مسؤول أميركي: تزايد المعارضة الشيعية للنفوذ الإيراني في العراق

الجيش الأميركي يطلق سراح سجين إيراني

TT

افاد مسؤول اميركي بان الشيعة العراقيين بدأوا يقاومون النفوذ الايراني في العراق تماما مثلما تصدى السنة لتنظيم القاعدة، متوقعا ان تشكل سنة 2008 منعطفا حاسما لحكومة نوري المالكي.

وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى لورنس باتلر اول من امس ان «التحول الكبير المقبل سيكون حين ينظر قادة العشائر في المناطق الشيعية الى اقربائهم في الانبار ويحذون حذوهم». واشار المسؤولون الاميركيون خلال هذه السنة الى احراز تقدم في محافظة الانبار الغربية بعدما انضم زعماء عشائر الى جهود القوات الاميركية للتصدي لمسلحي القاعدة.

وقال باتلر في مقابلة اجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية ان التغيير السياسي بين الشيعة «عميق فعلا»، موضحا ان هذا التوجه الملاحظ يعني «مقاومة النفوذ الايراني وتحدي الاحزاب السياسية القائمة حاليا والتي استأثرت حتى الان بالسلطة». وقال ان لا خيار امام حكومة المالكي سوى ان تجد سبلا للفوز بتأييد زعماء العشائر الشيعة من خلال تأمين الخدمات الصحية والتربوية وغيرها تلبية لحاجات سكان هذه المناطق. وحذر باتلر من ان «سنة 2008 ستكون سنة الاختبار الحاسم الذي سيسقط المالكي او يعزز موقعه». وتساءل «هل سيمرر هو والبرلمان القوانين الضرورية لتسيير امور البلد؟ كيف ستكون العلاقة بين المحافظات والسلطة المركزية، والى اي درجة ستصل اللامركزية؟».

من ناحية ثانية، افادت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» في تقرير نشر اول من أمس بان ايران تواصل امداد المتمردين الشيعة في العراق بالاسلحة والدعم. واشار التقرير الفصلي الصادر بعنوان «تقويم الاستقرار والامن في العراق» عن الفترة الممتدة من سبتمبر (ايلول) الى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، الى «تقدم مهم على الصعيد الامني وديناميكية مصالحة على صعيد المناطق والمحافظات وتقدم اقتصادي».

وتابع النص ان «تحسن الامن بدأ يصل الى وتيرة قد تؤدي في حال استمرارها الى احلال استقرار دائم في العراق»، مشيرا الى ان عدد الاحداث الامنية تراجع الى مستويات غير مسبوقة منذ صيف 2005. وذكر التقرير ان «عدد الهجمات الاجمالي في العراق تراجع بنسبة 62% منذ مارس (اذار) 2007».

واستقر عدد الهجمات الاسبوعية بما في ذلك التفجيرات بالقنابل والهجمات بالاسلحة الخفيفة والاعتداءات بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية، في حدود 600 عملية بين منتصف اكتوبر (تشرين الاول) ونهاية نوفمبر، بالمقارنة مع حوالى 900 عملية في الاسبوع في نهاية سبتمبر وحوالي 1600 في نهاية يونيو (حزيران). كذلك استمر تراجع عدد التفجيرات بالعبوات اليدوية الخارقة للدروع التي تعتبر السبب الاول لسقوط الجنود الاميركيين في العراق. غير ان التقرير حذر من «استمرار التحديات على الصعيد الوطني»، مشيرا الى ان «تحقيق النجاح على المدى البعيد سيتوقف على قدرة الحكومة العراقية على البناء على التقدم الذي يتحقق محليا واصدار تشريعات اساسية» من بينها قانون حول تقاسم العائدات النفطية «وتشجيع المصالحة الوطنية». كذلك اشار التقرير الى ان ايران تواصل تقديم الاسلحة والدعم للمسلحين الشيعة في العراق بالرغم من التراجع المسجل خلال الاشهر الماضية في عمليات تفجير العبوات الخارقة للدروع الايرانية الصنع على الاراضي العراقية. وختم التقرير «ان دعم طهران لهذه المجموعات الشيعية الناشطة التي تهاجم القوات العراقية وقوات الائتلاف يبقى عائقا كبيرا في وجه التقدم الهادف الى تحقيق الاستقرار» في العراق. واتهم الحرس الثوري الايراني بتوفير «كمية من المتفجرات والذخائر». الى ذلك، قالت القوات الاميركية والسفارة الايرانية أمس ان الولايات المتحدة أطلقت سراح واحد من نحو عشرة سجناء ايرانيين تحتجزهم في العراق. وقالت السفارة ان السجين هو حيدر علامي. وقال الطرفان ان السجين محتجز منذ يوليو عام 2004 وأطلق سراحه اول من امس، حسبما افادت به وكالة رويترز.