الانتخابات الروسية: نتائج أولية تشير إلى حصول الحزب الحاكم على 60% من الأصوات

قلق حول نزاهة الاقتراع وسط غياب مراقبين دوليين.. وناخبون أدلوا بأصواتهم وسط برد قارس

روسية تجلس الى جانب صندوق اقتراع في منزلها أمس. وفي القرى الروسية يستخدم المسؤولون عن الانتخابات صناديق اقتراع متنقلة للحصول على أصوات الناخبين في منازلهم (رويترز)
TT

جرت امس في روسيا الاتحادية الانتخابات البرلمانية الدورية لاختيار اعضاء مجلس الدوما الجديد وعددهم 450 نائبا من مجموع عدد المرشحين الذين زاد عددهم عن 4600 مرشحا، وسط اجواء يسيطر عليها التفاؤل من جانب اوساط الحزب الحاكم «الوحدة الروسية» الذي اشارت كل التوقعات الى فوزه بأغلبية ساحقة. وادلى الناخبون باصواتهم في 96 الف مركز للاقتراع افتتحت في مختلف ارجاء الدولة الروسية بفروقها الزمنية المختلفة من الشرق الاقصى على مقربة من اليابان وحتى مقاطعة كالينينغراد على ضفاف بحر البلطيق في الغرب. وقد تركز اهتمام المراقبين حول مراكز الاقتراع التي ادلى باصواتهم فيها كبار رجال الدولة والحكومة، وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين وقرينته لودميلا. وكان بوتين قد استهل حديثه الى الصحافيين عقب الادلاء بصوته في مركز اقتراع اكاديمية العلوم جنوب غربي العاصمة بقوله «الحمد لله ان الحملة الانتخابية انتهت. انني على يقين بان الناخب قد حدد افضلياته ويمكنه الآن التوجه الى مراكز الاقتراع للادلاء بصوته لهذا الحزب او ذاك من تلك التي تبدو برامجها اكثر اقناعا ولأولئك المرشحين الذين يحظون بثقته». اما سيرغي ايفانوف، النائب الاول لرئيس الحكومة واحد ابرز المرشحين لخلافة بوتين، فقد اشار عقب الادلاء بصوته الى انه اعطى صوته «لصالح مستقبل روسيا.. المستقبل الهادئ الواضح الخالي من الاهتزازات والعواصف». واردف قائلا «المستقبل الذي يتيح لروسيا وشأن اي دولة متحضرة ان تتطور بنجاح واطراد». وعلى الرغم من الغاء نسبة 50% + صوتا واحدا من قائمة المسجلين في قوائم الناخبين التي حددها القانون السابق شرطا لمشروعية الانتخابات واعتبار الانتخابات شرعية بأية نسبة من المشاركين في التصويت، اشار فلاديمير تشوروف رئيس اللحنة المركزية للانتخابات إلى ان نسبة المشاركين من الناخبين في الكثير من مراكز الاقتراع في مناطق الشرق الاقصى كانت مفاجئة للكثيرين حيث زادت عن مثيلتها في الانتخابات السابقة بنسب تزيد على 10% في بعض المراكز مثل تشوكوتكا وبورياتيا ومقاطعة اركوتسك. ومن المقرر ان تعلن النتائج الاولية للانتخابات صباح اليوم على ان تعلن النتائج الرسمية النهائية في غضون ثلاثة اسابيع من موعد اجراء الانتخابات في الوقت الذي كشفت فيه استطلاعات الرأي التي اجريت عقب ادلاء الناخبين باصواتهم عن تقدم الحزب الحاكم بنسبة اصوات تزيد عن الستين في المائة متقدما عن الحزب الشيوعي الروسي بما يقرب من خمسين في المائة. وتشير الدلائل الى احتمال تجاوز الحزب الليبرالي الديمقراطي المعروف باسم حزب جيوينوفسكي حاجز السبعة في المائة المقرر حد ادنى للنجاح، اي فوزه بنسبة تقترب من 8% وهي النسبة التي يقترب منها ايضا حزب «روسيا العادلة» الموالي للكرملين. وللمرة الثانية على التوالي تفشل احزاب اليمين في دخول مجلس الدوما وكذلك بقية الاحزاب الاخرى التي نالت «شرف المشاركة» في المعركة الانتخابية الاخيرة.

وقال فلاديمير بابيكوف (19 عاما) المجند في البحرية لوكالة الصحافة الفرنسية «سأصوت لروسيا الموحدة»، موضحا انهم «قاموا باداء جيد والامور تتحسن في كل مكان». وقالت مدرسة الرياضيات ناتاليا زافيالوفا (35 عاما) في أحد مراكز الاقتراع في موسكو «سأصوت لروسيا الموحدة من اجل بوتين لانه زاد رواتبنا. بفضل بوتين اصبح المعلمون يستطيعون العيش كبشر». ويبلغ متوسط اجور المدرسين في روسيا 15 الف روبل اي اكثر بقليل من 400 يورو. اما ليديا روساكوفا (70 عاما) المتقاعدة التي كانت في المركز نفسه، فاكدت انها ستؤيد الحزب الشيوعي «لانه في عهدهم كان النظام سائدا». وفي بتروبافلوفسك كامشاتسكا، افاد مراقبون ان الناخبين يقترعون وسط برد قارس وصل الى عشر درجات تحت الصفر. وقال الكسي غوتكين، وهو مهندس في الثانية والاربعين من العمر كان اول من وضع ورقة اقتراع في الصندوق في الشرق الروسي «صوتوا لمصلحة اتحاد قوى اليمين لانه ليس روسيا الموحدة»، معتبرا ان التصويت للحزب الحاكم «يعني عودة الحزب الشيوعي».

وفي سابقة بتاريخ روسيا، يشارك الرئيس الروسي في الانتخابات على رأس لائحة الحزب الحاكم روسيا الموحدة، مما يحول هذا الاقتراع الى استفتاء حول سياسته.

وخلال الحملة الانتخابية، اوحى بوتين بانه سيحتفظ لنفسه «بالحق المعنوي» للتأثير في البرلمان والحكومة عند مغادرته كرسي الرئاسة اذا فاز بالانتخابات التشريعية. وواصلت السلطات الروسية جهودها حتى اللحظة الاخيرة لدعوة الناخبين الى الإدلاء باصواتهم لأن نسبة امتناع كبيرة ستنعكس سلبا على الفوز المعلن لبوتين.

ويحظر الدستور على بوتين الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2000 الترشح لولاية رئاسية ثالثة. إلا انه اعلن انه يعتزم الاستمرار في لعب دور سياسي مهم في البلاد، داعيا الناخبين الى «تأييده». من جهتها، انتقدت المعارضة بشدة الحملة الانتخابية، وخصوصا التغطية الاعلامية التي عملت لمصلحة بوتين واستخدام وسائل عامة لضمان فوز واسع لحزب روسيا الموحدة. كما تحدث احد قادة المعارضة، وهو بطل الشطرنج السابق، غاري كاسباروف، عن عمليات «تزوير» حتى قبل الاقتراع.

وفي واشنطن، عبر البيت الابيض عن قلقه حول نزاهة الاقتراع الذي تراقبه مجموعة صغيرة من المراقبين. وبحسب وكالة رويترز، فقد اجيز نحو 300 مراقب اجنبي فقط نصفهم تقريبا من دول الاتحاد السوفيتي سابقا لمراقبة الانتخابات. ويقول الكرملين ان عمليات مراجعة المراقبين الاجانب غير ضرورية لان روسيا لديها معايير عالية من الديمقراطية.