي القيم الأخلاقية على البراجماتية في شخصيته».