وزراء خارجية أفريقيا وأوروبا يستبقون قمة لشبونة بإصدار «إعلان شرم الشيخ»

قضايا الهجرة والديمقراطية تهيمن على المؤتمر وبراون يقاطع القمة بسبب حضور موغابي

وزير الخارجية الغاني أكواسي أوسي أدييه (الأول من اليسار) ونظيراه المصري أحمد أبو الغيط والبرتغالي لويس أمادو ومسؤول التنمية الدولية والمساعدات الانسانية في الاتحاد الاوروبي في ختام مؤتمر صحافي تحدثوا فيه عن نتائج الاجتماع الوزاري الأفريقي ـ الأوروبي في شرم الشيخ أمس (أ ف ب)
TT

استبق وزراء خارجية دول أفريقيا ـ الاتحاد الأوروبي، صدور «إعلان برشلونة» عن قمة أفريقيا ـ أوروبا، المقرر عقدها في البرتغال يومي 8 و9 من الشهر الجاري، وأصدروا «إعلان شرم الشيخ» في ختام اجتماعهم أمس، والذي شارك فيه وزراء خارجية ووفود 80 دولة أفريقية وأوروبية، فيما أعد الوزراء لاجتماعات قمة السبت، كما أعدوا مشروعات الوثائق التي أعدتها (ترويكا أفريقيا والاتحاد الأوروبي)، والتي تتمثل في المشاركة الاستراتيجية بين الجانبين، وخطة العمل الأولى، وإعلان لشبونة الذي سيصدر عن تلك القمة.

وهيمنت قضايا الهجرة والديمقراطية والطاقة والصحة وتغيير المناخ، على كلمات المتحدثين بالمؤتمر.

وأعلن أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر، في مؤتمر صحافي مشترك مع كل من أكوافى أوفيادجي وزير خارجية غانا الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ولويس أمادو وزير خارجية البرتغال الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، ولوي ميشيل مفوض التنمية والمساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية، أن الوزراء ـ الذين اجتمعوا (أمس) بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر ـ أقروا «إعلان شرم الشيخ»، واتفقوا على الوثائق التي ستصدر عن قمة لشبونة.

ورحب «إعلان شرم الشيخ» بتنامي علاقات التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، والثقة والتطلع لأن تعطى القمة المقبلة في لشبونة، دفعة جديدة للمسيرة التي انطلقت في القاهرة عام 2000، وأن تفتح الباب أمام توسيع إطار التعاون بينهما نحو آفاق أرحب ومشاركة شعبية بين أطراف متساويين، وبما يتيح معالجة التحديات الدولية والاهتمامات المشتركة للجانبين. وأكد الإعلان أنه وخلال المناقشة العامة، تناول وزراء الخارجية ورؤساء الوفود، موضوعات مختلفة ذات صلة بالاستراتيجية المشتركة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي وفي هذا السياق، نوه الوزراء ورؤساء الوفود بالحاجة لمواصلة تطوير وتدعيم المشاركة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي، على أساس مبادئ الحوار البناء والتفاهم والاحترام المتبادل. كما أعرب الوزراء المشاركون ورؤساء الوفود عن ترحيبهم بالاستراتيجية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، واتفقوا على أنها تشكل أساسا قويا لمشاركة طموح ومستدامة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي، وأنها ستفضي بالتالي إلى نتائج مثمرة وملموسة لشعوب الجانبين، كما رحبوا بخطة العمل الأولى باعتبارها جوهر المشاركة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي، وشددوا على الحاجة للتنفيذ السريع لأولويات خطة العمل المشتركة التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين، بما يحقق صالح الشعوب في أفريقيا والاتحاد الأوروبي، ويوفي بالتعهد بإعطاء دفعة قوية لتعزيز المشاركة السياسية بينهما. وكان مؤتمر شرم الشيخ قد بدأ فعالياته أمس بكلمة للوزير أبو الغيط، أكد فيها أن أفريقيا قطعت شوطا كبيرا نحو حل كثير من النزاعات الأفريقية، وأرست أسسا قوية لمنظومة متكاملة لدعم الأمن والسلام بالقارة، واتخذت خطوات واسعة على طريق تعزيز الممارسة الديمقراطية وتطوير أساليب الحكم والإدارة، وشهد العديد من دولها طفرات اقتصادية مهمة ومعدلات نمو مرتفعة». من جانبه، أشار أكوافي أوفيادجي وزير خارجية غانا ـ التي ترأس بلاده الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية ـ إلى أن الاستراتيجية تتمركز حول سبل تعزيز التعاون على كافة المحاور من أجل علاقات مستدامة بين الجانبين، كما أن خطة العمل تحدد الأولويات التي سيتم تنفيذها خلال الثلاث السنوات المقبلة، من خلال تعاون وثيق بين الدول الأفريقية والأوروبية. وبدوره، قال لويس أمادو وزير خارجية البرتغال، التي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، «إن القمة المقبلة في لشبونة، تعد أساسا للشراكة الأوروبية الأفريقية، مشددا علي ضرورة مواجهة المشاكل التي تواجه الجانبين في إطار نظام عالمي جديد. وطالب أمادو الدول الأفريقية والأوروبية، بالعمل على حل قضايا الهجرة والأمن والسلام، ومنع انتشار الأسلحة، وأمن الطاقة والتغيرات المناخية، التي تعد شروطا مسبقة لتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية والنمو الاقتصادي. يذكر ان الاتحاد الاوروبي بدوله الـ27، هو ابرز شريك تجاري لأفريقيا بمبادلات تجارية فاقت 200 مليار يورو في 2006.

وأوروبا هي ايضا اكبر مانح لأفريقيا بمساعدة بلغت 35 مليار يورو في 2006. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، مقاطعته قمة لشبونة، بسبب دعوة رئيس موزمبيق روبرت موغابي لحضورها. وأعلن موغابي، الذي يخضع نظامه لعقوبات من الاتحاد الاوروبي، وكان حضوره موضع جدل واسع، انه سيحضر هذه القمة «شخصيا».

وفي لشبونة صرح وزير الدولة البرتغالي للشؤون الخارجية والتعاون جواو غوميز كرافينهو بأن 71 رئيس دولة وحكومة، اكدوا حتى الثلاثاء حضورهم قمة الاتحاد الاوروبي وافريقيا، التي تعقد في لشبونة السبت والاحد المقبلين.

من جهة أخرى اشار كرافينو تعليقا على رسالة وجهها مثقفون أوروبيون وافارقة، تنتقد جدول اعمال القمة، الى ان اصحاب الرسالة «غير مطلعين جيدا». وكان هؤلاء نشروا الثلاثاء، رسالة مفتوحة في صحف اوروبية وافريقية، نددوا فيها بـ«جبن» القادة لرفضهم وضع الأزمة الانسانية في دارفور، وانتهاكات حقوق الانسان في زيمبابوي، على رأس جدول اعمال قمة لشبونة.

وقال هؤلاء المثقفون، وبينهم فاكلاف هافل وغونتر غراس والنيجيري ول سوينكا اول كاتب افريقي يحصل على جائزة نوبل للآداب في 1986، في رسالتهم «رغم سقوط اكثر من مئتي الف قتيل في دارفور، والقمع الوحشي في زيمبابوي، لم يتم تخصيص ادنى وقت لبحث هذه القضايا».