مصر: استقبال حافل من نواب المعارضة والأغلبية لطلعت السادات بعد تمضيته عقوبة السجن لمدة عام

استهل نشاطه في البرلمان باستجواب وزارتي العدل والداخلية

TT

استهل النائب المستقل طلعت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات نشاطه النيابي في أول ظهور له بالبرلمان المصري بعد تمضيته عقوبة السجن لمدة عام بالتقدم باستجوابين ضد وزارتي العدل والداخلية، على الرغم من أن نواباً من الأغلبية المؤيدة للحكومة استقبلوه بالأحضان والشيكولاتة، بل كشف لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات من الحزب الحاكم كانوا أول من هنأه بالخروج من السجن كما كانوا يرسلون له الورود ويسألون عن أولاده وهو في محبسه. وبعد نحو ساعة و20 دقيقة من بدء الجلسة الثانية عشرة للبرلمان التي بدأت ظهر أمس، اتجهت الأنظار إلى مصدر التصفيق القادم من الركن الأيسر لقاعة البرلمان التي يجلس فيها نواب كتلة جماعة الإخوان المسلمين (88 نائباً) وكتلة النواب المستقلين (نحو 15 نائباً). كان النواب المعارضون (الأقلية) يصفقون مبتهجين وهم يتجهون بأنظارهم نحو الباب، فيما كانت الجلسة مستمرة حيث كان وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد حمدي زقزوق يرد على بعض طلبات إحاطة مقدمة من نواب آخرين عن مشكلة تتعلق بالأوقاف. ومن بين رؤوس، ومن تحت أذرع العشرات من نواب الإخوان ونواب كتلة المستقلين، ظهر وجه أسمر حليق بشارب خفيف للنائب المستقل العائد من الحبس لمدة سنة في السجن الحربي المصري؛ طلعت السادات.

ومرت نحو 20 دقيقة أخرى قبل أن يتمكن النائب طلعت من اجتياز بضعة أمتار من باب القاعة إلى مقعده تحت القبة، وكان البعض يعتقد أن السلامات والتحيات ستأتي من جانب زملائه المعارضين فقط، خاصة وأن غالبية نواب الحزب الحاكم صوتت لصالح رفع الحصانة عنه للتحقيق معه أمام النيابة العسكرية العام الماضي على الرغم من محاولاته وزملائه المعارضين، التروي في رفع الحصانة.. لكن في جلسة أمس بدأ نواب كبار من الحزب الحاكم يتوجهون لتحية طلعت السادات وتجاذب الكلمات معه.

وكانت محكمة عسكرية قررت حبس السادات في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي لمدة سنة، وتغريمه 200 جنيه مصري، بتهمة نشر شائعات كاذبة عن حادث المنصة الذي قتل فيه الرئيس السابق عام1981، بالإضافة إلى تهمة إهانة القوات المسلحة، كما قرر البرلمان المصري الذي يهيمن عليه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم معاقبة السادات بحرمانه من حضور 10 جلسات بالبرلمان بعد خروجه من السجن، حيث لم يحضر ابن شقيق الرئيس الراحل إلا في الجلسة الثانية عشرة التي بدأت أمس، أي بعد نحو ثلاثة أسابيع من استئناف البرلمان نشاطه عقب إجازته الصيفية، وبدا مبتسماً وممتناً للتحيات الكثيرة التي وصلته من كل جانب، من نواب ومن وزراء بالحكومة، وهو جالس في مقعده. وتلقى السادات أثناء جلوسه في جلسة البرلمان أيضاً العديد من قطع الشيكولاتة والحلوى من نواب من المعارضة ومن الحزب الحاكم على حد سواء. وأرسل ورقة للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس البرلمان، الذي قرأها ثم نظر إلى حيث يجلس السادات وتبادلا الضحكات دون أن يعرف أحد السبب. وقال «السادات» لـ«الشرق الأوسط» إنه تقدم باستجوابين للبرلمان ضد الحكومة، يدور الأول عما قال إنه عدم تنفيذ وزاراتها المختصة (العدل والداخلية) للأحكام الصادرة بحق معتقلين يتوجب الإفراج عنهم، وأحكام صادرة ضد مدانين لم ينبغ القبض عليهم وإيداعهم السجن. أما الاستجواب الثاني فموجه ضد وزارة الثقافة ويدور حول ما قال إنها سرقات في قطاع الآثار المصري، بالإضافة إلى تقديمه طلبات إحاطة عن عدة قضايا جماهيرية أخرى.

وعن أول نشاط ميداني يقوم به قال إنه زار عدة سجون للإعداد لاستجوابه عن المعتقلين بالسجون الذين قال إنهم بالآلاف.. وأوضح قائلاً: «بالأمس كنت في زيارة لجماعة متهمين بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين في سجن وادي النطرون.. عددهم 5 من أبناء المنوفية.. ليس لهم نشاط سياسي أو ديني.. هذا الموضوع سوف تناقشه لجنة برلمانية صباح غد (اليوم)».

وعن أبرز الشخصيات البرلمانية التي تواصلت معه أثناء سجنه وحتى خروجه من محبسه قال السادات: نواب كثيرون زاروني في السجن الحربي.. لكن هناك نوابا كانوا يرسلون لي رسائل فقط، وآخرين يبعثون برسائل وورود، وآخرون كانوا يسألون عن أولادي مثل الدكتور زكريا عزمي (النائب عن الحزب الحاكم ورئيس ديوان رئيس الجمهورية) وكمال الشاذلي (الوزير السابق بالحكومة والنائب عن الحزب الحاكم بالبرلمان) الذي كان أول من يبعث لي بصحبة ورد.. وأول مكالمة تلقيتها للتهنئة بخروجي من السجن كانت من الدكتور سرور، ومن الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس الكتلة النيابية لجماعة الإخوان المسلمين».