عشائر العراق تدعو لتوسيع العمل بمشروع «الصحوة» لمكافحة الإرهاب

طالبوا في ختام مؤتمرهم بالسليمانية الحكومة بدعمهم مادياً ولوجستياً

رئيسا عشيرتين كردي وعربي يتصافحان خلال احدى جلسات المؤتمر (تصوير: جمال بنجويني)
TT

اختتم في مدينة السليمانية باقليم كردستان العراق امس مؤتمر موسع للعشائر العراقية، عقد تحت عنوان «العراق عشيرتنا الكبرى» برعاية قناة «الفيحاء» الفضائية التي تبث من السليمانية. وحضر المؤتمرَ الذي استمر ثلاثة ايام رؤساء العشائر والافخاذ وممثلوها من ارجاء العراق كافة.

وأجمع المؤتمرون عبر الكلمات والخطب التي القوها خلال جلسات المؤتمر على ضرورة واهمية تعزيز ورص صفوف العشائر العراقية بمختلف اطيافها العربية والكردية والتركمانية المسلمة وغير المسلمة في مواجهة الارهاب والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون والعناصر الارهابية التي تتسلل الى العراق من الخارج والعمل على توسيع نطاق ما اصطلح على تسميته بصحوة العشائر العراقية ضد الارهاب، وتحديدا ضد تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به.

كما طالب زعماء ورؤساء العشائر والقبائل، السلطات العراقية بتقديم العون المادي واللوجستي لأبناء العشائر؛ في سعيها لتحقيق الأمن والاستقرار وتكريس حكم القانون في المناطق التي تعاني الانفلات الامني بسبب الجماعات المسلحة المتمردة. وصدر بلاغ ختامي عن المؤتمر حمل تواقيع ممثلي شيوخ العشائر المنتخبين من قبل المؤتمرين وتضمن جملة من القرارات والتوصيات؛ ابرزها توجيه رسائل الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي للمطالبة بالمزيد من الدعم للعراق وشعبه، وحث السلطات العراقية على الاستفادة من تجربة صحوة عشائر الانبار ضد الارهاب، والعمل على حماية الاقليات الدينية في البلاد من قبل الحكومة ودعم عشائر الصحوة في العراق، والدعوة لمحاربة التطرف الديني بكل اشكاله من قبل جميع العشائر، ومطالبة دول الجوار بالكف عن التدخل في شؤون العراق الداخلية، ومطالبة السلطة العراقية بدعم المشاريع التي من شانها تعزيز الوحدة الوطنية، ومطالبة العشائر العراقية كافة بدعم العملية السياسية في البلاد والوقوف ضد محاولات اجهاض العملية الدستورية، وتاكيد ضرورة ان يكون ولاء رئيس العشيرة للوطن فقط، وضرورة عدم تعارض قانون العشيرة مع قانون الدولة وتطبيق القانون على جميع ابناء العشيرة. وأكد الدكتور محمد الطائي، المدير العام لقناة الفيحاء الفضائية الراعية للمؤتمر، لـ«الشرق الاوسط» ان المؤتمر «كان ناجحا بكل المقاييس كونه جمع ممثلين عن جميع العشائر والقبائل العراقية بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم ومن كل ارجاء البلاد في حدث يعتبر الاول في نوعه بالعراق، بخلاف كل المؤتمرات والتجمعات المماثلة والسابقة». وتابع ان ما طرح من مواضيع وما اتخذ من قرارات وآراء وتوصيات خلال المؤتمر «كان نابعا من افكار ومشاعر شيوخ وممثلي العشائر العراقية انفسهم ولم يتدخل ايُّ طرف في هذه القضية ولم يكن للحكومة العراقية او اي حزب عراقي ادنى دور في تنظيم هذا المؤتمر او صياغة قراراته اطلاقا».

