محادثات بالي اليوم تسعى لإبرام اتفاق عالمي حول المناخ

36 دولة صناعية طبقت قيوداً على انبعاثات الاحتباس الحراري

TT

يجتمع ممثلو نحو 190 دولة في جزيرة بالي الاندونيسية بدءاً من اليوم لاستكمال حوار بعد التوصل الى تفاهم هش لمكافحة ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض.

وستسعى المحادثات التي تعقد من الثالث وحتى الرابع عشر من الشهر الجاري بمشاركة أكثر من 10 آلاف موفد في المنتجع الساحلي تحت حراسة مشددة لإطلاق المفاوضات التي تهدف للتوصل الى ابرام اتفاق جديد يخلف اتفاقية كيوتو تحت مظلة الامم المتحدة خلال عامين.

وطبقت حتى الآن 36 دولة فقط من الدول الصناعية الموقعة على اتفاقية كيوتو قيودا على الانبعاثات الضارة تسري حتى عام 2012 لكن تقارير صادرة عن الامم المتحدة هذا العام تتسم بالتشاؤم حذرت من مزيد من الموجات الحارة والجفاف وارتفاع منسوب البحار. وقالت ان تطبيق قيود خفض الانبعاثات الضارة عالميا بات أمرا ملحا.

لكن التوصل الى نسبة عادلة لخفض الانبعاثات التي يتسبب فيها بالاساس احتراق الوقود الحفري بين الدول الغنية والفقيرة بقيادة الصين والهند سيكون أمرا محيرا.

وعزز قرار الرئيس الاميركي جورج بوش بمشاركة الولايات المتحدة في اتفاق يطبق فيما بعد 2012 فرص التوصل الى اتفاق عالمي. ويعارض بوش اتفاقية كيوتو بوصفها تهديدا للنمو الاقتصادي الاميركي.

وتريد الامم المتحدة الاتفاق على معاهدة جديدة في محادثات للمنظمة الدولية تعقد في كوبنهاغن عام 2009 بعد أن يترك بوش البيت الابيض. ومن المرجح أن ترغب العديد من الدول في الانتظار لمعرفة سياسات الرئيس المقبل والحصول على تأكيدات بالحصول على مساعدات.

وترغب الدول الغنية في أن تقوم الدول النامية بوقف رفع نسبة انبعاثاتها الضارة على الاقل. وسيشارك وزراء البيئة من شتى أنحاء العالم في محادثات بالي التي ستشمل ايضا اجتماعات لوزراء التجارة والمالية. وينتهي العمل باتفاقية كيوتو عام 2012 لكن الامم المتحدة تقول ان هناك حاجة لإبرام اتفاق جديد بنهاية عام 2009 لاتاحة الوقت لبرلمانات الدول الموقعة للتصديق عليه.

كما تحتفل الوفود المشاركة في المحادثات بالذكرى السنوية العاشرة لتوقيع اتفاقية كيوتو التي تحين في الحادي عشر من الشهر الجاري.

وفي برلين، طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتحاد الأوروبي ودول قمة الثماني الصناعية بمواصلة السعي لتحقيق عهودهم بشأن خفض درجة حرارة المناخ.

وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة، والتي بثت على موقعها الالكتروني اول من امس: «قررنا على مستوى الاتحاد الأوروبي وخلال قمة الثمانية في يونيو (حزيران) الماضي أن نزيد من مساعينا من أجل حماية المناخ».

وأضافت ميركل: «نحتاج بشكل خاص لاتفاق يخلف بروتوكول كيوتو الذي سينتهي العمل به نهاية عام 2012». ودعت ميركل مؤتمر بالي الدولي للمناخ إلى التوصل في موعد أقصاه نهاية عام 2009 إلى خارطة طريق تنتهي باتفاقية تكون خلفا لبروتوكول كيوتو.

يشارُ إلى أن الدول الصناعية تعهدت في مدينة كيوتو بخفض انبعاثات أهم الغازات التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة المناخ في كوكب الأرض بنسبة 5% على الأقل حتى عام 2012 مقارنة بعام 1990. ولم يتم إلزام الدول النامية آنذاك بقيود للمساهمة في تحقيق هذا الهدف.

ووقعت نحو 180 دولة حتى الآن على بروتوكول كيوتو ليست الولايات المتحدة من بينها. ومن المنتظر أن يناقش مؤتمر بالي سبل الحد من ارتفاع درجة حرارة المناخ بدءاً من عام 2013.