القوات الأفغانية و«الناتو» دخلت بلدة موسى قلعة

قتلت العشرات من عناصر طالبان في غارة جوية في اقليم هلمند

جندي أفغاني يتطلع إلى حطام طائرة هليكوبتر سقطت بفعل الطقس السيئ في مقاطعة واردك جنوب العاصمة كابل امس (ا.ب)
TT

اكدت وزارة الدفاع الافغانية ان مقاومة المتمردين الاسلاميين «انهارت» وانهم الان يفرون من المدينة الواقعة في ولاية هلمند المضطربة. وقد اصبحت موسى قلعة احدى القواعد الرئيسية في افغانستان لمقاتلي حركة طالبان التي اطيح بها من السلطة في اواخر 2001 في عملية قادتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول). وقالت الوزارة في بيان ان «التقارير الواردة من منطقة موسى قلعة تشير الى انه عقب نجاح العمليات التي قام بها الجيش الافغاني والقوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان (ايساف) في المنطقة المحيطة بموسى قلعة انهارت مقاومة طالبان». واضاف البيان ان «معنويات العدو انهارت وأخذ يفر من البلدة. ويواصل الجيش الافغاني بمعنويات عالية تحقيق مزيد من التقدم ووصل الى مسافة كيلومتر من موسى قلعة». من جهته قال متحدث باسم القوات بقيادة حلف شمال الاطلسي ان القوات الافغانية دخلت بلدة موسى قلعة الافغانية امس وهو اليوم الرابع لهجوم كبير شن من أجل السيطرة على البلدة الكبيرة الوحيدة التي تقع تحت سيطرة مقاتلي حركة طالبان.

وقال الميجر تشارلز أنتوني المتحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية: «دخل الجيش الوطني الافغاني قلب منطقة موسى قلعة». وكانت عناصر طالبان استولت على بلدة موسى قلعة في فبراير الماضي بعد ان انسحبت منها القوات البريطانية بموجب اتفاق مع زعماء القبائل الذين وعدوا بتوفير الامن في المدينة. وذكرت وزارة الدفاع ان «اعدادا كبيرة من قوات العدو اصبحت تفر باتجاه باغران» المجاورة لموسى قلعة. واضاف ان «العدو تكبد خسائر كبيرة في الارواح» من دون الكشف عن تفاصيل. وقتل جندي من الناتو وعدد من المدنيين واكثر من عشرة من عناصر طالبان منذ بدء العملية يوم الجمعة الماضي. واعلنت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة امس انها قتلت العديد من مسلحي طالبان في غارات جوية على موسى قلعة. وجاء في بيان لقوات التحالف ان الغارة الجوية التي جرت الاحد استهدفت احد مهربي الاسلحة من طالبان كان بين القتلى. واضاف البيان ان «قوات التحالف استهدفت مبنى في مجمع بموسى قلعة يضم عددا من المسلحين بمن فيهم احد مهربي الاسلحة خلال العمليات». ويشارك عدة مئات من قوات التحالف في العمليات التي يشنها الجيش الافغاني وقوات الناتو». من جهة اخرى قالت القوات المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة انها قتلت العديد من متشددي طالبان في غارة جوية في اقليم هلمند بجنوب أفغانستان حيث تحاول القوات استعادة السيطرة على معقل كبير للمتمردين. وكانت غارة أمس تستهدف مهربا يزود طالبان بالاسلحة في منطقة موسى قلعة حيث تشتبك القوات الافغانية والاجنبية مع المتمردين ومقاتلين أجانب منذ يوم الجمعة الماضي. وأضاف بيان للقوات المتحالفة: «وجهت القوات المتحالفة ضربة دقيقة مستهدفة مهرب أسلحة لطالبان يعرف بتزويده للقوات المتطرفة بمختلف أنواع الاسلحة والمتفجرات بما في ذلك الاسلحة المضادة للطائرات. وتشير التقارير أيضا الى أن هذا الشخص على صلة بهجمات على طائرات القوات المتحالفة». ومن المتوقع أن يستمر القتال لعدة أيام ويقول كل من الجانبين انه ألحق خسائر بالجانب الاخر. وذكر قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان في مطلع الاسبوع أن المسلحين قتلوا أكثر من 30 من قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية وأن أربعة من مقاتلي طالبان قتلوا. وتابع أن المسلحين يحتمون بمخابئ محصنة في موسى قلعة وحذر من وقوع خسائر فادحة اذا حاولت قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية شن هجوم حاسم على البلدة. وقال أحد السكان إن قوات طالبان فرت من موسى قلعة نحو الجبال في الشمال. وكان الآلاف من الجنود الافغان والبريطانيين والاميركيين قد حاصروا موسى قلعة في إطار عملية استعادتها التي بدأت يوم الجمعة الماضي. وقال متحدث باسم الجيش البريطاني إن القوات تندفع الى داخل البلدة لكن لم يتم الاستيلاء عليها بعد. ويقول مسؤولون افغان ودوليون ان قلعة موسى الى جانب كونها معقلا عسكريا لطالبان اصبحت ايضا مركزا افغانيا رئيسيا لإنتاج الهيروين في إقليم ينتج تقريبا نصف امدادات العالم من مادته الخام وهي الافيون. ولقيت قوات حلف شمال الاطلسي صعوبات في تعزيز انتصاراتها الميدانية في الماضي نتيجة ضعف القوات الافغانية وخاصة الشرطة التي كانت عاجزة عن فرض الامن والنظام ودعم التنمية وسيادة القانون. وقال غوردون براون في اول زيارة له لافغانستان منذ اصبح رئيسا لوزراء بريطانيا في يونيو (حزيران) ان بريطانيا ستفعل كل ما في وسعها لدعم التطوير في قلعة موسى. وقتلت قوات افغانية واخرى من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في وقت سابق العديد من مقاتلي طالبان في غارة جوية قرب البلدة. وينشط جنود اميركيون اساسا من قوات التحالف بشكل منفصل عن قوة المعاونة الامنية الدولية في هذه المنطقة ايضا مستهدفين مقاتلي طالبان. وقال الجيش الاميركي ان قوات التحالف قتلت «العديد من المتشددين» في «ضربة دقيقة» استهدفت مهربا يزود طالبان بالاسلحة في منطقة موسى قلعة امس.

