اللغة المشفرة كشفت خلية إلينوي

قصة مسجل خطر عمل مخبرا لدى المباحث الأميركية

TT

كانت لدى ويليام كريسمان ثلاث زوجات وتسعة أطفال ليعيلهم، وكان لديه سجل جنائي، وكان يصارع مع الهجمات المروعة. ومع ذلك كان، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الارهابية، عازما على مساعدة الحكومة الفيدرالية.

واصبح مخبرا لدى مكتب المباحث الفيدرالي وساعد عمله السلطات على اتهام رجلين، وكلاهما متحولان الى الاسلام مثل كريسمان، كانا متهمين بدعم الارهاب.

واحدهما، وهو ديريك شريف، 23 عاما، اقر الأربعاء الماضي بالتخطيط لتفجير قنابل في مركز تسوق في الينوي. والثاني، وهو حسن ابو جهاد، الملاح السابق في البحرية، نفى التهم الموجهة اليه من أنه قدم للارهابيين معلومات سرية حول موقع سفن البحرية وسبل الهجوم عليها.

وكشف عن دور كريسمان، 34 عاما، وهو عضو عصابة سابق، الاسبوع الماضي خلال محاكمة دامت يومين لتقرير أي دليل يمكن تقديمه عندما تبدأ محاكمة أبو جهاد في فبراير (شباط) المقبل.

وهجر كريسمان حياة العصابة قبل ما يزيد على عقد من الزمن وتحول الى الاسلام بينما كان في السجن لقيامه بسطو مسلح وامتلاك سيارة مسروقة. وقال كريسمان، الذي يعمل حاليا في حقل للخراف في الينوي، انه كان يريد الالتحاق بالجيش منذ حرب الخليج عام 1991، ولكن سجله الجنائي منعه من ذلك. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) توجه الى دائرة لمكتب المباحث الفيدرالي وعرض خدماته. ومنذئذ ساعد في عدد من القضايا.

وقال كريسمان انه في خريف عام 2006 طلبت منه السلطات الاتصال بشريف الذي كان يعمل في محل للفيديو في منطقة شيكاغو.

ولم يكن لدى شريف مكان يعيش فيه ووافق على عرض للانتقال مع كريسمان في اليوم الذي التقيا فيه. ويقول كريسمان ان الترتيب لم يكن غير مألوف طالما أنه يفترض بالمسلمين أن يوفروا ملجأ لمدة ثلاثة ايام.

وقال كريسمان في المحكمة «كان ذلك عبئا على زوجاتي الثلاث. ولم تكن بعض تصرفاته جيدة بالنسبة لأطفالي». وناقش شريف «الجهاد» العنيف وأشار إلى أبو جهاد الذي وصفه بأنه عكس صورة للأب سبق أن التقى به في عام 2003 في مسجد بفينيكس وعاش معه حوالي سبعة أشهر في عام 2003. وظل أبو جهاد منذ عام 2004 موضع تحقيق فيدرالي.

وقال كريسمان الذي سجل شريطا سريا لحواراته إن شريف أخبره عن قيام أبو جهاد بتمرير معلومات حول سفن البحرية الأميركية.

وأضاف كريسمان في شهادته: «أخبرني إن أبو جهاد كان على متن السفن في الشرق الأوسط وإنه سرب معلومات إلى موقع ويب». لكن أبو جهاد أنكر ذلك.

وقال كريسمان إن شريف أخبره بالتحاور مع أبو جهاد لوضع خطة مهاجمة قاعدة عسكرية في سان دييغو أو تأجير محطة في فينيكس. وحسبما قال كريسمان فإن شريف ذكر عن قيام أبو جهاد بإرساله لجمع معلومات عن مركز للتجنيد.

وكان أبو جهاد، الذي لم توجه ضده تهمة بما يخص المخطط المزعوم، قد علّم شريف أمورا تتعلق بالإسلام وما يتعلق بما سماه بالجهاد الدفاعي وهذا يعني أنهم قادرون على الهجوم على القواعد العسكرية في حالة تعرض المسلمين الأميركيين على الهجوم أو الاعتقال، حسبما قال ديفيد ديلون من أف بي آي.

وقال المدعون العامون إن أبو جهاد أشار إلى زعيم القاعدة أسامة بن لادن من خلال استخدام تعبير مشفر أثناء مكالمات هاتفية.

وظل أبو جهاد يحذر شريف من ضرورة الالتزام بالكتمان وكان يطلق تسميات من نوع «الأكل البارد» و«الأكل الطازج» وهي إشارات حسبما قالت السلطات لخطط ممكنة التحقق وأخرى أصبحت قديمة. وهو ظل يشير إلى أسامة بن لادن باعتباره الشخص الموجود «تحت أوراق شجر سوداء» والدعم اللوجستيكي بحرف «L» و«7» وهو إشارة إلى الطبقة الأعلى من الفردوس للذين يموتون في ساحات القتال حسبما قال وكلاء النيابة. لكن محامي أبو جهاد يحاججون بأن المكالمات والأدلة الأخرى مثل الرسائل الالكترونية يجب إلغاؤها لأن قاضيا آخر في قضية أخرى رفضها في سبتمبر الماضي.

وكان شريف قد اعتقل في ديسمبر (كانون الاول) الماضي حينما كان يحاول شراء قنابل يدوية حسبما ذكرت السلطات مع بندقية من رجل استخبارات زعم أنه يبيع أسلحة ويعمل مع كريسمان. وهو يواجه حكما بالسجن يصل إلى 30 سنة حينما يصدر الحكم ضده في 14 مارس (آذار) المقبل.

وقال كريسمان إنه اتصل بأبو جهاد لإخباره بأن شريف قد اعتقل.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»