رايس لأبو مازن عندما ماطل في التوقيع على البيان: توقفوا عن هذه الألاعيب

الصحف الإسرائيلية تعدد مكاسب إسرائيل في أنابوليس

TT

ذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية في عددها الصادر امس ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وبّخت الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) قبل نصف ساعة من بداية مؤتمر انابوليس بسبب تلكؤ الوفد الفلسطيني وتردده في التوقيع على البيان المشترك. وذكرت الصحيفة أنه خلال اللقاء الثلاثي الذي جمع بوش واولمرت وعباس قبل بدء المؤتمر بساعة و45 دقيقة في الكلية البحرية التي احتضنت المؤتمر، رفض ابو مازن قبول الاعلان المشترك لأنه يتجاهل بعض المطالب الفلسطينية. وحسب الصحيفة فإن رايس، التي ضاقت ذرعا بما جرى، توجهت الى ابو مازن قائلة «اقلعوا عن هذه الألاعيب والمناورات، يجب ان نتفق الان». واضافت الصحيفة ان رئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض وزيرة الخارجية تسيفي لفني وبّخت نظيرها الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) عندما طالب بتعديلات على البيان المشترك، قائلة «إما ان تقبلوا البيان، وإلا فاتركونا وشأننا». واشارت الصحيفة الى ان خلافات نشبت داخل الوفد الاسرائيلي، حيث ارتأى بعض اعضاء الوفد أنه لا توجد هناك حاجة لبيان مشترك، في حين اصرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية على البيان. واعتبرت الصحيفة أن إصرار لفني على موقفها يأتي خوفا من أن يسجل فشلا لها، في ما اعتبرت الوثيقة نجاحا دبلوماسيا.

الى ذلك اعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن اولمرت «حقق انجازات كبيرة» خلال المؤتمر. واعتبرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن المؤتمر لبى مطالب الجناح اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وأشارت الى أن الإعلان المشترك الذي تلاه الرئيس جورج بوش في مطلع كلمة افتتاح المؤتمر يمثل استجابة مباشرة للطلب الإسرائيلي بألا تصدر عن هذا المؤتمر أي وثيقة مبادئ ملزمة، والاكتفاء بـ«إعلان نوايا» فقط. واكدت القناة ان أبو مازن تراجع عن تعهده السابق بأنه لن يذهب لأنابوليس قبل التوصل لوثيقة مبادئ تحدد مسبقاً مصير القضايا الأساسية للصراع مثل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والامن. كذلك ارتأت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي أن ابو مازن تراجع عن الشروط التي وضعها للمشاركة لحضور انابوليس والتي تتضمن: تجميد الاستيطان ووقف البناء في جدار الفصل العنصري، ورفع الحواجز العسكرية في انحاء الضفة الغربية. ونقلت النسخة العبرية لموقع صحيفة «معاريف» على شبكة الانترنت عن مسؤولين اسرائيليين كبار شاركوا في انابوليس أن الشكل الذي انتهى اليه الاعلان المشترك يمثل انجازا اسرائيليا «لأنه كان فضفاضاً، ولم يحدد موعداً محدداً وملزماً لإنهاء المفاوضات بين الجانبين». وسخر هؤلاء المسؤولون من تحديد نهاية العام 2008، «وهل يضمن أحد أن يظل اولمرت حتى نهاية العام 2008 على رأس الحكم في اسرائيل».

واعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان تشديد البيان المشترك على أن تكون خطة خريطة الطريق، المرجعية الوحيدة للعملية التفاوضية، يعني أن المفاوضات بين الجانبين ستتواصل الى ما لا نهاية.

واشارت صحيفة «هآرتس» الى ان السلطة مطالبة حسب الخطة بتفكيك حركات المقاومة الفلسطينية وجمع سلاحها ووقف التحريض ضد إسرائيل في وسائل الاعلام والمؤسسات التعليمية والدينية الفلسطينية، ليس في الضفة الغربية فحسب، بل وفي قطاع غزة.