المسجدان الحرام والنبوي يشهدان كثافة غير معتادة في صلاة العيد أمس

TT

أدى المسلمون صباح أمس صلاة عيد الاضحى المبارك في جميع مناطق المملكة العربية السعودية, حيث أدى أهالي مكة المكرمة وجموع كبيرة من الحجاج صلاة العيد في المسجد الحرام في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى، حيث شهد الحرم المكي منذ الساعات الاولى من صباح أمس تدفق الآلاف من ضيوف الرحمن، امتلأت بهم جنباته وأدواره العلوية والساحات المحيطة به، كما شهدت الطرق المؤدية الى المسجد الحرام كثافة بشرية كبيرة في أعداد المشاة وكثافة مرورية في أعداد السيارات.

وأوصى الشيخ الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والعمل على طاعته واجتناب نواهيه, داعيا الى الايمان بالله والصبر على كل ما يمر به الانسان من منازل الدنيا وذلك احتسابا عند الله. واشار الى ان الحج في الاسلام جهاد عظيم مع النفس والهوى والعصبية والشرك والشيطان، مشيرا إلى أنه جهاد لا انتصار فيه إلا اذا سمت النفس المؤمنة وتوافرت فيها حكم الحج وأسراره من توحيد الله وعدم الاشراك فيه والاخوة والايثار والعدل والمساواة والاتفاق على وحدة الهدف.

ودعا المسلمين الى ان يستشعروا القوة حتى في حال ضعفهم وان يتدثروا بالرجاء والفأل وحسن الظن بالله ودعوة الى اليقين بان الله عز وجل قادر ان يجعل من الضعف قوة فالله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

كما تطرق إلى الواقع الإعلامي، حيث أكد أنه سلاح ذو حدين وهو قوام المجتمعات للعالمية ومن خلاله تعرف ثقافة المجتمع ومرتبته الدينية والاجتماعية وهو بريد المجتمع الناطق وعقله المدبر والمفكر ومن اراد ان يحكم على مجتمع ايجابا او سلبا فلينظر الى اعلامه، موضحا ان الاعلام مرهون بمقومات نجاح أو معول هدم ونجاحه يقوم على العدل والصدق والبعد عن الانتقائية فلن ينفع الاعلام الظالم ولا الاعلام الكذوب ولا المتحيز.

كذلك أدى جموع المصلين بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة صلاة العيد، حيث امتلأ المسجد واروقته وساحاته بالمصلين منذ الصباح الباكر يتقدمهم الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، حيث أم المصلين الشيخ حسين آل الشيخ امام وخطيب المسجد النبوي الشريف، والذي تطرق في خطبته إلى حجة النبي صلى الله عليه وسلم (حجة الوداع), مبينا ان النبي العظيم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع التقى بأمته في لقاء توصية ووداع بين لهم احكام دينهم ومقاصده الاساسية في كلمات جامعات تبرز فيها الوصايا العظيمة ما يضمن للمسلمين ان تمسكوا بها العزة والسعادة ويكفل لهم الشرف والكرامة وبالمقابل فبعدهم عن الالتزام بهذه الوصايا تحل بهم الشرور والفتن وتنزل بهم البلايا والمحن حيث اوصى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بتحقيق منهج الاسلام في حياتهم عقيدة وشريعة عمل وسلوك حكم وتحاكم، محذرا فيها الحبيب صلى الله عليه وسلم من ترويع الآمنين واخافة المسلمين والاعتداء على المؤمنين، مقررا تحريم دماء المسلمين واموالهم واعراضهم ووضع فيها عليه الصلاة والسلام كل شيء من امر الجاهلية وابطله بما جاء في نور الاسلام.