ولش يطالب عون بتسهيل الانتخابات لا وضع شروط عليها.. ويؤكد أن زيارته دليل على اهتمام بوش الشخصي

شدد بعد لقائه مسيحيي «14 آذار» على انتخاب الرئيس اللبناني

رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري أثناء أداء صلاة العيد في الجامع العمري وسط بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

شدد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش، بعد اجتماعه أمس ومسيحيي قوى 14 آذار في دارة الرئيس الأعلى لحزب الكتائب رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية «لينعم لبنان بالأمان»، معتبرا ان «الوقت قد حان ليكون للبنان رئيس». وأشار الى ان جولته الراهنة لن تشمل رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي العماد ميشال عون، داعيا الأخير الى «اتخاذ خطوات فعلية لتسريع الانتخابات الرئاسية»، ومؤكدا ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس «لن تزور لبنان» خلافا لما تردد.

وقال ولش بعد لقائه مسيحيي 14 آذار: «نحن هنا اليوم لنقل رسالة واضحة الى اللبنانيين: لقد آن الآوان لتحقيق إرادة الشعب اللبناني مرة أخرى في انتخابات حرة وديمقراطية لرئيس جديد للجمهورية. تقليديا الرئاسة هي للمسيحيين وهي أعلى مركز لهم. إن لبنان موئل للديمقراطية والحرية في المنطقة وآمل من مختلف الفئات، أن تجتمع معا لدعم هذا الاستحقاق. إن الولايات المتحدة تدعم تطلعات الشعب اللبناني وتطلعات الأكثرية النيابية المنتخبة». وتمنى أن «ينعم لبنان بالأمن والاستقرار والحرية بعيدا عن التدخلات الخارجية من أية جهة اتت». وأضاف: «للبنان اصدقاء كثر في المنطقة وفي العالم، والولايات المتحدة فخورة أن تقف بجانب الشعب اللبناني في تطلعه نحو مستقبل أفضل، وفي التعبير عما يريد». وسئل ولش: لماذا لم تزر العماد ميشال عون؟ فاجاب: «التقينا مختلف التيارات في لبنان قدر الإمكان. التقينا سابقا العماد عون وقد نلتقي مستقبلا. لم يكن مقررا أن ألتقيه في هذه الرحلة، أعرف أنه يود ممارسة مسؤولياته السياسية، لديه ممثلون في البرلمان. إنما ما نطلبه منه هو المساهمة في حل هذه المعضلة، وهذا يعني اتخاذ كل الخطوات الممكنة لتأمين اجاء الانتخابات وليس وضع شروط جديدة على الانتخاب». واوضح انه «لم يكن مقررا أن تأتي الوزيرة كوندوليزا رايس في هذه الرحلة. أعتقد أن هذه تكهنات إعلامية بسبب زيارتها السرية للعراق التي تمت في اللحظات الأخيرة. كنت هنا قبل أيام وعدت الى لبنان بعد المشاورات في العاصمة الفرنسية. وما زيارتي برفقة نائب مستشار الامن القومي في البيت الابيض السيد ابرامز سوى مؤشر قوي لاهتمام الرئيس جورج بوش شخصيا بالوضع في لبنان وبمساعدة اللبنانيين على حل الأزمة». ثم صرح الجميل: «يمر لبنان في أدق مرحلة من مسيرته الوطنية، ولدينا تخوف على المرحلة المقبلة. لا نعرف لم وصلنا الى هنا، ولماذا توضع كل هذه العراقيل أمام انتخاب رئيس للجمهورية. تقدمنا في فريق 14 آذار خطوات الى الأمام لنلتقي مع المعارضة، وتبنينا ترشيح العماد ميشال سليمان، وما زلنا لغاية اليوم نتبنى العماد سليمان وسنبذل كل الجهود من أجل أن ينتخب رئيسا للجمهورية في أسرع وقت. ونعلم أن أركان المعارضة هم من قدموا ترشيحه سابقا واقترحوه، والتقينا مع هذا التوجه نظرا الى الوضع الدقيق في البلد واضعين في سلم أولوياتنا انتخاب رئيس في أسرع وقت. تجاوبنا بسرعة مع هذا التوجه، ولا نعرف لغاية الآن لماذا لا تسهل المعارضة هذا الانتخاب وتضع شروطا تعجيزية أمام هذه الرئاسة».

