بريطانيا تطالب إسرائيل بوقف فوري للاستيطان وتحذر من فقدان «فرصة السلام»

ويليامز لـ«الشرق الأوسط»: ندعو سورية للعب دور أكثر إيجابية في لبنان

TT

لم يخف المبعوث البريطاني للشرق الأوسط مايكل ويليامز غضب الحكومة البريطانية أمس من اعلان اسرائيل عملها على دراسة مخطط لبناء حي استيطاني جديد في القدس الشرقية المحتلة. وقال ويليامز ان الحكومة البريطانية «تطالب بتجميد فوري للنشاط الاستيطاني الاسرائيلي»، معتبراً ان «توقيت هذا الاعلان مقلق». وعبر ويليامز عن استياء الحكومة البريطانية من قرار بناء الحي الاستيطاني الجديد بعد يومين من نجاح مؤتمر باريس الذي جمع 7.6 مليار دولار من المساعدات للفلسطينيين، محذراً من تأثير هذا القرار على جهود احلال السلام. واضاف: «لا يمكن لنا خسارة الفرصة المتاحة للسلام، خاصة اننا شهدنا تقدماً جيداً في الايام الماضية». وافاد ويليامز في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب ان وزارة الخارجية البريطانية انشغلت منذ صباح أمس في دراسة خبر نشرته صحيفة «هآرتز» الاسرائيلية حول مخطط الاستيطان واكده وزير الاسكان الاسرائيلي زئيف بويم أمس. وقد اتصل وزير الخارجية البريطاني بنظيرته الاسرائيلية تسيبني ليفني بعد ظهر أمس لبحث قضية الاستيطان، بعد ان قام السفير البريطاني في تل ابيب بزيارة بويم صباح امس للتنديد بهذه الخطوة. وشدد ويليامز، هو ممثل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، على «الفرصة المهمة» لحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي، خاصة بعد نجاح مؤتمر «انابوليس»، قائلاً ان اهميته تكمن في جمع «عدد كبير من الدول المهتمة لأول مرة منذ اجتماع مدريد عام 1991»، ولكنه اضاف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بعد لقائه مع مجموعة من الصحافيين العرب امس: «كنا نريد ان نرى جزءا اكبر من مبادرة السلام العربية في مؤتمر انابوليس»، موضحاً: «المبادرة العربية مهمة من اجل المضي قدماً في جهود السلام»، وتابع: «دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ضروري وقد فعل هذه المبادرة التي نريد نجاحها». وكان ويليامز قد التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) اول من أمس خلال زيارة الرئيس الفلسطيني الى لندن حيث التقى برئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته ديفيد ميليباند. يذكر ان براون اعلن مساء اول من امس ان بلاده والولايات المتحدة ستنظمان العام المقبل مؤتمرا للمستثمرين في الشرق الاوسط، في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، غداة مؤتمر المانحين في باريس. والمؤتمر الذي يتوقع ان يعقد في مارس (اذار) او ابريل (نيسان) يهدف الى جمع الاموال لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني المترنح على ما اوضح براون اثر محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال براون: «نحن على ثقة ان المؤتمر سيتكلل بالنجاح».

ويذكر ان بريطانيا من اكبر المانحين للسلطة الفلسطينية، بعد اعلانها تخصيص 500 مليون دولار لفلسطين خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأكد ويليامز ان «الالتزام البريطاني تجاه فلسطين ليس فقط مادياً بل سياسي ايضاً وهو العزم على انشاء دولة فلسطينية في عام 2008»، مضيفاً: «علينا المضي قدماً في عام 2008».

وعن احتمال مشاركة بريطانية في قوة دولية قد تنتشر في الاراضي الفلسطينية، قال ويليامز ان هذا المقترح «غير مطروح في الافق القريب ولكن قد يطرح مع قيام دولة فلسطينية». وأضاف ان «تجربة قوات الامم المتحدة في لبنان (يونيفيل) جيدة وناجحة وقد تكون نموذجاً للمستقبل».

وفي ما يخص العلاقات بين السلطة الفلسطينية و«حماس»، قال ويليامر: «لا نريد فصل الفلسطينيين جغرافياً ولا سياسياً»، ولكنه لفت الى ان الوفاق بين الطرفين يعود على اتفاقهما، موضحاً: «لا يوجد دور لنا في التفاوض بين الطرفين، على الفلسطينيين الاتفاق فيما بينهم ومن بعدها يمكن لنا المساعدة». ومن جهة أخرى، شدد ويليامز على اهمية حل مسألة الرئاسة في لبنان والتوصل الى توافق حول الرئيس الجديد، وقال ان الحكومة البريطانية تشعر بقلق لأنه «يبدو كأننا نأخذ خطوات الى الوراء بدلاً من خطوات الى الامام» في لبنان بعد فشل المحاولات المكررة لانتخاب الرئيس الجديد. وناشد ويليامز سورية بلعب دور «أكثر فعالية وايجابية في لبنان»، معتبراً ان استضافة دمشق للقمة العربية في مارس (اذار) المقبل فرصة لتحسين علاقات سورية مع الدول العربية. وأضاف: «نأمل ان تمثل القمة العربية فرصة لسورية لطي الصفحة وجعل دورها اكثر ايجابية»، ولكنه لفت الى ان «موعد عقد القمة بعيد ولا يمكن انتظار عقده قبل التوصل الى حل في القضية اللبنانية». وركز ويليامز على اهمية الدور السوري في المنطقة، قائلاً: «لقد تشجعنا بمشاركة سورية في مؤتمر انابوليس ولكن نريد المزيد من الخطوات الايجابية منها»، وأضاف: «سورية دولة مهمة جداً جداً في المنطقة ولدينا اتصالات معها ولكن علاقتنا ليست بالمستوى الذي نريده». وعن «المكاسب» التي حصلت عليها سورية من حضورها مؤتمر انابوليس، قال ويليامز: «كانت مشاركتهم مهمة ومرحب بها جداً ولكننا قلقون جداً من الوضع في لبنان وكنا نريد ان نرى تقدماً في قضية اختيار الرئيس».