القصة التي بدأت في مايو 2003 ولم تنته

المدينة المنورة حاضرة مرة أخرى في خريطة الإرهاب

TT

رغم ان المدينة المنورة لم تخرج من مسرح الإرهاب الذي كان آخره الشهر الماضي بسقوط عبد الله بن ساير المحمدي المتورط في مقتل 4 فرنسيين هو وشركاؤه الذين قضوا اما قتلا او قبض عليهم في وقت سابق. الا ان بيان وزارة الداخلية أمس، أعاد المدينة الى مقدمة المدن التي حضنت ذوي الفكر الضال اول احداث الارهاب.

اذ ان مذكرات فصول سقوط خلايا الارهاب في المدينة عامرة بالأحداث والقصص، فقد بدأت عقب تفجيرات 12 مايو (أيار) 2003، بالقبض على عدد من المنخرطين في صفوف الارهاب في المدينة المنورة وإحباط عملية تهريب 60 كيلوجراما متفجرات من قبل شخص يحمل الجنسية اليمنية. وبعد ايام قليلة وتحديدا في 24 مايو (ايار) 2003 وجه الأمن السعودي أقوى ضربة لتنظيم القاعدة ومنظريه بإلقاء القبض على منظري الفكر الجهادي التكفيري علي الخضير وأحمد الخالدي، اللذين كانا قد خرجا بعد تفجيرات الرياض يشيدان بالعملية، حيث ألقي القبض عليهما في منزل سكني بالمدينة المنورة، وعثر بحوزتهما على أسلحة آلية وطلقات نارية وعبوات متفجرة. وفي اليوم الذي تلاه، تم القبض على ثلاثة أشخاص داخل أحد مقاهي الإنترنت من دون مقاومة، وهم سعد عبد الرزاق فيضي الغامدي (سعودي)، تركي عبد العزيز الفهيد (سعودي)، محمد عبد الفتاح محمد كرام (مغربي). ولم يطل الامر حتى تم القبض بعدها بايام على اخر منظر للجماعات الارهابية وهو ناصر الفهد، ليسقط في اليوم التالي في يد الامن مجموعة من الإرهابيين ويضبط بحوزتهم أسلحة نارية وطلقات ومتفجرات، ومبالغ مالية، ومنشورات تحريضية. ولم يتوقف الامر عن ذلك بل استمرت ملاحقة المنخرطين في صفوف التنظيم ففي 26 من مايو (ايار) 2003 القت السلطات الامنية القبض على خمسة مطلوبين آخرين هم ناصر حمد الفهد (سعودي)، محمد سالم الغامدي (سعودي)، هشام مبارك الحكمي (سعودي)، عمر مبارك الحكمي (سعودي)، مجدي احمد محمد إبراهيم عبد الله الخبراني (سعودي)، طالب أحمد كريم (مغربي). بعدها تم القبض على المطلوب عبد المنعم علي محفوظ الغامدي وبرفقته ثلاث سيدات، بعد مطاردته في مركبة على طريق المدينة المنورة وكان مع كل من غيداء احمد محمد سويدة (سورية)، حنان عبد الله رقيب والعيادة أحمد محمد الصياد (مغربيتين). وفي 26 يوليو (تموز) كانت عملية إلقاء القبض على المطلوب العاشر محمد بن سعيد آل صيام العمري في قائمة 36 الأخيرة لوزارة الداخلية السعودية من المطلوبين بقضايا أمنية في المدينة المنورة وهي العملية التي ادت الى اكتشاف موقع قائد تنظيم القاعدة في ذلك الوقت صالح العوفي قبل ان يتم قتله في مواجهة امنية شرسة في المدينة المنورة في 18 اغسطس (اب) 2005 كآخر قائد فاعل في تنظيم القاعدة كما تم خلالها قتل زميلين له والقبض على عشرة من نفس التنظيم. وكانت حادثة مقتل الفرنسيين الاربعة التي شهدتها المدينة المنورة في 26 فبراير 2007 اخر الأحداث الدموية اعقبها الاعلان عن مطلوبين امنيين هما عبد الله ساير المحمدي وناصر البلوي اللذان اتهمتهما السلطات السعودية بالضلوع في جريمة قتل الفرنسيين وما زالا طليقين حتى الان حيث تجري سلطات الامن بحثا عنهما منذ ذلك الحين، لتأتي بعدها مواجهات يوم امس التي قتل فيها المطلوب وليد الردادي. وبذلك تكون المدينة المنورة شهدت خلال السنوات الماضية سلسلة من الاحداث ومواجهات الارهاب، وكانت النقطة الاولى لانطلاق القوات السعودية في إحباط عمليات إرهاب.