أوروبا تسعى إلى تعميق شعور المواطنين بالانتماء رغم تنوع أصولهم العرقية

TT

اختار الاتحاد الأوروبي شعار «معاً في التنوع»، ليكون عنوانا للعام الأوروبي للحوار بين الثقافات، والذي سيبدأ مع بداية عام 2008 وهي التجربة التي تهدف إلى المساهمة في فهم أكبر للعيش في مجتمع متنوع، واستثمار إيجابيات التنوع الثقافي لصالح المستقبل الأوروبي، كما يرمي الاتحاد من وراء تنظيم هذا الحدث إلى تعميق شعور المواطنين بالانتماء إلى أوروبا، رغم تنوع أصولهم العرقية.

وتبلغ تكلفة الأنشطة المخصصة لهذا الغرض 10 ملايين يورو، سوف تستثمر في حملات توعية وإعداد دراسات حول الحوار بين الثقافات، وكذلك لتمويل سبع مشروعات و27 مشروعا (واحد في كل دولة عضو) حول موضوع التنوع الثقافي والحوار التعددي.

وقال يان فيغل، المفوض الأوروبي المكلف شؤون التربية والثقافة والشباب «إن على أوروبا أن تواجه تحديات تعود في أصولها إلى العلاقة بين الثقافات، وإن إعلان عام 2008، عاما أوروبيا لحوار الثقافات، يشكل فرصة جيدة يجب استغلالها لتسهيل علاقاتنا المتعددة»، مضيفاً أن «تجربة الاتحاد الأوروبي أثبتت أنه بالإمكان جمع مختلف البلدان الأوروبية تحت راية واحدة مع احترام التنوع، وعليه لا بد من مواجهة التحديات الناتجة عن التنوع الثقافي والديني في قارتنا». ويعتقد ثلاثة أرباع سكان دول الاتحاد الأوروبي(نحو 72 في المائة) بأن وجود أشخاص من أصول مختلفة ينتمون لثقافات وديانات وعرقيات مغايرة داخل المجتمع الأوروبي، يساهم في إثراء الحياة الثقافية داخل تلك المجتمعات. وقال بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي، إن الدراسة شملت توجيه عدة أسئلة للمواطنين الأوروبيين، حول تعاملهم مع أشخاص آخرين داخل المجتمع، يختلفون عنهم ثقافيا وعرقيا ودينيا، وجرى التركيز خلال الدراسة على أهمية التنوع الثقافي داخل المجتمع الأوروبي، والتعرف على موقف المواطن الأوروبي من الخطة المزمع تنفيذها أوروبيا خلال العام المقبل، من خلال تخصيص عام 2008 للحوار بين الثقافات المتعددة. وحسبما جاء في نتائج الدراسة الأوروبية، فإن التفاعل اليومي بين المواطنين من أصول وثقافات مختلفة يزداد يوم بعد يوم وان ذلك يعتبر حقيقة في أوروبا يجب ألا ينكرها احد، وقال 65 في المائة ممن شملتهم الدراسة، إن لديهم أمثلة متعددة حول التفاعل اليومي مع المواطن الآخر الذي ينتمي الى خلفيات ثقافية وعقائدية وعرقية مغايرة، وان من بين الدول التي حققت نتائج جيدة في هذا الإطار، لوكسمبورغ وآيرلندا وبريطانيا، والنمسا، بينما جاءت أستونيا ورومانيا في مؤخرة تلك القائمة.

وتقول النتائج أيضا ان غالبية سكان الاتحاد الأوروبي يعتقدون بأن المواطنين من أصول وثقافات أخرى داخل المجتمع الواحد يساهم في الإثراء الثقافي للمجتمع ككل، وان الإجابة عن السؤال المتعلق بهذا الصدد، يمكن أن تعتبر بمثابة مرآة تعكس أهمية وجود أقليات، من جنسيات وعقائد أخرى داخل بعض المجتمعات الأوروبية.

وأظهرت الأرقام ان المواطن في دول مثل السويد ولوكسمبورج وهولندا وايرلندا وبريطانيا، يميل نحو تكرار الاتصال بأشخاص من ثقافة أخرى، وان ذلك الأمر ينعكس ايجابيا على الحياة الثقافية داخل المجتمع، إلا أن هناك أعدادا كبيرة في دول أخرى مثل مالطا وقبرص وبلغاريا ورومانيا تختلف في هذا القول. كذلك يوجد شعور بين غالبية سكان الاتحاد الأوروبي بان الحوار المتعدد الثقافات مفيد للغاية، ولكن أعدادا كبيرة منهم يرون في الوقت نفسه، أهمية التواصل مع التقاليد الثقافية المحلية.