خادم الحرمين للمشاركين في أمن الحج: أنتم رمز التضحية والفداء .. ومن وقف في وجه الفئة التي لا دين لها ولا أخلاق

الأمير سلطان: نحن خدام للشريعة الإسلامية وخدام لكل مسلم وعربي وهذا شرف لنا أكرمنا الله به لخدمة الحرمين الشريفين * القيادة السعودية توجه كلمة للشعب والأمة الإسلامية بمناسبة العيد

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله الامراء والعلماء والمشايخ والوزراء وقادة وضباط ومنسوبي أمن الحج بحضور الأمير سلطان أمس (واس)
TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن اعتزازه بأبنائه من منسوبي القوات المسلحة بكافة قطاعاتها العسكرية والأمنية، لا يعرف الحدود، ووصف الجندي السعودي بـ«رمز الفداء والتضحية» وأن الجميع هم «درع الوطن في السلم والحرب، الساهرون على حدوده وأمنه»، مثمنا شجاعتهم في وقفتهم ضد أصحاب الفكر الضال من الإرهابيين، فئة «لا دين لها ولا أخلاق، ولا مبدأ ولا كرامة، قوم أضلهم الشيطان، فتنكروا للدين الحنيف، وخانوا الوطن الغالي، وأقدموا على قتل الأبرياء الآمنين وعاثوا في الأرض فسادا»، مشيرا إلى أن رجال الأمن وققوا في وجوه تلك الفئة الضالة «وقفة رجل واحد»، ومؤكدا أن الوطن لن ينسى هذه الوقفة والتضحية.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أثناء استقباله أمس في الديوان الملكي بقصر منى، وبحضور الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، والامراء والعلماء والمشايخ والوزراء، وقادة وضباط ومنسوبي أمن الحج، الذين قدموا له التهاني بعيد الاضحى المبارك. وفي ما يلي نصها الكامل:

«بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، إخواني وأبنائي منسوبي القوات المسلحة الباسلة بكافة قطاعاتها، أهنئكم بعيد الأضحى المبارك وأشكركم على ما قدمتم من خدمات جليلة لضيوف الرحمن، الذين نعتبر راحتهم أهم من راحتنا، وأمنهم قبل أمننا، فجزاكم الله خيرا على جهودكم.

إخواني وأبنائي: إن اعتزازي بكم لا يعرف الحدود فأنا واحد منكم، بل إن كل مواطن صالح هو واحد منكم، إن الجندي رمز الفداء والتضحية، وأنتم ـ بعد الله ـ درع الوطن في السلم والحرب، الساهرون على حدوده وأمنه، وهذا ليس بالغريب عليكم فقد ورثتم ذلك عن آبائكم وأجدادكم الذين قدموا لدينهم ثم لوطنهم الكثير من التضحيات وساهموا في وحدة وطننا الغالي خلف قائدهم الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراهم جميعا.

إخواني وأبنائي: لقد تعرض وطننا الحبيب لهجمات إجرامية من فئات ضالة لا دين لها ولا أخلاق، ولا مبدأ ولا كرامة، قوم أضلهم الشيطان، فتنكروا للدين الحنيف، وخانوا الوطن الغالي، وأقدموا على قتل الأبرياء الآمنين وعاثوا في الأرض فسادا، لقد وقفتم في وجه هذه الفئة الضالة وقفة رجل واحد، ولم تبخلوا على دينكم ثم وطنكم بالعطاء، وسقط منكم الشهداء، وجرح منكم المناضلون، وإنني باسم الشعب السعودي كله، أقول لكم إن الوطن لن ينساكم، ولن ينسى تضحياتكم، ولن ينسى أبناءكم، وسوف تبقون، ويبقى وطنكم، وطن الحرمين الشريفين، وطن الرسالة، وسوف يذهب المجرمون المنحرفون أدراج الرياح، فسيروا على بركة الله واتكلوا على الرب ـ عز وجل ـ منصورين بإذن الله تحت راية التوحيد الخفاقة. وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز، قد وجها أمس كلمة إلى المواطنين وحجاج بيت الله الحرام والمسلمين جميعاً بمناسبة عيد الأضحى المبارك لعام 1428هـ، والتي قام بالقائها إياد مدني وزير الثقافة والإعلام السعودي عبر وسائل الإعلام، في ما يلي نصها:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد جاء الإسلام ليؤذن بميلاد جديد للبشرية. حيث جاءت شهادة ألا إله إلاّ الله، الركن الأول من أركان الإسلام، لتعلن تحرير الإنسان من أغلال العبودية لغير الله، وفرضت الصلاة لتذكر العبد دوماً، بأنه أياً كان هو عبد من عبيد الله يسجد ويركع ويبتهل لخالقه، وكان صيام رمضان ليذكر الإنسان دوماً بنفسه وضعفها وأن طريق النجاة هو أن يتحكم في رغباته وغرائزه لا أن يكون منقاداً لها. ومع الزكاة تأكدت مسؤولية المسلم الاجتماعية تجاه تكافل مجتمعه ونحو أخيه الإنسان.

وفي الحج، الجهاد الأكبر، تتبدى عبودية الإنسان لربه في أجل معانيها، ويقف الإنسان أمام نفسه وأخطائها ويرجم شيطانها, وكأنه يتوق إلى توبة لا خطيئة بعدها.

