فنزويلا: استفتاء مثير للجدل يتيح للرئيس الترشح إلى ما لا نهاية

المعارضة تخشى أن يستغل شافيز السلطات الجديدة لفرض حكم استبدادي

TT

ادلى الناخبون الفنزويليون امس باصواتهم، في استفتاء حول اصلاح دستوري تقدم به الرئيس هوغو شافيز، يهدف الى تعزيز صلاحياته وإرساء دعائم دولة اشتراكية.

وفي العاصمة الفنزويلية كراكاس، استيقظ السكان منذ الفجر على اصوات انصار النظام، الذين اطلقوا منذ الصباح الباكر العنان للصفارات والطبول، حتى قبل بدء الموعد الرسمي لفتح صناديق التصويت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتجمعت مجموعات من الناشطين في صفوف طويلة امام مكاتب الاقتراع، لاسيما في الاحياء الشعبية في العاصمة، في انتظار حلول موعد فتح المكاتب. ودعي 16 مليون ناخب فنزويلي الى الادلاء باصواتهم في هذا الاستفتاء حول اصلاح دستوري يسمح خصوصا لشافيز بالترشح الى الانتخابات الرئاسية الى ما لا نهاية، وبفرض رقابة على الصحافة عند الازمات.

وشن شافيز أشد حملاته الانتخابية ضراوة، ويتكهن بأن يفوز في الاستفتاء بفارق عشر نقاط مئوية، ولكن معظم استطلاعات الرأي أوضحت منافسة شديدة بين مؤيدي الاصلاحات الدستورية، الذين يصفونها بأنها هجوم على الديمقراطية.

ويدعو شافيز الى تعديل الدستور، الذي سيتيح له الترشح الى ما لا نهاية لرئاسة الجمهورية، وفرض رقابة على وسائل الاعلام، في حال حصول ازمة واقامة نموذج للاقتصاد الاشتراكي.

وحسب وكالة رويترز، يخشى الكثير من سكان فنزويلا وقوع اضطرابات سياسية في فنزويلا عضو أوبك، اذا رفض الجانب الخاسر قبول نتائج استفتاء امس، خاصة بعد حملة انتخابية شابتها أعمال عنف. وحاول شافيز، الذي واجه مخاوف حتى من بعض مؤيديه المعتدلين، من أن تمنحه الاصلاحات الكثير من السلطات، تصوير الاستفتاء على أنه استفتاء عام على حكمه. وشدد شافيز الذي يرأس فنزويلا منذ عام 1999 والحليف الوثيق لكوبا وايران، من هجومه الشفهي على الحكومة الاميركية ومعارضيه بالوطن. وقال لمؤيديه في اجتماع حاشد في كراكاس الاسبوع الماضي «من يصوتون بنعم يصوتون لشافيز ومن يصوتون بلا يصوتون لجورج بوش رئيس الولايات المتحدة». وسيلغي التصويت بنعم الحد الموضوع لعدد المرات التي يمكن لشافيز ترشيح نفسه خلالها في انتخابات الرئاسة، وقال انه سيبقى رئيسا للبلاد لعشرات السنين اذا واصل الفنزويليون التصويت لصالحه. وستمنحه الاصلاحات أيضا سيطرة على البنك المركزي واحتياطي الصرف الاجنبي، الذي زاد بزيادة عائدات النفط، كما ستخفض عدد ساعات العمل في اليوم الى ست ساعات، وستمد مزايا التأمين الاجتماعي لتصل الى عاملين مثل الباعة الجائلين.

ويسيطر الموالون لشافيز بالفعل على الكونغرس، ويقول منتقدون إن المحكمة العليا والمجلس الانتخابي فيهما الكثير من أتباعه. ويخشى معارضون أن يستغل السلطات الجديدة لفرض حكم استبدادي. ويتهم شافيز الادارة الاميركية بالتخطيط للتدخل في الاستفتاء وهدد بوقف صادرات النفط للولايات المتحدة. وجمد العلاقات مع اسبانيا، بعد أن قال له ملك اسبانيا خوان كارلوس «اخرس» أثناء اجتماع قمة في الآونة الاخيرة، كما هدد اول من أمس بطرد شركة ريبسول النفطية الاسبانية من البلاد اذا عاد حزب يميني للسلطة في اسبانيا. وقطع أيضا العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا المجاورة، بعد أن ألغى الرئيس الكولومبي الفارو أوريبي دور شافيز كوسيط في محادثات تهدف الى الافراج عن رهائن محتجزين لدى متمردين كولومبيين يساريين.