أضاف: «دخلنا تقريبا الى سنة 2008 والانتخابات النيابية في 2009. طالما قبلنا بالمرشح التوافقي، لم لا تبقي المعارضة الأمور الأخرى الى سنة 2009 موعد الانتخابات النيابية التي يمكن أن تفرز أكثرية جديدة، أكثرية مختلفة، وعندها يتسنى للمعارضة أن تحقق برنامجها من خلال النظام الديمقراطي وتقاليدنا البرلمانية. فلم استباق الأمور، والنظام اللبناني من الأنظمة القليلة في المنطقة التي تعتمد تداول السلطة وتداول التوجهات السياسية». سئل الجميل: أعلن العماد ميشال عون أنه مستعد للتنازل عن الشروط إذا تم التفاوض معه؟ فأجاب: «نحن مستعدون لمد يدنا للجميع والتحدث مع العماد عون، ومع كل من يسهل الانتخاب الرئاسي في أسرع وقت. أما التفاوض، فعلى ماذا نتفاوض؟ هل سنغير الدستور والنظام؟ كان العماد عون يتحدث بالأمس عن تعديل للدستور يسبق الانتخاب الرئاسي، لمنح بعض الحقوق للرئيس العتيد. نحن مع الحوار نريد التواصل مع الجميع من أجل تسهيل العملية الانتخابية وليس التفاوض على الدستور وعلى شروط معينة. فلننتخب الرئيس التوافقي الذي هو بتواصل مع الجميع ونكلفه إدارة الحوار ونتعاون معه لتحسين الأوضاع وندفع لإنقاذ الأوضاع». يذكر ان الجميل عقد قبل الاجتماع الموسع خلوة مع ولش ونائب مستشار الامن القومي في البيت الابيض أليوت ابرامز يرافقهما القائم بالأعمال الأميركي في لبنان بيل غرانت.

وكان ولش وابرامز قد التقيا رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهرا. وقد استمر الاجتماع نحو ساعة و35 دقيقة لم يدل بعدها ولش بأي تصريح. من جانبه هاجم حزب الله بلسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، معتبرا «إن عودته السريعة الى لبنان تؤشر لحرص الإدارة الأميركية على تعقيد الأزمة وإجراء محاولة جديدة لاستنهاض أزلامها المحبطين، نتيجة فشلهم في الانقلاب على الميثاق الوطني والدستور وسيطرتهم على السلطة، وما نجم عن هذا الفشل من تصدع واختلاف في ما بينهم». وقال: «ليس الزعيق الذي صدر عن ولش بالأمس، إلا تعبيرا عن خيبة إدارته ومرارتها من الارتدادات العكسية لمشروعها السلطوي والتي ظهرت في تنامي قدرة المعارضة الوطنية، مقابل تشتت فريقها الانقلابي وتخبطه وتضاؤل فرص نجاحه. إن ولش الذي يعتبر أحد منسقي العدوان الصهيوني الهمجي على لبنان في يوليو (تموز) عام 2006 وافد دخيل غير مرحب به في بلدنا. وإذ بدا بالأمس، وكأنه يندب حظه العاثر لفشل أزلامه في مهمتهم الموكلة إليهم ضمن مشروع إدارته لفرض وصايتها على لبنان، فقد كان عليه أن يعترف بمسؤوليته مع وزيرته وطاقمها عن إجهاض كل المبادرات والمساعي الوفاقية والالتفاف على مطلب المعارضة الشرعي في الشراكة الوطنية، بدلا من المكابرة وإصدار التعليمات البلهاء وإلقاء التبعة على رئيس مجلس النواب بسبب رفضه لكل محاولات خرق الدستور وتجاوز أحكامه والتخلي عن مبادئ الوفاق الوطني والعيش المشترك». وحمل رعد الادارة الاميركية «كامل المسؤولية عما جرى في لبنان طوال السنوات الماضية وما لحق به وبشعبه من أضرار». وختم بدعوة الاكثرية البرلمانية للاستفادة من «فرصة تاريخية متاحة» والقبول، من دون تردد، بـ«طرح المعارضة لتحقيق التوافق والشراكة الحقيقية والعودة إلى التزام الميثاق الوطني والحياة الدستورية في البلاد».

بدوره هاجم النائب عن حزب الله نوار الساحلي ولش متهما اياه بأنه «المسؤول عن تخريب التوافق».

ورأى أن «تهجمه غير المبرر على دولة رئيس مجلس النواب ليس سوى هروب من الحقيقة ودليل ضعف فريقه السياسي في لبنان، لأن أبواب القاعة العامة لمجلس النواب قد فتحت تسع مرات حتى اليوم وذلك لانتخاب رئيس للجمهورية تحت عنوان التوافق الكامل على الشراكة في إدارة الوطن، وصناعة القرار السياسي، ولكن السيد ولش وإدارته المنحازة ضد مصلحة لبنان هي كانت تمنع حصول تلك الانتخابات، وتقف بوجه التوافق والتلاقي وتحرض اللبنانيين بعضهم ضد بعض، لإبقاء الهيمنة والتسلط».