الأمير نايف: منابر المساجد تتجه لأمور ثانوية.. وممولو الإرهاب أخطر من المنفذين

قال إن خطرهم كبير وهم ليسوا ضالين أو إرهابيين بل خوارج

الأمير نايف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس (تصوير: عبد الله عتيق)
TT

أكد الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي، أن منابر المساجد تتجه لأمور ثانوية أو خارجية، في الوقت الذي يعاني فيه الوطن والمواطن من أمور هامة تمس مقدراته، مشيرا إلى أن هذا التوجه هو «قصور وخطأ ويجب أن نتحول إلى الخطر الأكبر وهو الخروج عن الدين وعن ولي الأمر».

ووصف وزير الداخلية، الفئات الإرهابية بـ«الخوارج»، قائلا: «هؤلاء لا يقلون أو يزيدون عمن خرجوا عن سيدنا علي رضي الله عنه، ويجب أن نسميهم «الخوارج» فهم أكبر من الإرهابيين وأكبر من الضالين وأكبر من كل شيء وخطرهم كبير».

وأوضح الأمير نايف، في مؤتمر صحافي عقده أمس عقب افتتاحه المؤتمر الهندسي السابع بجامعة الملك سعود نيابة عن ولي العهد، أن الممولين للعمليات الإرهابية هم مجرمون من الدرجة الأولى بحق الوطن، مؤكدا أن وزارة الداخلية جففت الكثير من منابع التمويل والدعم للإرهابيين، وستعمل على الوصول إليهم جميعا.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تعزيز الأمن الفكري إلى جانب العمل الميداني الأمني، قال الأمير نايف: «بالنسبة للمواءمة بين الجهد الأمني والجهد الفكري، في الحقيقة نتمنى أن يتحقق هذا، وجامعة الملك سعود تعمل الآن على هذا الأمر، فالجهد الفكري مع الأسف لم يصل إلى الآن إلى المستوى الذي نتمناه لأنه الجهد الأمني لا يكفي بمفرده، والجهد الفكري هو أولا يمنع ويقي من وصول الأفكار الشاذة إلى أذهان للشباب، والشيء الثاني أن ننقي هذه الأفكار الدخيلة على الإسلام والمدعين أنها من النهج الإسلامي وهو براء منها وهي إساءة للإسلام، ولا أقول هذا وحدي، بل يقوله كل العلماء والعقلاء وكل الذين لديهم علم، ولو كان محدودا، في النواحي الشرعية، فهم أول من عمل ويعمل ضد الإسلام، وهذا يحقق غايات جهات تكره الإسلام، فلذلك يجب أن يكون الجهد الفكري جهدا متميزا وبارزا وأن نرى نتائجه على أرض الواقع، وهذا ما بدأت به جامعة الملك سعود من خلال كرسي الأمن الفكري، ونرجو أن تكون جامعاتنا مشاركة في هذا الجهد، ونأمل أن يسهم الإعلام السعودي في هذا الأمر إسهاما فاعلا حتى ينور الأفكار ويدرأ الأخطار عن أبناء هذا الوطن، ثم هناك كما سبق أن قلت أن منابر المساجد، التي وجدت من اجل توجيه المسلمين، وهذا هو المنبر الأساسي منذ أنزلت الرسالة على رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، وكان هذا المنبر من يوجه الناس ويعرفهم، نقول إن هذه المنابر تتجه إلى أمور ثانوية أو أمور خارجية، ونحن نعاني أمور هامة تمس الوطن والمواطن ومقدرات الوطن فهذا قصور وخطأ ويجب أن نتحول إلى الخطر الكبر وهو الخروج عن الدين وعن ولي الأمر، وهؤلاء لا يقلون أو يزيدون عمن خرجوا عن سيدنا علي رضي الله عنه، ويجب أن نسميهم الخوارج فهم أكبر من الإرهابين وأكبر من الضالين وأكبر من كل شيء وخطرهم كبير، وأرجو أن يعلموا هم، أن وزارة الداخلية بذلت جهدا كبيرا عن طريق المناصحة، والحمد لله استفاد الكثير ممن تشبعوا بهذه الأفكار، وسنستمر بهذا، ولكن نرجو أن تقوم الجهات الأخرى بجهدها لكي نتفرغ نحن للجهود الأمنية.

وحول المتخلفين من العمالة وإمكانية انخراط البعض منهم في العمل الإرهابي، أوضح الأمير نايف أن نسبة المتخلفين نسبة مزعجة، وهذا التخلف له صفات متعددة، منهم معتمرون أو زوار، والأسوأ هم العمالة السائبة، وهم من قدموا على كفالة مؤسسات أو أشخاص أو شركات وليس لهم عمل، وقد يكون هناك من يستفيد منهم، والحقيقة أن الجهات المختصة ومنها الداخلية تقوم بجهد مكثف لمحاربة هذا الأمر، وفي الحقيقة لو أسهم المواطن مع الجهات الرسمية في هذا الأمر لقضي على هذه الفئة، لأن هناك من يسكن هؤلاء ومن يشغلهم ويؤمن لهم النقل والمواصلات، ولو لم يجدوا هذه الخدمات فسيخرجون من هذا البلد، فإذاً الجهد مطلوب من الجميع، فالإقامة غير المشروعة لها مخاطر كثيرة، منها أخذ فرص العمل من الشباب السعودي، وكذلك التوجه لأعمال غير مشروعة، وكل الجرائم التي تحدث لا بد أن يكون فيها هذا العنصر، ولذلك يجب ألا ننتظر الجريمة حتى تحدث ويجب أن نمنعها، وهذا واجب رجال الأمن، ولكن لا بد من جهد المواطن والمؤسسات والشركات والجهات الحكومية.

