جنوب أفريقيا: مسيرة زوما نحو الرئاسة قد تعرقلها اتهامات الفساد

فاز برئاسة الحزب الحاكم بعد إزاحة الرئيس الحالي مبيكي

زوما محاطا بمرافقيه يبتسم بعد فوزه برئاسة الحزب (أ.ب)
TT

تقدم جاكوب زوما السياسي الجنوب إفريقي المثير للجدل، خطوة باتجاه تسلم رئاسة البلاد، بعد إزاحته الرئيس ثابو مبيكي وتوليه رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم.

وكان فوز زوما، الذي أحبط محاولة مبيكي لمد فترة رئاسته للحزب لفترة ثالثة متوقعا، على نطاق واسع بعد حصوله على ثلثي الأصوات على مستوى ترشيحات الحزب. وحصل زوما البالغ من العمر 65 عاما على 7.60% من إجمالي الأصوات التي أدلى بها 3834 من أعضاء حزب المؤتمر، الذين تجمعوا في مدينة بولوكواني بشمال جنوب أفريقيا للمشاركة في المؤتمر الثاني والخمسين للحزب، الذي سيتولى زوما رئاسته خمس سنوات. وبحصوله على الأغلبية الانتخابية الساحقة، يصبح رئيس الحزب عادة رئيسا للبلاد، لكن اتهامات بالفساد ما زالت تطارد زوما على خلفية صفقة أسلحة تابعة للدولة، الأمر الذي قد يضع حدا لطموحه في الوصول إلى سدة الحكم.

وفي حال توجيه التهمة إلى زوما وإدانته، فإن نائب الرئيس الجديد للحزب كجاليما موتلانتي البالغ من العمر 59 عاما سيحل محله كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في 2009.

وشهدت الانتخابات فوز مرشحين مؤيدين لزوما على 6 من أكثر المقربين لمبيكي، بمن فيهم جويل نيتشيتنزه كبير المستشارين السياسيين لرئيس جنوب أفريقيا ونائبة الرئيس ملامبو نجوكا بأغلبية الثلثين تقريبا.

وقبل انتخابه رئيسا لحزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، كان جاكوب جيديلييليكزا زوما نائبا لرئيس جنوب أفريقيا ونائبا لرئيس الحزب منذ عام 1997. وهو شخصية ذات شعبية هائلة، خاصة وسط فقراء البلاد وهم الأغلبية الساحقة، ويرى، بعد انتخابه للمنصب الأعلى في الحزب، أنه رئيس البلاد المقبل.

ولد جاكوب زوما في 12 أبريل (نيسان) 1942 في عشيرة موشولوزي في ما يعرف الآن بإقليم كوازولو ناتال لأب يعمل رجل شرطة، وأم تعمل خادمة في منزل. ولم يتلق في طفولته تعليما مدرسيا رسميا، وشهد في صباه الباكر وفاة والده. وبدأ يهتم بالسياسة في عمر مبكر، وانخرط في صفوف المؤتمر الوطني الأفريقي عام 1959. وبعد حظر هذه الحركة المناضلة لتقويض أركان نظام التمييز العنصري (الأبارتيد) عام 1960، انضم الى حركة «أومخونتو وي سيزوي» عام 1962. وفي العام التالي اعتقل مع مجموعة من 45 مجندا في زيروست بإقليم الترانسفال الغربي. وأدين بتهمة السعي لإطاحة الحكومة وحكم عليه بالسجن عشرة أعوام قضاها في معتقل روبن آيلاند مع نيلسون مانديلا، وعدد آخر من رموز المؤتمر الوطني.

وبعد إطلاق سراحه، أصبح عنصرا فعالا في إعادة تنظيم المؤتمر الوطني والعمل السري. وعام 1975 غادر جنوب افريقيا الى سويسرا أولا ثم موزامبيق وكان مسؤولا عن استقبال آلاف المنفيين من السود بعد انتفاضة سويتو.

وعام 1977 تمتع بعضوية اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني، وعمل ايضا نائبا لكبير ممثلي المؤتمر في موزامبيق الى حين توقيع اتفاقية نكوماتي بين جنوب أفريقيا وموزامبيق عام 1984. ومنذ هذا التاريخ صار هو كبير ممثلي المؤتمر.

لكن زوما اضطر لمغادرة موزامبيق عام 1987، بعد ضغوط هائلة مارستها حكومة الرئيس الأبيض بييتر ويليم بوتا على حكومة موزامبيق، وانتقل الى العاصمة الزامبية لوساكا. وهناك عُيّن مسؤولا عن تنظيم العمل السري قبل ان يصبح مديرا لدائرة استخبارات المؤتمر. ومع انتهاء هذه الفترة، عاد زوما الى بلاده حيث أصبح وزيرا اقليميا للاقتصاد في كوازولو ناتال، قبل أن يصبح نائبا لزعيم المؤتمر الوطني الافريقي عام 1997 ونائبا للرئيس عام 1999.

وقد عانى الخزي عام 2005 عندما مثل أمام المحكمة مرتين، واحدة في جريمة اغتصاب والاخرى في جريمة فساد.

وتمت تبرأته من جريمة الاغتصاب، أما جريمة الفساد فقد تعثرت في المحكمة لأسباب إجرائية. وقد أثارت تعليقاته أثناء محاكمته في جريمة الاغتصاب، حيث قال للمحكمة، انه أخذ حماما بعد مواقعته الفتاة التي اتهمته باغتصابها لحماية نفسه من مرض الايدز، لأن الفتاة حاملة لفيروس اتش آي، استياء ناشطين، وجعلت رساما ساخرا شهيرا يرسم دشا فوق رأس زوما الأصلع.

وبعدها بعامين أعيد تأهيل زوما سياسيا، الى ان توج الأمر بإعادة انتخابه رئيسا لحزب لمؤتمر الوطني الذي يعود الفضل الاكبر فيه لتحالفه مع اليساريين.

* وحدة الأبحاث في «الشرق الأوسط»