خبراء يحذرون من «حرب أهلية عالمية» بسبب المناخ

آل غور يتسلم جائزة نوبل في أوسلو

آل غور وراجندارا باشوري يتسلمان جائزة نوبل في أوسلو أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي كان المرشح الاميركي السابق لرئاسة الجمهورية الاميركية آل غور يتسلم جائزة نوبل في أوسلو لجهوده في التوعية على مخاطر التغيير المناخي، كان ممثل بلاده في مؤتمر التغيير المناخي في بالي يعلن رفضه للأهداف الصارمة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وذلك بعيد تحذير خبراء من «حرب أهلية عالمية» بسبب المناخ.

وأصدر خبراء مناخ تقريرا أمس حذروا فيه ان ذوبان جبال الجليد او انفجار عدد «اللاجئين بسبب المناخ» الناجم جزئيا عن ارتفاع مستوى المحيطات يمكن ان يزعزع استقرار مناطق بأكملها، مؤكدين ان «التحرك من اجل المناخ هو تحرك من اجل السلام». واكد احد معدي الدراسة هانس شيلنهوبر، مدير معهد الابحاث حول تأثير المناخ في بوتسدام، ان التقرير «يرسم سيناريو حقيقيا للمستقبل».

واضاف «اذا لم يتم تطويق ارتفاع الحرارة، فان الدول الضعيفة والهشة التي تدار بشكل سيئ اليوم يمكن ان تنفجر من الداخل تحت ضغط الاحتباس الحراري الشامل ثم تسبب موجات من الصدمات في دول اخرى».

وصدر التقرير يوم تسلم آل غور جائزة نوبل للسلام رسميا في اوسلو الى جانب الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيير المناخ، لجهودهما في مجال مكافحة الاحتباس الحراري. وسلم رئيس لجنة نوبل اولي مويس كلا من غور ورئيس الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ راجندرا باشوري ميدالية ذهبية وشهادة نوبل بالاضافة الى شيك بقيمة تقارب 1.1 مليون يورو.

وقال مويس لدى تسليم الجائزة: «من النادر ان ترفع لجنة نوبل صوتها. اسلوبنا خافت في العادة، لكن وقتا طويلا مر منذ ان اهتمت اللجنة بقضايا على هذا القدر من الاهمية كما هذه السنة».

وتقاسم غور والفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ المؤلف من حوالي ثلاثة آلاف خبير تابع للامم المتحدة، جائزة نوبل للسلام لمساهمتهما في توعية الرأي العام الدولي على التداعيات المأساوية المحتملة للاحتباس الحراري في الكوكب.

أما في بالي، حيث دخلت محادثات المناخ التي تجريها الامم المتحدة أسبوعها الثاني، فقد حذرت المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس بجنوب شرقي آسيا إيمي هافيلد الحكومات من أنها اذا لم تتحرك بشأن التغير المناخي فان التكلفة البيئية والاجتماعية والاقتصادية ستكون «باهظة». وأضافت: «عندما يصل الوزراء خلال الاسبوع الجاري للانضام الينا نريد أن نشهد ما سيتخذونه من إجراءات فورية في هذا الشأن». وكشفت هافيلد عن نسخة مسربة من سياسة الحكومة الكندية عن خطة متعمدة لعرقلة المفاوضات بينما يبدو أن اليابان تملك خطة مماثلة. وقالت إنه مع تغيير الحكومة الاسترالية «توقعنا قيادة مختلفة لكنها لم تبزغ بعد». وأضافت: «لا نريد أن نرى وزراء يصلون إلى هنا لإلقاء خطب أعدت قبل أسبوعين، بل يتعين عليهم أن يشمروا عن سواعدهم وينجزوا الاعمال التي فشل ممثلوهم في إتمامها خلال الاسبوع الجاري. هذا الاجتماع يعقد في بالي لكنه بالتأكيد ليس نزهة أو يوم عطلة».

وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت الولايات المتحدة رفضها الاهداف الصارمة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المطلوب من الدول الغنية تحقيقها بحلول عام 2020 أثناء محادثات بالي، في وقت كان آل غور يوجه انتقادات الى بلاده من أوسلو ويتهمها والصين بعدم الاكثراث لظاهرة التغيير المناخي.

وقال كبير المفاوضين هارلان واتسون عن مسودة نص نهائي لمحادثات بالي تشير الى ضرورة سعي الدول الغنية الى خفض نسبته بين 25 و40 في المائة عن مستويات عام 1990 بحلول العام 2020: «هذا حكم مسبق لما يجب أن تكون عليه النتيجة». ولكنه أضاف أن واشنطن تريد أن تختتم المحادثات التي تستمر من الثالث وحتى 14 ديسمبر (كانون الاول) بحضور 190 دولة وأكثر من عشرة آلاف مبعوث باتفاق يوم الجمعة يستغرق عامين من المفاوضات بشأن معاهدة مناخية عالمية جديدة تحل محل بروتوكول كيوتو بعد عام 2012 .

وتعارض دول أخرى مثل اليابان ذلك أيضا خشية أن تخنق مثل هذه الاهداف الصارمة النمو الاقتصادي. وتحاول محادثات بالي التوصل لاتفاق على مبادئ معاهدة تحل محل بروتوكول كيوتو الذي يلزم 36 دولة صناعية بخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري خاصة من الوقود الاحفوري بنحو خمسة في المائة عن مستويات 1990 بحلول الفترة من عام 2008 الى عام 2012 .