وعلى صعيد عرفات، وفي المسجد الحرام ومن على ثرى طيبة الطيبة يناجي العبد ربه ويتوسل إلى مغفرته ورضاه وعفوه، يفعل ذلك كله وكأن الكون قد خلا إلاّ منه ومن خالقه. هكذا تفعل الألوف المؤلفة من رجال هذه الأمة ونسائها، يُظهرون ثراء أمة الإسلام وتعددها ووحدتها. وفي الحج تتجلى تلك المسؤولية الفردية على كل مسلم، وفي ذات الوقت ذلك الوشاج الذي يربط بين المسلمين في لحمة واحدة. فالحمد لله الذي بلّغ من بلّغ أداء فريضة حج هذا العام. وله سبحانه الفضل والمنّة أن مكن لهذه البلاد بشعبها وحكومتها وقيادتها أن تكون في خدمة ضيوف الرحمن. والمولى نسأل أن يتقبل من الجميع حجتهم، وأن يديم فضله على عباده، وأن يرحمهم أينما كانوا ويسبغ عليهم الطمأنينة ويزيد أمة الإسلام منعة ورسوخاً وقوة. وكل عام وأنتم بخير، وبلادكم بخير، وأمتكم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وعودة إلى استقبال خادم الحرمين الشريفين للمسؤولين، ولضباط ومنسوبي أمن الحج، حيث أكد الفريق سعيد القحطاني مدير الأمن العام رئيس اللجنة الامنية للحج في الكلمة التي القاها خلال اللقاء، بأن كل ما يتحقق من إنجاز في ساحة الأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام، هو توفيق من الله اولا ثم نتاج لما يبذل من جهود مخلصة، وفق منهجية علمية مدروسة، يشرف على تنفيذها مركز القيادة والسيطرة في الحج، وهو المركز الذي تتم من خلاله مراقبة أداء كافة الأجهزة المعنية بتنفيذ هذه الخطط وتوفير البيانات والمعلومات الآنية، والقيام بعمليات التنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، ومتابعة أداء هذه الاجهزة باحتراف ومهنية عالية.

 وبين في كلمته أن التعامل مع ما يزيد على ثلاثة ملايين حاج وبتزايد ملحوظ كل عام يتطلب جهودا نوعية وخططا دقيقة تضمن تكامل العمل وتحقيق الأهداف لخدمة ضيوف الرحمن بدءاً من الاستقبال عبر منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية وتسهيل اجراءات الدخول وتنظيم ومتابعة الرحلات إلى الأماكن المقدسة والتنقلات بين المشاعر، وفق خطط دقيقة تستوعب المتطلبات وتلبي الحاجات وتتغلب على الصعوبات.

واوضح ان هذا العام شهد نجاح خطة التصعيد إلى عرفة حيث تم ذلك في زمن قياسي، كما كانت خطة نفرة الحجاج إلى مزدلفة موفقة وناجحة، مشيرا إلى أن رجال الأمن يعملون بعزيمة لا تعرف الكلل تذكيها تجارب الماضي ويعززها عمل دؤوب لرضاء الله عز وجل ليكون أمن وأمان هذا الوطن، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو حجاجا أو معتمرين أو زواراً، هو المنطلق والاساس والغاية، واضعين نصب اعينهم توجيهات خادم الحرمين الشريفين، ودعمه المتواصل لتسخير كافة الامكانات والطاقات لتحقيق هذه الغاية، وبإشراف مباشر من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز، وبمتابعة من الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية.

حضر الاستقبال الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، حيث تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد استقبل أمس في منى كبار قادة وضباط مختلف القطاعات العسكرية المشاركين في موسم حج هذا العام، الذين قدموا له التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وقد أثنى ولي العهد السعودي في كلمته خلال اللقاء على جهودهم المخلصة التي يبذلونها لإنجاح موسم حج هذا العام، منوها بدور رجال الأمن العام والحرس الوطني والقوات المسلحة والاستخبارات العامة والقطاعات الحكومية الأخرى القائمة على شؤون الحج على ما يقدمونه من جهود كبيرة لخدمة ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بيسر وسهولة.

وأكد الأمير سلطان حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديم كل ما يمكن من جهود لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام حتى يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين، بما من الله عليهم من أداء نسكهم. ونوه بتآزر وتضافر جهود القوات العسكرية المشاركة لخدمة ضيوف الرحمن «التي شرف الله سبحانه وتعالى بها المملكة وشعبها لخدمة الحرمين الشريفين والعمل على راحة جموع الحجيج».

وأعرب عن ثقته الكبيرة في رجال القطاعات العسكرية الذين شرفهم الله بخدمة دينهم ثم وطنهم ومليكهم وكل من حج البيت الحرام، وقال «إن شرف خدمة ضيوف الرحمن نعمة من الله يحتسب فيه المسلم الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى مهما واجه من تعب ومشاكل»، وأضاف الأمير سلطان «نحن خدام للشريعة الإسلامية، وخدام لكل مسلم وعربي وهذا شرف لنا أكرمنا الله به لخدمة الحرمين الشريفين».

وأشار إلى ما تقوم به بلاده من مشروعات تطويرية وخدمية في المشاعر المقدسة التي أسهمت في راحة وسلامة الحجاج، ومنها مشروع تطوير جسر الجمرات، متمنيا للجميع التوفيق في أداء مهامهم المناطة بهم.

وألقى مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج كلمة أعرب فيها باسم المشاركين من مختلف القطاعات العسكرية في حج هذا العام عن شكرهم لولي العهد، على ما تضمنته كلمته ودعمه المعنوي والمادي لقوات أمن الحج المشاركة.

حضر الاستقبال الأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير خالد بن فهد بن محمد، والأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد، والأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز مساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني للشؤون الاستخباراتية والأمنية، والأمير نايف بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير أحمد بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير نواف بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن فهد بن محمد بن سعود الكبير، والأمير مشعل بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن فيصل بن سلطان بن عبد العزيز.