قيادي في حماس: مشعل أكد للسعوديين استعداده تسليم الأجهزة الأمنية لعباس

الحركة اعتبرت محادثات زعيمها في السعودية كسرا للعزلة والحصار

TT

قال قيادي بارز في حركة حماس ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة الذي قام بزيارة للرياض، بحث مع المسؤولين السعوديين سبل الخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية وكيفية عودة الحوار بين حركتي فتح وحماس. واعتبرت حركة حماس ان اللقاءات التي اجرتها في السعودية «مهمة جدا»، وتأتي في «سياق التواصل بين الحركة والمملكة التي تحظى بدور كبير ومؤثر في العالم»، وقال الناطق الرسمي باسم حماس، سامي ابو زهري، لـ«الشرق الأوسط» ان «اللقاءات أكدت على عمق العلاقة مع المملكة على المستويين الرسمي والشعبي، وتعتبر كسرا للعزلة التي ارادت الولايات المتحدة فرضها على حماس»، وقال ابو زهري ان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، اعاد التأكيد على موقف حماس الداعي لبدء حوار فوري مع فتح.

من جانبه قال الشيخ حسين أبو كويك، أبرز قياديي حركة حماس في الضفة الغربية، لـ«الشرق الأوسط» إن مشعل استمع لوجهة النظر السعودية بشأن الظروف التي تساعد على عودة الحوار بين الجانبين، في حين قام هو بإطلاع المسؤولين السعوديين على موقف حركة حماس. وحول طبيعة المواقف التي حملها مشعل للرياض، قال أبو كويك إن مشعل ابلغ السعوديين استعداد حركته لإعادة تسليم الأجهزة الأمنية والمؤسسات للرئيس الفلسطيني محمود عباس والموافقة على تشكيل حكومة مركزية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أبو كويك أن حماس أعلنت منذ وقت طويل استعدادها للتعاون مع بقية الفصائل الفلسطينية لإعادة صياغة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية ووطنية. واشار الى أنه من المتوقع أن تقوم الرياض بنقل وجة نظر حماس الى ابو مازن وقيادة حركة فتح. وشدد ابو كويك على أن حماس ترفض موقف فتح الداعي الى وجوب اجراء انتخابات مبكرة قبل الشروع في الحوار، مشدداً على أنه يتوجب اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

من ناحية ثانية اكدت مصادر مسؤولة في حركة حماس أن الحكومة المصرية بصدد تنظيم لقاءات منفردة مع ممثلين عن حركتي فتح وحماس في القاهرة قريباً. الى ذلك قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نصر الذي يرافق مشعل في زيارته للرياض ان مباحثاته مع القيادة السعودية تتعلق بالأوضاع الفلسطينية الراهنة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل والحصار المشدد المفروض على الضفة الغربية وقطاع غزة، وحالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية.

ونقل موقع المركز الفلسطيني للإعلام على شبكة الانترنت المقرب من حماس عن نصر قوله ان زيارة وفد قيادة حماس إلى الرياض «تأتي في سياق التواصل الطبيعي والمستمر بين الحركة والمملكة العربية السعودية». وقال: «التقينا مع عدد من كبار المسؤولين السعوديين ومن ضمنهم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وبحثنا آخر التطورات السياسية والميدانية في الساحة الفلسطينية، وخاصة مرحلة ما بعد لقاء أنابوليس». وأضاف «بحثنا أيضاً موضوع الوحدة الوطنية والوفاق الوطني، والحصار الظالم والقاسي المفروض على قطاع غزة والضفة الغربية، والتصعيد العدواني الصهيوني ضد أبناء شعبنا في الضفة والقطاع، كما بحثنا الممارسات التي تقوم بها رئاسة السلطة (الفلسطينية) لضرب المؤسسات والبنى التحتية للمجتمع الفلسطيني، مما يضعف من عوامل صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال». ووصف القيادي الفلسطيني مواقف القيادة السعودية تجاه القضايا التي طرحت خلال المباحثات بأنها «عكست المواقف الأصيلة للملكة العربية السعودية المساندة لشعبنا والداعمة لقضيته والداعية لتعزيز وحدته الوطنية».

وقال: «جدد المسؤولون السعوديون خلال اللقاءات التأكيد على وقوفهم إلى جانب شعبنا لاستعادة حقوقه الوطنية وأبدوا حرصهم الشديد على وحدة الصف الفلسطيني»، مشددين على ضرورة «ضمان سلامة المسار المتعلق بإحقاق الحقوق الوطنية لشعبا». وأكد نصر أن «هناك مساعي عربية تبذل من أجل رأب الصدع في الساحة الفلسطينية»، غير أنه لم يفصح عن أسماء الأطراف العربية التي تقوم بتلك المساعي. من جهتها ربطت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق بين زيارة وفد من حركة حماس للسعودية وبين «بعض الجفاء» الذي شاب علاقة إيران والفصائل الفلسطينية المعارضة المقيمة في دمشق مؤخراً، على خلفية تأجيل الأخيرة أكثر من مرة تلبية دعوة طهران لعقد لقاء بين قادة المنظمات الفلسطينية المعارضة المقيمة في دمشق والقادة الإيرانيين، ورأت المصادر أن حماس تسعى لتقوية علاقاتها مع جهات عربية، والتي تعتبرها الفصائل الفلسطينية الحاضن والداعم الرئيسي لها.

من جانب آخر بحث نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع أمس مع رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي الأوضاع على الساحة الفلسطينية والسبل الكفيلة بتعزيز «وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات القائمة». كما التقى القدومي مع وزير الخارجية وليد المعلم وبحثا التطورات المستجدة على الساحة الفلسطينية وبخاصة بعد اجتماع انابوليس.