كوسوفو تدخل مرحلة الاستقلال غير المعلن

أوروبا تتجه نحو الاعتراف بالاستقلال خارج الأمم المتحدة

TT

مع انتهاء المهلة المحددة أمس التي وضعتها الامم المتحدة أمام الصرب والالبان للاتفاق على مستقبل كوسوفو من دون التوصل الى نتيجة، أعلن القادة الالبان في كوسوفو بدء مشاورات مع الغربيين بهدف إعلان استقلال من طرف واحد قد تعترف به البلدان الاوروبية، بالاضافة الى واشنطن، خارج إطار الامم المتحدة. ومن المنتظر الاعلان عن الاستقلال بعد الانتخابات في صربيا التي تجري في شهر فبراير (شباط) المقبل.

وقال المتحدث باسم مفاوضي البان كوسوفو اسكندر حسيني للصحافيين: «اعتبارا من اليوم (أمس)، سنبدأ مشاورات مكثفة مع الشركاء الدوليين بهدف اعلان الاستقلال». وترافق ذلك مع تهديد روسي من «أحادية القرار»، وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من العاصمة القبرصية، نيقوسيا، من ان الاعتراف باستقلال كوسوفو في حال إعلانه من طرف واحد ستترتب عنه «عواقب وخيمة» في البلقان ومناطق اخرى. وقال لافروف للصحافيين في قبرص حيث يقوم بزيارة تستمر يومين «ان اعترافا أحاديا (بكوسوفو) ستترتب عنه عواقب وخيمة». واضاف «ان هذا الامر سيثير سلسلة أحداث في البلقان ومناطق اخرى من العالم، وعلى الذين يفكرون بمثل هذه المشاريع ان يفكروا مليا في النتائج». أما دول الاتحاد الاوروبي، باستثناء قبرص، فقد بدت على وشك التوصل الى اتفاق حول المسار الواجب اتباعه في حال أعلن البان كوسوفو استقلال الاقليم «بالتنسيق» معهم. وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل أمس: «اعتقد اننا نقترب من موقف مشترك داخل الاتحاد الاوروبي».

ويقول الدبـلوماســيون الأوروبيون إنه وأمام فشل جهود الوساطة التي قامت بها الترويكا الدولية بين الوطنيين الألبان والأقلية الصربية، فان غالبية الدول الأوروبية باتت تقبل وتحت ضغط الولايات المتحدة باستقلال الإقليم ومن جانب واحد، وخارج إطار الأمم المتحدة.

ورأى الوزير السويدي كارل بيلت، الوسيط الذي عمل في البلقان خلال التسعينات، أن الاتحاد الاوروبي قد يتوصل الى «وحدة موقف افتراضية» يستثنى منها «بلد واحد يواصل التأكيد بحزم على عدم امكانية المضي قدما بدون صدور قرار عن مجلس الامن الدولي». ولم يذكر بيلت تحديدا قبرص، غير أن زميله من لوكسمبورغ جان اسلبورن اعترف بأن المشكلة تتعلق بموقف قبرص.

وتخشى الجمهورية القبرصية في جنوب الجزيرة، المقسومة منذ 1974، ان يشكل الاعتراف باعلان استقلال كوسوفو من طرف واحد سابقة تستخدمها «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى انقرة. ويعقد مجلس الامن جلسة مناقشة حول مستقبل كوسوفو في 19 ديسمبر (كانون الاول) بناء على التقرير الذي تسلمه من الترويكا الدولية.