مؤتمر في لندن يحذر حكومة كردستان من فقدان ما كسبته

TT

خيمت الهجمات التركية الأخيرة على اقليم كردستان في العراق على مؤتمر لندن، الذي شارك فيه خبراء في الشأن الكردي أمس.

وركز عدد من المتحدثين على المكاسب التي حققها الاكراد في العراق، إلا أنهم حذروا من مغبة تخطي الاكراد «الخطوط الحمراء» مثل المطالبة بقيام دولة مستقلة لهم. وحذر المندوب البريطاني الخاص للعراق السابق جيرمي غرينستوك، حكومة اقليم كردستان من معاداة «الجيران الذين لا يمكنكم تغييرهم»، مضيفاً: «اذا قررت عاصمة من الدول الأربع (التي تحتضن الاكراد) ان تهاجم الاكراد، من الممكن ان تختار العواصم الاخرى أخذ الفرصة لقمعهم». وتابع «لا اظن ان العالم الخارجي سيتدخل، في حال حدث ذلك»، موضحاً «الأميركيون والروس والاوروبيون، لديهم اولويات اكبر من الاكراد في المنطقة».

واعتبر الصحافي البريطاني المختص بقضايا الاكراد باتريك كوبرن، ان الوضع الراهن بين الاكراد وتركيا والتوغل التركي في الاراضي العراقية «دلالة على ضعف الاكراد وقوتهم في آن واحد»، موضحاً ان الاهتمام في العراق وتسليط الاضواء عليه يمنع الاتراك من «القيام بكل ما يريدونه تجاه الاكراد». واضاف: «هذه الحادثة تظهر انه من الافضل للاكراد، البقاء في عراق فيدرالي لحمايتهم». وأكد غرينستوك، ان واشنطن ولندن لا تؤيدان قيام دولة كردية في الوقت الراهن، مضيفاً ان القادة الاكراد «ارادوا انتهاز فرصة حرب عام 2003 واعلان دولة مستقلة». واضاف: «اراد القادة الاكراد التحرك تجاه الاستقلال، وكان على اعلامهم بأن المملكة المتحدة لم تكن على استعداد لمساندتهم، وبعد ذلك أعلمهم (الحاكم المدني للعراق حينها) بول بريمر، ان هناك حدودا لدعم الولايات المتحدة لهم». وتابع ان «القادة الاكراد يواصلون محاولتهم لمعرفة الحدود المتاحة لهم على امل تحقيق حلمهم»، في قيام دولة مستقلة، لكنه حذر القادة الاكراد من «تخطي خطوط حمراء واضحة في المنطقة، كي لا يخسروا ما كسبوه». وهذا ما ايده فيه عدد من الحضور في المؤتمر.

يذكر ان المؤتمر الذي اعده معهد «تشاتهام هاوس» في لندن أمس، حمل عنوان «الاكراد في الشؤون الدولية»، تزامناً مع اصدار المعهد تقريراً حول الاكراد، وركز على دور حكومة اقليم كردستان. وجاء في التقرير ان «حكومة اقليم كردستان لها اهمية قصوى» في تحديد «مستقبل الاكراد في المنطقة»، ولكنه اضاف ان «الاتحاد بين الحزب الديمقراطي الكردستاني (بقيادة مسعود بارزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (بقيادة جلال طالباني) ليس مضمونا، بالاضافة الى أن حكومة الاقليم تعاني من ادعاءات الفساد على اعلى المستويات». وكان المتحدثون في المؤتمر من الاكاديميين والاعلاميين، ما عدا مشاركة رئيس البرلمان الكردي عدنان المفتي في الجلسة الأخيرة من المؤتمر مساء أمس. وحضر المؤتمر دبلوماسيون واعلاميون وابناء الجالية الكردية.