مقتل 13 شخصاً بينهم 6 جنود أفغان بتفجير انتحاري بكابل

استهدف حافلة تابعة للجيش .. وتبنته حركة طالبان»

مسن أفغاني يسير بالقرب من مكان الانفجار في جنوب كابل أمس (أ.ب)
TT

قتل 13 شخصاً في الاقل هم ستة عسكريين وسبعة مدنيين امس في كابل في هجوم انتحاري جديد بسيارة مفخخة استهدف حافلة تابعة للجيش وتبنته حركة طالبان». وقال المتحدث باسم الوزارة، الجنرال محمد ظاهر عظيمي، خلال تفقده مكان الهجوم ان «ستة من عناصر الجيش الوطني الافغاني وسبعة مدنيين قتلوا». واضاف عظيمي الذي كان يتحدث للصحافيين أنه يتوقع ان ترتفع حصيلة ضحايا. واكد اكبري سروار الذي كان في الحي عند وقوع الانفجار وجود اطراف واشلاء بشرية في الطريق. وذكر صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية: «ان حافلة الجيش دمرت تماما وتظهر على جانبيها وسقفها فجوات».

وقال متحدث باسم وزارة الصحة عبد الله فهيم ان بين القتلى اربعة اطفال، موضحا ان «13 جريحاً على الاقل بينهم نساء واطفال ومدنيون وعسكريون نقلوا الى المستشفى». وكان انتحاري قد فجر سيارة مفخخة اول من امس في كابل عند مرور قافلة للقوة الدولية للمساعدة على إحلال الامن في افغانستان (ايساف)، في هجوم تبنته طالبان واسفر عن جرح 22 مدنيا افغانيا.

وتبنت حركة طالبان الهجوم امس. وأشاد المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية بعمل الانتحاري الذي ادى الى «مقتل عدد كبير من الجنود» على حد قوله. وقال مجاهد في اتصال هاتفي أجراه من مكان غير معلوم: «اليوم قام أحدُ أبطالنا المجاهدين، ويدعى عبد الرحمن، وهو من سكان إقليم خوست، بضرب حافلة تابعة للجيش بسيارته المليئة بالمتفجرات مما أدى لتدمير الحافلة بالكامل».

وتشهد كابل في الاشهر الاخيرة تصاعدا لهذا النوع من الهجمات التي تتبناها حركة طالبان، رغم الاجراءات الامنية المشددة المفروضة فيها.

ويشكل الجيش والشرطة وجنود القوة الدولية أهدافا مفضلة للانتحاريين، لكن المدنيين الذين يكونون في اماكن قريبة يدفعون الثمن الاكبر. واتى هجوم امس بينما اختتم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس زيارة مفاجئة الى كابل عبر خلالها عن «قلقه» لعودة نشاط المتمردين الاسلاميين. ووصل غيتس مساء اول من امس الى كابل حيث اجرى محادثات مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي عبر عن ارتياحه «لما فعلته الأسرة الدولية» من اجل البلاد. وزار غيتس مركزا للتدريب العسكري في كابل. وطالب بأن يواصل الحلف الاطلسي تقديم مزيد من الوسائل الى افغانستان. وتنشر القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في هذا البلد اكثر من 55 الف عنصر. وشهد عام 2007 ارقاما قياسية في مجال العنف في افغانستان. وسجل خلاله اكبر عدد من الهجمات، وخصوصا العمليات الانتحارية (اكثر من 140 منذ مطلع العام الحالي). وكان تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة قد طرد عام 2001 حركة طالبان التي كانت تحكم منذ 1996، بعد اعتداءات سبتمبر (ايلول) 2001.

وقتل نحو ستة آلاف شخص عام 2007؛ معظمهم من المتمردين الاصوليين حسب ارقام لا يمكن التحقق من صحتها للحكومة والقوات الاجنبية. كما قتل الف جندي وشرطي افغاني واكثر من مئتي اجنبي. ولا تشمل هذه الارقام المدنيين. من جهة اخرى، انتهز مسؤولون اميركيون وأفغان فرصة زيارة غيتس الى كابل للمطالبة بمزيد من الاسلحة والوسائل، مما دفع غيتس الى دعوة الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي الى بذل مزيد من الجهود.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع غيتس، قال الرئيس كرزاي «نحن مرتاحون لما فعلته الاسرة الدولية» من اجل البلاد «لكنني سأواصل المطالبة بالمزيد». من جهته، اشاد وزير الدفاع الافغاني الجنرال باسم الله خان اثناء زيارة لنظيره الاميركي الى مركز للتدريب العسكري في كابل بالتقدم الذي تحقق حتى الآن لكنه شدد على احتياجات قوات الامن الافغانية. وقال الجنرال خان «نحتاج الى مزيد من المدربين. واسلحتنا قديمة»، بينما يطمح الجيش الافغاني الى زيادة عدد افراده من خمسين الفا الى سبعين الفا نهاية 2008. ورد غيتس الذي يطالب باستمرار الحلف الاطلسي تقديم مزيد من الوسائل الى افغانستان «نعمل بجد على مسألة تجهيزاتكم، ونعرف انكم بحاجة الى مدربين» لتأهيل الجيش والشرطة الافغانيين. وذكر الوزير الاميركي بانه طلب مساعدة من اليابان وكوريا الجنوبية قبل ان يتوجه من جديد الى اعضاء الحلف. وقال «عليهم ان يفوا بوعودهم. هذا الموضوع سيطرح على طاولة البحث خلال اجتماعنا المقبل في اسكوتلندا بعد اسبوعين».

وتنشر «ايساف» والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في هذا البلد اكثر من 55 الف رجل. ومنذ عام، تدعو الولايات المتحدة في كل اجتماع للحلف الدول الاعضاء الى ارسال مزيد من القوات من اجل مكافحة متمردي حركة طالبان ومعدات اساسية؛ من بينها مروحيات وطائرات لنقل الجنود. وزار غيتس ولاية خوست شرق البلاد حيث تؤكد القيادة الاميركية على التقدم الذي حققته للصعيد الامني بفضل تعاون افضل مع السلطات والسكان المحليين. وقال الكولونيل الاميركي مارتن شوايتزر ان «عملنا اصبح يتركز على السكان اكثر من العدو». وطلب زيادة في الميزانية تبلغ 450 مليون دولار لتحسين الخدمات والبنى التحتية».