المسلمون يحتفلون في العالم بأول أيام عيد الأضحى

الفرحة غابت في غزة.. والصوماليون خرجوا للشوارع رغم العنف

اندونيسيات يتبادلن التهنئة بعيد الأضحى في جاكرتا أمس (أ.ف.ب)
TT

احتفلت العديد من الدول العربية والاسلامية أمس، بأول ايام عيد الاضحى المبارك، وكذلك المسلمون المقيمون في البلدان غير الاسلامية، بينما ظللت الأزمات السياسية، الاحتفال في بعض البلدان. ففي غزة غابت فرحة العيد هذه السنة عن سكان قطاع غزة، في ظل اعمال العنف التي يشهدها، وعزلته عن باقي العالم.

فبعد ستة اشهر على سيطرة حركة حماس على القطاع، لا تزال العقوبات الاقتصادية مفروضة عليه، فيما تشن اسرائيل غارات شبه يومية عليه تستهدف ناشطين.

وقال اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة الاربعاء، انه في حين يحتفل العالم الاسلامي بعيد الاضحى، فإن هذا العيد يحل على فلسطين بـ«الدماء والشهداء».

وأشار الى أن المعركة ما زالت طويلة مع «الاحتلال الذي يقوم ببناء الجدار، وتهويد القدس ويمنع الحرية»، مضيفا «رسالتنا لأبناء شعبنا الفلسطيني رسالة الوحدة والاتفاق والحب والإخاء والاعتصام بحبل الله المتين».

وليس لدى الغالبية العظمى من سكان القطاع هذه السنة، ما يكفي للتضحية بخروف.

وقال أيمن وهو شرطي في الثامنة والثلاثين من العمر، وهو يقطّع بقرة «اضطررنا الى شراء بقرة اصغر، لأن هذا كل ما لدينا. فسعر الكيلو ارتفع من 11 شيكلا العام الماضي الى عشرين هذا العام».

وقاسم سيتقاسم اللحم مع اشقائه الخمسة وعائلاتهم، الذين يصل عددهم الى ستين شخصا، بعد توزيع الثلث على الفقراء.

وفي شارع مجاور يعج بالحركة في الظروف العادية، تبقى الأرصفة فارغة والمتاجر مغلقة فيما تغسل مجموعة من الرجال في برد الصباح الباكر دم بقرة نحرت في ساقية ماء.

كما احتفل الصوماليون بعيد الاضحى بالخروج الى شوارع مقديشو رغم استمرار الاضطرابات بالمدينة.

ورغم العنف، خرج السكان الى الشوارع وهم يرتدون الملابس الجديدة، ويغنون ويرقصون ويشترون الحلوى واللعب لأطفالهم. وفضل البعض السفر الى بلدات أخرى، حيث غصت الحافلات بالركاب الذين يريدون زيارة أقاربهم.

وكان الاحساس بالعيد بالنسبة للصوماليين الذين نزحوا من قراهم الى أماكن أخرى مختلفا. وقال أحمد محمد عبدي، وهو أحد سكان مقديشو، الأمر مختلف عندما تكون بعيدا عن منزلك. عندما تكون في منزلك يكون لديك الاصدقاء والناس الذين تعرفهم. وعندما تهرب الى قرية أخرى، تشعر أن الأمر مختلف. وفي مصر احتفل ملايين المصريين أمس، بعيد الأضحى في أجواء من الخشوع والبهجة، وأكد شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي، في خطبة العيد على حق الإنسان في أن يعيش آمنا مطمئنا، وأن يدافع عن نفسه وكرامته، وألا يعتدي على غيره.

وامتلأت المساجد والساحات والشوارع المحيطة بها، في القاهرة والجيرة والإسكندرية والمحافظات الأخرى بالمصلين وهم يكبرون تكبيرات العيد. وعلى غير المعتاد شهد مسجد عمرو بن العاص، الذي يقصده الغالبية العظمى من سكان المناطق الفقيرة بجنوب العاصمة، زحاماً كبيراً خاصة من جانب النساء والشباب، بينما اكتظ الجامع الأزهر بالعاصمة المصرية والساحة المحيطة به بآلاف المصلين، وافترش الصغار والكبار الأرصفة والشوارع المجاورة لمسجد مصطفى محمود الشهير بضاحية المهندسين بالجيزة، ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية. ورغم برودة الجو انطلق الصغار في الساعات الأولى من صباح أمس في ملابسهم الجديدة لشراء البالونات الملونة، وأدوات اللعب وغصت مدن الملاهي والحدائق العامة وحدائق الحيوانات بالزوار، وانطلقت المراجيح في الهواء تدور حاملة فرحة الأطفال والكبار بعيد الأضحى، فيما تهادت المراكب بأشرعتها الملونة في رحلات ترفيهية على صفحة نهر النيل حيث تتجمع الأسر والأقارب. وفي خطبة العيد بمسجد «مبارك» بمقر قيادة الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية، تناول شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي، الأيام الأخيرة من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما قاله للمسلمين في خطبته الشهيرة في حجة الوداع، وقال طنطاوي، إن النبي بيَّن في تلك الخطبة حق الإنسان في هذه الحياة، وأن من حق الإنسان أن يعيش آمنا مطمئنا، وأن يتمتع بكامل الحرية في حدود ما أحله الله سبحانه وتعالى، وعليه أن يدافع عن نفسه وكرامته، وألا يعتدي على غيره.