اما الشيخ محمد ابو ريشة ممثل عشيرة ابو ريشة في محافظة الانبار غربي العراق والذي قتل شقيقه الاكبر وزعيم العشيرة عبدالستار ابو ريشة على ايدي عناصر من القاعدة في مدينة الرمادي قبل ثلاثة اشهر تقريبا ، فقال ل«الشرق الاوسط« : « لقد حملنا رسالة الى المؤتمر دعونا من خلالها الى العمل الجماعي المشترك لكل العشائر العراقية لتوحيد ورص صفوف الشعب العراقي بكل تلاوينه وقطع دابرالتدخلات الخارجية في شؤون بلادنا الداخلية ، اذ يكفي ماعاناه شعبنا في ظل النظام السابق وما يعانيه الآن بسبب الصراعات والتناحرات المستمرة بين الاحزاب والتيارات والكتل السياسية في البلاد والتي مزقت شمل العراقيين، مضيفا ان رؤساء وزعماء العشائر العراقية يسعون الى تكريس الوحدة الوطنية وبلسمة جراحات الشعب العراقي والقضاء على الارهاب بكل اشكاله، مؤكدا تثمين العشائر العربية لمشاركة العشائر والقبائل الكردية في المؤتمر وتجاوبها مع نداءات العشائر العراقية الاخرى.

من جانبه، اكد ملا بختيار ممثل الرئيس العراقي جلال طالباني الى المؤتمر «مباركة الرئيس وتمنياته للمؤتمر بالنجاح في تحقيق اهدافه». وشدد في كلمته على «عمق الروابط التاريخية والدينية والاجتماعية التي تربط الشعبين العربي والكردي في العراق»، التي قال «ان جذورها ضاربة في عمق التاريخ ولا يمكن محوها اوالغاؤها بقرار سياسي او موقف حزبي او ردود فعل آنية». أما الشيخ نوري دحل المتيوتي، ممثل عشائر محافظة الموصل، فقد قال «ان مسالة المصالحة الوطنية التي تطرحها الاحزاب والتيارات السياسية لا تعني ولا تخص العشائر العراقية بالمرة لأن العشائر متصالحة اصلا ومتحابة فيما بينها ومرتبطة مع بعضها بعلاقة طيبة لا تشوبها شائبة، بل تخص الاحزاب السياسية التي ينبغي لها ان تحقق المصالحة فيما بينها وتكف عن الصراع من اجل السلطة والنفوذ، من اجل ان تمضي المسيرة السياسية في البلاد قدما». وقال ان عشائر الموصل «تطالب السلطات العراقية منذ شهرين بتقديم العون لها لتفعيل عملية صحوة العشائر في تلك المناطق ولكن دون جدوى». واضاف «أنني أتعهد باسم جميع عشائر الموصل بالقضاء على الجماعات الارهابية المسلحة التي تسيطر حاليا على 60% من مناطق محافظة نينوى في غضون شهر واحد فقط شريطة تقديم الحكومة المساعدات الكافية لنا في ذلك وانني مسؤول عن كلامي هذا امام الجميع»، مكررا مناشدته للحكومة العراقية بتسليح العشائر في الموصل بغية القضاء على الارهاب هناك.

وقال الشيخ ناطق الحاج احمد رئيس عشيرة العوزير الكردية «ان العشائر الكردية لبت نداء العشائر العربية في المشاركة بهذا المؤتمر من اجل توحيد الكلمة والموقف حيال الارهاب والعمل المشترك للحد من التدخلات الخارجية في شؤون العراق الداخلية، ولتجسيد التلاحم المصيري والأخوة الصادقة بين الكرد والعرب في العراق. من جهته، اكد الشيخ جلال الحسار رئيس عشيرة بابان الكردية ان ابناء عشيرته مسلحون «ويساهمون بجد في عملية تكريس الامن والاستقرار في مناطق كرميان وكركوك ويدعمون السلطة في كل خطواتها»، وانه حضر المؤتمر لتأكيد دعم عشيرته لمواقف العشائر العربية في العراق على صعيد محاربة الارهاب.