القوات الأميركية تخوض «معركة العقول» مع السجناء

المعتقلون العراقيون يتلقون دروسا في الدين والتربية الوطنية

TT

قال الجنرال دوغلاس ستون، القائد العام لعمليات المعتقلين في العراق، انهم يخوضون الآن «معركة العقول». وكان الجنرال ستون قد أدخل العمل بإجراءات فحص مكثفة على المعتقلين الذين يرسلون إلى مراكز الحبس في كل من «كامب كوبر»، بالقرب من العاصمة بغداد، و«كامب بوكا» جنوب العراق. وتوفر تحت إدارة الجنرال ستون لمراكز الاعتقال 30 كورسا تدريبيا ودراسيا، بما في ذلك كورسات حول الدين والتربية الوطنية. وقال الجنرال ستون في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي ان إدارة المعتقل في كل من «كامب كوبر» و«كامب بوكا» باتت تخصص قدرا أكبر من الوقت مقارنة بالسابق لمعرفة معلومات حول المعتقلين والوقوف على دوافعهم والسبب وراء حملهم السلاح. وقال ان إدارة المعتقل في «كامب بوكا» تجري تقييما لكل معتقل يرسل إلى المعسكر وتستغرق هذه العملية 72 ساعة ثم تعمل إدارة المعتقل على تصنيف الأفراد. وبناء على عملية التقييم، التي يشارك فيها أئمة لمعرفة معتقدات المعتقل الدينية، يجري اتخاذ القرار حول المعسكر المناسب لحبسه. وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه ستون حول هذا البرنامج أعلنت الإدارة المسؤولة عن التعاقدات مع القوات المتعددة الجنسيات عن 12 فرصة لمحللي المعلومات في كل من «كامب كوبر» و«كامب بوكا» لفترات تتراوح بين 6 إلى 18 شهرا ابتداء من مارس (آذار) المقبل. وتتلخص واجبات الوظيفة في إجراء تقييم للمعتقلين الجدد الذين يرسلون إلى المعسكرات، ويقف المحللون على ظروف اعتقال كل شخص أو أية وثائق قانونية أو معلومات حوله في الملف الخاص بهذا الشخص. وقال ستون ان معسكرات الاعتقال ليست منظمة طبقا للمناطق الجغرافية، لذا فإن غالبية المعتقلين لا يعرفون بعضهم بعضا لأن «المتطرفين هم الذين يعرفون بعضهم بعضا ويعملون على تشكيل عصابات»، على حد قوله، وأوضح قائلا ان الأشخاص الذين يتحدرون أصلا من منطقة واحدة يجري توزيعهم على مختلف أجزاء معسكر الاعتقال. وتتضمن الكورسات الدراسية التي يتلقاها المعتقلون، وجميعها بصورة طوعية، التعليم الأساسي والتدريب المهني والدين. وتستغرق الدورة الدراسية الخاصة بالدين أربعة أيام ويقدمها واحد من 43 إماما يشاركون في البرنامج. وقال ستون أيضا ان الدورة الدراسية الخاصة بالتربية الوطنية التي يتلقاها المعتقل قبل إطلاق سراحه تغطي الجوانب ذات الصلة بضرورة تلقي التعليم والحصول على عمل، فيما تتناول كورسات دراسية أخرى مواضيع مثل كيفية السيطرة على الغضب وقسم السلام وقدسية الحياة والممتلكات ويحتوي على أدلة من القرآن. وأضاف معلقا: «أنا لا أغير الناس، الله هو الذي يغيرهم، لكننا نساعد في الإعداد لحدوث هذا التغيير».

ويأمل الجنرال ستون في نجاح البرنامج حتى يبتعد المعتقلون عن أي تفكير في القيام بتمرد، وأضاف قائلا انه يأمل أيضا في ان يعمل بعض هؤلاء معهم من خلال إبلاغهم بالعناصر التي تشمل خطرا على الأمن والاستقرار. وحول التساؤل بشأن ما إذا ظهرت نتائج بالفعل لهذا البرنامج، قال الجنرال ستون ان المعتدلين بدلوا مسبقا في السجون تحديد العناصر المتطرفة، الأمر الذي سهل فصلهم عن بقية المعتقلين. ففي «كامب بوكا» جرى تحديد حوالي 1000 متطرف وتم بالفعل فصلهم عن بقية المسجونين الذين تبلغ جملتهم حوالي 21000 شخص، وأكد ستون ان هذه الخطوة أحدثت فارقا كبيرا. من ضمن الواجبات الأخرى التي ينتظر ان يضطلع بها الموظفون المتعاقدون «متابعة وتحليل النشاطات» داخل كل معسكر اعتقال وذلك بغرض تحسين الحماية، فضلا عن العمل مع أفراد مكافحة التجسس في التدقيق في المخبرين وسط النزلاء.

ويتعين على الموظفين المتعاقدين الحصول على تصريح امني «سري»، وطبقا لشروط العمل يجب ان يكون المتقدم حاصلا على درجة جامعية ويفضل من له خبرة في تحليل المعلومات الاستخباراتية. وطبقا لمواصفات الراغبين في التقدم لشغل هذه الوظائف، يشترط ان يكون المتقدم لائقا جسديا وقادرا على العمل 12 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع وأن يمشي لمسافة ميلين على الأقل يوميا وان يكون قادرا أيضا على صعود الدرج وارتداء السترة الواقية من الرصاص وخوذة على مدى ساعات طويلة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط