خادم الحرمين: العالم يشهد انحدارا مخيفا في القيم واهتزاز المصداقية

خلال استقباله المشاركين في ندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله المشاركين في ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية بحضور الأمير سلطان في الرياض أمس (واس)
TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ضرورة الدفاع عن القيم والمثل في كافة أنحاء العالم، محذرا من أن العالم يشهد انحدارا مخيفا في تردي القيم واهتزاز المصداقية، داعيا كل إنسان شريف ومثقف في كافة أرجاء العالم يقدر أخلاقه وعقيدته الدينية، مهما كانت، أن يكافح وينافح من أجل هذه القيم.

جاء ذلك خلال استقبال الملك عبد الله المشاركين في ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام في الرياض، الذين استقبلهم أمس في مكتبه بالديوان الملكي ، بحضور الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي.

وأكد الملك عبد الله للمشاركين في الحوار «إن الذي جمعكم الآن هو الحوار الذي ليس منه إلاّ كل خير إن شاء الله لكل الدول والحضارات عامة، لأن التقارب تقارب الإنسان بأخيه الإنسان شيء مطلوب. والآن في الوقت الحاضر يهمنا التلاحم بين البشرية، وكما تعرفون يا إخوان في الوقت الحاضر انهزت الأخلاق قليلاً، وكذلك انهزت المصداقية، ولكننا نعقد عليكم الآمال لإحياء المصداقية والوفاق بين الشعوب، وهذه إن شاء الله من مزاياكم. أما الصين فالصين بلد عزيز وصديق لنا جميعاً، لأن الصين دائماً وأبداً مع الحق والعدل، ودائماً مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية.

العالم الآن أصبح غير العالم الذي نفكر فيه أو نقرأه في التاريخ.. العالم الآن انحدر انحداراً ما كان يجب أن يكون عليه أبداً، ولكن من أمثالكم الرجال المثقفين، الرجال الواعين، الرجال الذين يهمهم الإنسان هو أنتم وتعقد عليكم الآمال.

القضية أكبر من هذا كله.. الانحلال في العالم الآن انحلال مخيف، وانحلال يلزم من كل رجل شريف مقدر لأخلاقه وعقيدته الدينية، أن يكافح عنها ولهذا هي للعالم ككل، والرب عز وجل أنزل في التوراة والإنجيل والقرآن مبادئ لا بد أن نتمسك بها كمسلمين، وكذلك الذين يتقيدون بالتوراة والإنجيل، وهي الرجوع إلى الرب عز وجل في كل مسيرتنا وأخلاقنا وكل مبادئنا، ولا بد أن نستفيد مما أمر به الرب عز وجل بالتمسك بهذه الأخلاق، وهي أول شيء لإنقاذ الأسرية.. أسرية العالم التي أصبحت الآن كما تعرفون متفككة إلى أبعد حد. ولهذا يلزم منكم كرجال علم وثقافة وأخلاق أن تنتبهوا لهذا الأمر فلن ينقذ هذه البشرية إلاّ الرجوع إلى ربهم عز وجل فانقلوا لهم أن يتقيدوا بما أنزله الرب من الكلمات التي تخدم الإنسان والإنسانية.

أرجو أن تنتبهوا لهذا الأمر، وأنتم ما من شك في أنكم إن شاء الله، قدوة للعالم ينظر إليكم. أتمنى لكم التوفيق، وأتمنى لكم بهذه الخطوة المباركة التقدم والازدهار، وكل شيء يطلب من المملكة العربية السعودية هي مستعدة له.. أشكركم وأتمنى لكم التوفيق والسلام عليكم».

وكان نائب وزير الخارجية الصيني السابق ورئيس الوفد الصيني السفير بانغ فوتشانغ، قد أشار إلى رفض ربط الإرهاب بأمة ما أو بيئة، وهذه رؤية مشتركة توصل إليها الجانبان الصيني والعربي في الندوة الأولى. واضاف «نحن في الصين نقدر تقديراً عالياً الدور الإيجابي للمملكة في شؤون المنطقة ونقدر تقديراً عالياً أيضاً الاهتمام بالعلاقات الثنائية الصينية السعودية».

وعد نفسه بحكم عمله السابق في وزارة الخارجية الصينية، شاهداً على أن العلاقات الصينية ـ السعودية، تعيش الآن في أحسن مرحلة لها نتيجة لاهتمام قيادتي البلدين ونظرتهما لهذه العلاقة نظرة استراتيجية وباهتمام كبير.

من جهته أشار الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون السياسية بالجامعة أحمد بن حلي، إلى أن ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، تأتي تنفيذاً لأحد قرارات القمة العربية التي عقدت في مدينة الرياض في مارس (آذار) الماضي، وكانت محاوره هي التعاون والتكامل في ثلاثة مجالات أساسية، تشمل المجال السياسي سواء فيما يتعلق بالقضايا العربية أو القضايا التي تهم الصين أو القضايا الدولية وكذلك مجال التعاون التجاري والاقتصادي، وأوضح أن ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، تشمل ثلاثة محاور أولها الإرث المشترك للحضارتين والذي بدأ بطريق الحرير، والمحور الثاني هو كيف نوظف إمكاناتنا المشتركة لتكون في خدمة العالم العربي والصين، أما المحور الثالث فهو خاص بدور الإعلام في المنطقة العربية والصين. وأشار إلى أن الجانبين سيبلوران عدداً من الأفكار والآليات خلال هذه الندوة.

من جهة أخرى تلقى خادم الحرمين الشريفين مساء أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، كما جرى بحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية وفي مقدمتها ما يخص الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

إلى ذلك أعلن الديوان الملكي أن خادم الحرمين الشريفين سيغادر اليوم إلى قطر، على رأس الوفد السعودي إلى مؤتمر قمة الدوحة.