لندن وبكين: علينا الإبقاء على سياسة التفاوض وقرارات مجلس الأمن مع إيران

وزير خارجية الصين أكد أن بلاده تؤمن بـ«التنمية السلمية»

TT

أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس ابقاء بلاده على عملها لاقرار رزمة عقوبات دولية جديدة ضد ايران في مجلس الامن، على الرغم من تقرير الاستخبارات الاميركية الذي اشار الى ان ايران اوقفت سعيها الى تطوير برنامج اسلحة نووية منذ عام 2003. وقال ميليباند في مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني يانغ جيتشي ان السبب وراء هذه العقوبات يعود الى «تحدي ايران في ما يخص تخصيب اليورانيوم». وبينما امتنع يانغ عن تحديد موقف بلاده من عقوبات دولية جديدة ضد ايران، اكتفى بالقول: «يجب الالتزام باستراتيجية المسارين (المفاوضات والعقوبات)»، واضاف «يجب تطبيق قرار مجلس الامن 1747» الذي يلزم ايران بوقف التخصيب.

وشدد يانغ وميليباند على تعاون بلديهما في هذه القضية في اليوم الاول من زيارة يانغ الى بريطانيا أمس، وقال ميليباند: «لقد توصلنا الى اتفاق في محادثاتنا»، بينما قال يانغ: «سنبقى على اتصال مع الجانب البريطاني لحل الملف النووي». وتعمل كل من لندن وبكين على توثيق العلاقة بين البلدين، وخاصة في المجال الاقتصادي حيث تعتبر بريطانيا اكبر مستثمر اجنبي في الصين. وشدد كل من ميليباند ويانغ على الطبيعة الايجابية للمحادثات بينهما، كما تحدث يانغ أمس عن «ذكريات جميلة» له عندما كان طالباً في احدى جامعات لندن قبل 30 عاماً. واستمر اللقاء بين ميليباند ويانغ 3 ساعات أمس، قبل ان يلتقي يانغ برئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اليوم. ويذكر ان أول زيارة لوزير خارجية الصين يانغ منذ توليه منصب كانت الى لندن، في دلالة على اهمية المملكة المتحدة لدى الصين. كما ان زيارته تأتي للاستعداد لزيارة براون الى الصين في يناير (كانون الثاني) المقبل، في اول زيارة له للصين منذ تولي منصبه. وكان يانغ قد القى محاضرة في معهد «تشاثام هاوس» وسط لندن أمس، حيث اجاب على اسئلة عدد من الحضور الذين تضمنوا اعلاميين واخصائيين في شؤون الصين. وامتنع التعليق على تقرير الاستخبارات الايراني، قائلاً: «على الناس تقييم التقارير من بعض الدول، اما بالنسبة للصين، فنحن نتبع سياسة صارمة في دعم جهود منع انتشار الاسلحة النووية وندعم جهود السلام في منطقة الشرق الاوسط». وقال يانغ: «نرى صعود القوى التي تدعم السلام في مناطق مختلفة في العالم». وكرر موقف بلاده الداعم لـ«حق ايران في الحصول على الطاقة النووية المدنية في حال اتبعت القوانين المتعلقة بذلك»، موضحاً في الوقت نفسه ان الصين «تشدد على اهمية الالتزام بقرارات مجلس الامن». واضاف: «الصين تأخذ دوراً جدياً في عمل المجموعة الخمسة زائد واحد وحضرت الاجتماع الاخير في باريس» لبحث قرار جديد من مجلس الامن لفرض عقوبات على ايران. وشدد يانغ على اهمية «ابقاء الاطراف المختلفة على الحوار والتعاون في هذه القضية»، مضيفاً: «نأمل بان تزيد ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية المفاوضات على القضايا العالقة، وان تواصل ايران الحوار مع ممثل الاتحاد الاوروبي» خافيير سولانا. وتحدث يانغ مطولاً في «تشاثام هاوس» عن جهود بلاده في الاصلاح والتنمية، مؤكداً عزم بلاده «مواصلة الانفتاح». وشدد على ان بلاده تؤمن بـ«التنمية السلمية التي لا تهدد احداً» في محاولة لتبديد مخاوف الدول الغربية من نمو الصين التي يقطنها 1.3 مليار شخص. وقال: «لقد اتخذنا خياراً استراتيجياً يعتمد على تطوير انفسنا في اطار بيئة عالمية سلمية»، مضيفاً: «البعض لديه مخاوف من الصين لأن قل ما يكون صعود القوى العالمية سلمياً ولكن لا محل لهذه المخاوف»، وتابع ان على الجميع معرفة انه «لا يمكن تطور العالم من دون الصين وان الصين ملتزمة بتطور في عالم سلمي»، موضحاً ان «انفتاح الصين يعني ربح كل الاطراف». ورداً على سؤال حول ضم الصين الى مجموعة الدول الصناعية، قال يانغ: «ما زالت الصين دولة نامية على الرغم من نمو الاقتصاد الصيني ولكن نواصل حوارنا مع المجموعة»، مضيفاً: «الامر الاول الذي يشغلنا الآن هو تحسين مستوى معيشة شعبنا حتى يعيشوا حياة نسبياً أفضل».