وقامت قوات افغانية، ومن التحالف بعد ذلك، بمداهمة مجمعات مستهدفة اشخاصا مرتبطين بمهرب الاسلحة وقتلت العديد من المتشددين واعتقلت 10 اخرين واصابت اثنين من المدنيين. وقال متحدث باسم التحالف ان هذا الهجوم لا علاقة له بعملية قوة المعونة الامنية الدولية في المنطقة. وأبلغ قائد عسكري في الجيش الافغاني رويترز بأن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الافغاني تحطمت بمنطقة سيد أباد باقليم وردك جنوب غربي العاصمة كابل اليوم (امس) ما اسفر عن مقتل اربعة جنود. وقال ان خللا فنيا على الارجح يمكن أن يكون سبب الحادث، لكن طالبان قالت انها اسقطت الطائرة. كما قتل جنديان بريطانيان في المعركة وفر المئات من المدنيين من المنطقة.

ومن سياسة قوة المعاونة الامنية الدولية عدم نشر ارقام لخسائر طالبان في المعارك.

ومع اقتراب القوات الافغانية والتابعة لقوة المعاونة الامنية الدولية من البلدة شنت طالبان هجوما مضادا قرب بلدة سانجين التي تقع على مسافة ابعد الى الجنوب في هلمند لكنها لم تحدث اي خسائر.

وكانت القوات البريطانية بعد تعرضها لهجمات متواصلة من جانب حركة طالبان قد انسحبت من موسى قلعة في اكتوبر (تشرين الاول) من العام الماضي في إطار هدنة انتقدها قادة عسكريون اميركيون وسلمت السيطرة على المدينة الى شيوخ القبائل. وسيطرت طالبان بعد ذلك على قلعة موسى في فبراير (شباط).