وفي ما يتعلق باستعدادات وزارة الداخلية لموسم الحج المقبل، قال إن الاستعدادات اللازمة اتخذت لإنجاح موسم الحج، وكلنا ثقة بأننا قادرون على أن نحقق حجا سليما وان يقضي الحجاج حجهم بيسر وسهولة وان يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين، ولنا في مواسم الحج الماضية ما يؤكد هذا الواقع ولا نستطيع إلا أن نقول بذلنا جهود وسنبذل جميع قدراتنا لخدمة حجاج بيت الله وتسهيل حركتهم والمحافظة على أمنهم، وبعد أيام سنقول الحمد لله الذي وفق هذه البلاد قيادة وشعبا لتأدية هذا الواجب العظيم.

وحول إعلان أسماء المطلوبين ورؤية وزارة الداخلية لذلك، أشار الأمير نايف إلى أنه ينبغي أن يستوعب رجال الإعلام أن ليس المظهر ما يهم وزارة الداخلية، وتمنى أن تكون لدى رجال الإعلام خلفية في الشأن الأمني، مؤكدا أن ما يهم وزارة الداخلية هو النتائج، وأن بعض الإعلانات تؤثر على عمل الأمن، موضحا أن كل شيء يهم المواطن سينشر في حينه، مضيفا «نحن على قناعة ولدينا توجيهات أن نضع المواطن في كل الحقائق، وأن يرى الصورة الحقيقية، ونحن نقدم مصلحة التحقيق قبل الناحية الإعلامية، وبنفس الوقت هناك جهات على مستوى المناطق والشرط والمتحدث الرسمي للداخلية يردون على أي سؤال للصحافة والإعلام وسيجد الإجابة».

وعن القبض على ممولي العمليات الإرهابية، أكد الأمير نايف أن الممولين أخطر من المنفذين، وأن هذا عمل سيئ جدا ضد العقيدة وضد الوطن، معتبرا أنهم مجرمين من الدرجة الأولى بحق الوطن، وستصل الوزارة إليهم، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية جففت الكثير من منابع الدعم والتمويل، وتمنى أن تصل الوزارة إليهم جميعها.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول دور الدعاة في إيضاح خطر الفكر الإرهابي، في ظل كشف بيان الداخلية أنهم مستهدفون كباقي طبقات المجتمع، أجاب الأمير نايف «أعتقد أن بيان وزارة الداخلية أوضح أن الدعاة الذين يتحدثون عن هذا الأمر سواء في المجال العام أو المساجد أو وسائل الإعلام أو مجالسهم ممن يستنكرون هذا الأمور من قناعتهم بما لديهم من علم وعقولهم ومعرفتهم بحقيقة الإسلام، هؤلاء لا شك أنهم مؤثرون أكثر، ولكن نرجو أن يكون أكثر شمولا وأكثر وضوحا، وأن كل من لديه القدرة على إيضاح الأمور، أن يتحدث ويدافع عن دينه ووطنه، وهذا إن شاء الله نأمل أن يتحقق، وأظن أن المسلم يتصف بصفة لا يتصف بها أحد غيره وهي الإيمان بالله وأن قدره يأتيه في وقت معين، ولا يرد الآجال إلا الله سبحانه، ولا يوجد مجال للخوف لأن ما يقدره الله سيكون، فلذلك يجب على الإنسان ما دام قادرا على القيام بهذا الواجب، وأما أعداء الدين وأعداء الوطن فيستهدفون كل فاعلية لهذا الوطن أو كل مؤسسة لها وزنها ولها قيمتها، ولكن الحمد لله أنهم مدحورون، وأن توفيق الله كان حليفا لأجهزة الأمن، ونحن نقول شكرا لكل من يشاركنا هذا الأمر، والنجاح هو نجاح الوطن، وأبشركم أن الأجهزة الأمنية تقف بمصاف أرقى الدول في الإنجاز الأمني، والذي أفشل من العمليات الإرهابية أكثر من 180 عملية، ولو نجحت ـ لا سمح الله ـ 30 في المائة من العمليات الإرهابية، لكانت مأساة كبيرة للوطن ومقدراته».

وفي ما يتعلق بلجنة المناصحة واستمرارية عملها، قال الأمير نايف إن هذه اللجنة أعطت نتائج طيبة، وساهمت في إطلاق سراح 1000 شخص رجعوا على صوابهم وتفهموا الخطأ الذي كانوا فيه، راجيا في الوقت ذاته أن يزداد هذا العدد في المستقبل.