رئيس وزراء الصومال الجديد يدعو المعارضة للحوار.. وشريف يرد: لن نتفاوض مع «العملاء»

رايس تبحث الثلاثاء في إثيوبيا الوضع في القرن الأفريقي

TT

قال رئيس الوزراء الصومالي الجديد نور حسن حسين، انه مستعد للحوار مع المعارضة بقيادة الاسلاميين في محاولة لانهاء التمرد في البلاد.

وصرح حسين لمحطة «ان.تي.في» الاخبارية الكينية «نحن مستعدون للحوار مع مجموعة اسمرة، طالما هم مستعدون للحوار معنا» في اشارة لمجموعة معارضة تتخذ من اريتريا مقرا لها.

وتابع «لن نذكر احدا من قادة المعارضة بالاسم ولكننا مستعدون للنصح والنقد الايجابيين»، حسب ما ذكرته رويترز. وتتعرض الحكومة المؤقتة في الصومال التي تشكلت عام 2004 ومن المقرر أن تجري انتخابات عام 2009 لضغوط من شركاء غربيين للتفاهم مع المعارضة. ونظر كثيرون لتعيين حسين في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) خلفا لعلي محمد جيدي على أنه فرصة للمصالحة في بلد دمرته الحرب منذ اطاحة قادة فصائل الدكتاتور محمد سياد بري عام 1991.

من جهته رفض تحالف المعارضة الذي يتخذ من العاصمة الاريترية (أسمرة)، مقراً له عرض العقيد نور حسن حسين (نور عدي) للحوار وعقد مفاوضات سلام مباشرة بين الطرفين لتسوية الأزمة السياسية الراهنة فى الصومال.

وقال الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس تحالف المعارضة الصومالية فى اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من أسمرة أنه طالما هناك احتلال اثيوبي للبلاد، فلن نتفاوض مع أحد، لافتا إلى أن بقاء القوات الإثيوبية واستمرار تدخل حكومة رئيس الوزراء الأثيوبى ميلس زيناوي في الشؤون الصومالية يعطل أي حوار صومالي وطني.

وشدد شريف على أن تحالف المعارضة لا يعترف بأي شرعية للحكومة والسلطة الانتقالية فى الصومال، معتبرا أن هذه السلطة التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف مسؤولة عن جلب القوات الإثيوبية لاحتلال البلاد وارتكاب ما وصفه بجرائم الحرب البشعة ضد المدنيين العزل في المواجهات المستمرة بينها وبين جماعات المعارضة الصومالية المسلحة فى العاصمة الصومالية مقديشيو.

وفي نفس الوقت تغادر وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس واشنطن الثلاثاء متوجهة الى اثيوبيا، حيث ستبحث في هذا البلد موضوع الاستقرار في القرن الأفريقي، ومنطقة البحيرات العظمى.

وفي اديس ابابا تشارك رايس في الخامس من ديسمبر (كانون الاول) في اجتماع لدول البحيرات العظمى (بوروندي والكونغو الديمقراطية ورواندا واوغندا) تحت عنوان «السلام والامن الاقليميان» حسب وزارة الخارجية الأميركية.

ومن المتوقع ان تثير رايس، التي الغت في يوليو (تموز) الماضي جولة في افريقيا لتركز الجهود على الوضع في العراق، خطة نزع سلاح ميليشيات الهوتو الرواندية التي اتفقت الكونغو الديمقراطية ورواندا مؤخرا على تنفيذها للمحافظة على الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى. الا أن مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية جينداي فريزر قالت للصحافيين «لا اريد منكم توقع ان ينتهي هذا الاجتماع برحيل (الجنرال الكونغولي المخلوع لوران) نكوندا وميليشيات الهوتو الرواندية».

ويرفض الجنرال نكوندا التوتسي الكونغولي، الذي يعد مصدر اضطراب في المنطقة نزع سلاح مقاتليه، ويطرح نفسه كمدافع عن التوتسي ضد المتمردين الهوتو الروانيين في اقاليم الكونغو الشرقية.

واوضحت فريزر، ان اللقاء يهدف فقط الى ايجاد نهج مشترك للمساعدة في «تمكين ابناء الكونغو من التصدي لهذه القوى السلبية في بلادهم». واضافت ان دبلوماسيين اميركيين دعوا في الوقت نفسه الجنرال نكوندا الى تسليم نفسه واختيار طريق المنفى لتفادي اراقة دماء مع القوات الحكومية.

ومنذ نهاية أغسطس (آب) الماضي يشهد اقليم كوفو الشمالية اشتباكات بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية والجنود المتمردين المنضوين تحت لواء نكوندا.

وادت اعمال العنف منذ نهاية 2006 الى نزوح نحو 375 الف مدني في كيفو الشمالية.

وخلال زيارتها لاثيوبيا التي تستغرق يومين، ستبحث كوندوليزا رايس ايضا، الوضع في الصومال واتفاق السلام في جنوب السودان مع العديد من وزراء خارجية دول شرق افريقيا، اضافة الى مسؤولين في الاتحاد الافريقي والامم المتحدة.

ومن المقرر ان تلتقي رايس الرئيس الصومالي عبد الله احمد يوسف ورئيس وزرائه الجديد نور حسن حسين. وقالت فريزر «نأمل ان تتركز المباحثات على طريقة التوصل الى حوار سياسي اكثر اكتمالا والى مصالحة تقود البلاد الى الانتخابات في 2009».

ويهدف اللقاء ايضا الى بحث الازمة الانسانية و«عزل المتطرفين الماضين في اللجوء الى العنف حتى يمكن الاسراع في نشر قوات الاتحاد الافريقي في الصومال»، على حد قول فريزر.

ومن المقرر ان تجري رايس ايضا مباحثات ثنائية مع المسؤولين الإثيوبيين في الوقت الذي تفاقمت فيه حدة التوتر بين اديس ابابا، حليفة الولايات المتحدة في الصومال، وبين جارتها اريتريا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتغادر وزيرة الخارجية الاميركية اديس ابابا في السادس من ديسمبر(كانون الاول) متوجهة الى بروكسل حيث تلتقي نظراءها الاوروبيين، وتشارك في اجتماع وزاري لحلف شمال الاطلسي.