السودان يوجه تهمة «إهانة العقيدة» إلى معلمة بريطانية.. ولندن تستدعي السفير

انجامينا تحتج لدى الخرطوم بعد شن «متمردين» من جانب الحدود السودانية هجوماً على بلدة تشادية

TT

اعلن وكيل وزارة العدل السودانية عبد الدايم زمراوي أمس انه تم توجيه التهمة رسميا الى معلمة بريطانية بـ«اهانة العقائد الدينية وإثارة الكراهية والازدراء بالعقيدة» بعدما سمحت لتلاميذ بتسمية لعبة في شكل دب باسم «محمد». وتعتزم الخارجية البريطانية استدعاء سفير السودان في لندن للاحتجاج. واعتقلت المدرسة البريطانية جيليان جيبونز في السودان بعد ان اطلق فصلها اسم محمد على لعبة في شكل دب ووجهت اليها النيابة امس الاربعاء تهمة اهانة الدين.

وقال زمراوي لوكالة الانباء السودانية ان «نيابة الخرطوم شمال أكملت التحريات في البلاغ ووجهت اتهاما للبريطانية وفق المادة 125 من القانون الجنائي المتعلقة بإهانة العقائد الدينية واثارة الكراهية والازدراء بالعقيدة». واشار الى ان العقوبات المنصوص عليها في هذه المادة هي السجن والغرامة المالية والجلد، وان تحديدها «يخضع للسلطة التقديرية للقاضي». وقالت الحكومة البريطانية أمس ان وزير الخارجية ديفيد ميليباند سيستدعي سفير السودان في لندن بعد أن اتهمت المدرسة البريطانية في السودان باهانة الدين. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء «دهشنا وخاب أملنا لهذا التطور، وسيستدعي وزير الخارجية السفير السوداني على وجه العجل لإجراء مزيد من المناقشة بخصوص هذه المسألة».

وقال المتحدث «الخطوة الأولى هي استدعاء السفير السوداني حتى يمكننا الحصول على تفسير واضح للمنطق وراء هذه التهم، واعتقد أننا سنبحث ردنا في ضوء ذلك». وأضاف «علينا ان نعرف المنطق وراء اعتقالها قبل ان نقرر خطوتنا التالية. وبعد ان يلتقي وزير الخارجية بالسفير السوداني سنبحث اتخاذ خطوات أخرى».

الى ذلك، عاودت الحكومة التشادية اتهام السودان بدعم معارضين لها شنوا هجوماً عسكرياً على احدى المدن بشمال شرقي البلاد في محاولة لدخول مدينة ابشي الاستراتيجية. وسلمت السفير السوداني بانجامينا مذكرة احتجاج، مطالبة الخرطوم بالكف عن دعم المتمردين التشاديين ومنع توغلهم داخل حدودها والايفاء بالتزاماتها في اتفاق سرت بين الدولتين في ابريل (نيسان) الماضي.

ودارت معارك عسكرية قبل يومين بين القوات التشادية واخرى من متمردي اتحاد القوى من اجل الديمقراطية والتنمية بزعامة الجنرال محمد نوري شمال شرقي ابشي الحدودية مع دارفور بغرب السودان، لتنهار اتفاقية بين الطرفين تم توقيعها في السابع والعشرين من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي برعاية ليبية ـ سودانية. واتهمت انجامينا الخرطوم بانها وراء الهجوم وخرقت اتفاقاً بين البلدين بوقف دعم معارضة ضد اي منهما.

وقال المسؤول في القصر الرئاسي بانجامينا، جبريل محمد ادم، لـ«الشرق الاوسط» ان حكومة بلاده استدعت السفير السوداني بانجامينا وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة توضح خرق الخرطوم لاتفاقية سرت. واضاف ان حكومته طالبت السودان الالتزام بما تم الاتفاق عليه وانها ناشدت الوسيط الليبي التدخل، متهماً الحكومة السودانية الوقوف خلف الهجوم الذي شنته المعارضة شمال شرقي مدينة ابشي. وتابع «ان المتمردين وبدعم من الخرطوم حاولوا الدخول الي ابشي لكن تم التصدي لهم»، مشيراً الى ان قوات الحكومة قتلت 200 من المتمردين واسرت 46، بينهم المستشار العسكري لقائد التمرد واستولت على 50 سيارة ذات الدفع الرباعي بحالة جيدة عليها مدافع واسلحة واحتراق 40 اخرى.

وقال ان الاسلحة التي تم حصرها مكتوب في ديباجتها «المركز السوداني للتقنية»، وان غالب ملابس جنود المتمردين من الجيش السوداني. واضاف «أن المتمردين جاءوا من داخل الحدود السودانية.. إذن فالخرطوم ضالعة في الهجوم)، مؤكداً ان الاوضاع هادئة مع استعدادات للجيش الحكومي لصد أيِّ هجوم محتمل.

وقال جبريل ان اتفاق سرت نص على ان تجرِّدَ الحكومة السودانية المعارضين التشاديين الموجودين على اراضيها وفقاً لاتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين انجامينا وعدد من فصائل المعارضة. واضاف «بدلاً من تجريدهم من الأسلحة، ارسلت الخرطوم المتمردين لقتل الابرياء والمدنيين بغدر وخيانة». وقال على السودان عدم السماح للمتمردين بدخول حدود البلاد، مؤكداً التزام انجامينا باتفاقياتها مع المعارضين بوقف اطلاق النار.