هنية يبلغ التلفزيون الإسرائيلي قبوله بهدنة متبادلة.. والناطق باسمه يقر وينفي المبادرة بالاتصال

رسالته أثارت جدلا .. وموفاز يدعو لحوار غير مباشر مع حماس

رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية بعد خروجه من صلاة العيد في غزة امس (ا ب)
TT

اقر طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة، بالحديث الهاتفي بين رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، ومراسل القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» ان الاتصال لم يتضمن اي جديد في موقف حكومته من التهدئة». وحسب النونو فان هنية قال لمراسل التلفزيون ان حكومته «مع التهدئة المتبادلة، بما يضمن وقف العدوان الاسرائيلي». وكانت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، قد قالت ان هنية، قد اتصل شخصيا بمراسلها في غزة سليمان الشافعي، بعد دقائق معدودة، من تعرض احد مراكز شرطة حماس، لغارة اسرائيلية، طالبا توجيه رسالة لاسرائيل، لبدء حوار معها، من اجل وقف اطلاق الصواريخ من القطاع، باتجاه البلدات والبلدات الاسرائيلية.

ونفى النونو ان يكون هنية قد اتصل، قائلا ان نجل هنية كان يتحدث الى الشافعي قبل ان يطلب الاخير الحديث الى هنية شخصيا لتهنئته بالعيد.

ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن هنية، قوله «نريد بقدرتنا وقف اطلاق الصواريخ، لكن الاغتيالات تعيق جهودنا لوقفها». وحسب التلفزيون فان هنية طلب وقف الاغتيالات لتتمكن حكومته من تحقيق وقف لاطلاق الصواريخ، وان لا مشكلة لدى هنية في مفاوضة اسرائيل في هذا المجال. واعتبر النونو ان هناك نقلا غير دقيق وقال ان حكومته لن تقبل بالمفاوضات المباشرة مع اسرائيل.

وتابع التلفزيون الاسرائيلي القول «ان هنية ابدى استعداد حركته للتوصل الى اتفاقية وقف لاطلاق الصواريخ مع حركة الجهاد الاسلامي شريطة وقف الاغتيالات». ووفق النونو، فان هذا ممكن مع كل الفصائل، وليس الجهاد فقط، لكن الشرط هو وقف العدوان.

واعتبرت القناة الثانية، ان الاتصال يعكس حجم الضائقة التي تمر بها حماس، جراء اعلان اسرائيل عن البدء بسلسلة عمليات اغتيال تستهدف قادة فصائل المقاومة بغزة، بمن فيهم قادة حماس.

وفي اسرائيل، رد شاؤول موفاز وزير الجيش الاسرائيلي السابق، وزير المواصلات الحالي، على دعوة هنية سريعا، ودعا حكومته للشروع في مفاوضات «غير مباشرة» مع حماس، بهدف التوصل الى اتفاقات سياسية، تفضي اخيرا الى الهدنة. وقال موفاز لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس «انا لا استبعد مفاوضات غير مباشرة مع حماس لوقف اطلاق نار في غزة، ولكننا لن نفاوض حماس بشكل مباشر لانهم لم يعترفوا بعد باسرائيل، وبالتالي فان وجود وسيط، امر يجب ان يبقى في تفكيرنا».

وعقب النونو بقوله «ان هذا مشروط بتحقيق التهدئة، والحكومة لن ترفض اي وسيط».

ورغم ذلك، يعتقد موفاز انه يجب استمرار الاغتيالات في غزة، على ان تكون مكثفة وقوية قائلا «من قام لقتلك، فسارع واقتله». وتابع القول «يجب ان نواصل الهجمات الجوية والاغتيالات مع دراسة امر الوساطات، لان على حماس ان تعرف انها منذ سيطرت على القطاع اصبحت مسؤولة عن جميع عمليات اطلاق الصواريخ من قطاع غزة».

وتوالت ردود الفعل الاسرائيلية، على دعوة هنية. واعتبر الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس محاولة هنية «تعسة»، وقال «إذا توقفت الاعتداءات الصاروخية من قطاع غزة فإن إسرائيل ستوقف هي الأخرى عملياتها العسكرية على أي حال وعليه فلا حاجة على الإطلاق إلى أية مفاوضات».

وقال عضو الكنيست يوفال شتاينس من الليكود، «إن ما اقترحته حماس على إسرائيل يعتبر صفقة لوقف إطلاق النار، من أجل تمتين البنية العسكرية لحماس. ورأى في ذلك تكرارا لتجربة حزب الله. اما العضو الاخر، إسرائيل حسون، من حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي كان يشغل في السابق نائب رئيس الشباك، فقال موجهاً كلامه لموفاز «أرجو الا ينسى موفاز الأخطاء التي ارتكبناها من قبل، حينما ساعدنا حماس بموافقتنا إعطائها هدنة، وهي على شفا الانهيار». وتابع «علينا ان نطلب من حماس الإفراج عن جلعاد شليط من دون شروط مسبقة ووقف إطلاق الصواريخ وتهريب الأسلحة».

واعتبر نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون ان الدعوة ليست نابعة من رغبةٍ حقيقية بوقف إطلاق النار، بل من خوفها من عمليات الجيش الإسرائيلي ضدها ومن الضائقة الاقتصادية. وقال «حماس سيطرت على قطاع غزة بضربة واحدة، وبالتالي فإنها قادرة على وقف إطلاق الصواريخ إن أرادت ذلك»، مشددا على ضرورة الاستمرار «بالضغط السياسي على حماس لتقويض عرشها في غزة»، مؤكدا أن مفاوضة حماس الآن وفي هذه اللحظة مشروطة بمواصلة التفاوض مع أبومازن.