إسرائيل تدرس إقامة حي استيطاني كبير قرب رام الله .. ومكتب رئيس الوزراء يعارض الفكرة

وزير الإسكان أعطى الضوء الأخضر لبناء 10 آلاف وحدة سكنية شمال القدس

TT

كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، امس عن وجود مخطط لبناء حي استيطاني جديد في القدس المحتلة. وحسب الصحيفة، فان وزير الاسكان الاسرائيلي زئيف بويم، اعطى الضوء الاخضر لمثل هذا البناء، مؤكدا وجود توجه جديد لدى السلطات الاسرائيلية لبناء الحي الاستيطاني، الذي سيضم اكثر من 10000 وحدة سكنية. ما يعني انه سيكون اكبر حي يهودي يبنى في القدس الشرقية منذ احتلالها عام 1967. ويقع الحي حسب المخططات بين مدينتي رام الله والقدس، وقرب حاجز قلنديا العسكري (بوابة رام الله الجنوبية من جهة القدس). ويشمل المخطط مطار قلنديا المهجور ومصنع الصناعات الجوية.

واعتبرت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي القرار خاطئا. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن هذه المصادر، قولها ان الوقت ليس مناسبا للتقدم بمثل هذا المقترح بسبب تحرك مسار التفاوض الفلسطيني اضافة الى المعارضة الاميركية للبناء في القدس الشرقية.

وكان مارك ريغيف المتحدث باسم ايهود اولمرت رئيس الوزراء، قد قلل من شأن هذا الاعلان بقوله «لم يتخذ قرار بعد وليس ثمة جديد في ما طرح».

وعارض الفكرة ايضا نائب رئيس الوزراء حاييم رامون. وقال ان ذلك لن يساعد في دفع المفاوضات كما لن يساعد الموقف الاسرائيلي على الصعيد الدولي وخاصة الاميركي. واشار رامون الى ان المنطقة ستتحول الى الفلسطينيين بمجرد التوقيع على اي اتفاق سلام نهائي بين الجانبين.

واما صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية فقال متسائلا «لماذا تسعى اسرائيل دوما للاملاء بدلا من التفاوض؟.. لما تدمر فرص السلام بمثل هذه النشاطات».

ويأتي هذا الاعلان الاسرائيلي في ظل خلافات اسرائيلية فلسطينية حادة، حول استمرار البناء الاستيطاني الاسرائيلي الذي تمثل قبل اسبوعين بالاعلان عن عطاءات لبناء 307 وحدات سكنية في مستوطنة ابو غنيم (هار حوماة) جنوب القدس المحتلة وكذلك، وكذلك بعد يومين من موافقة اسرائيل على استئناف الحفريات في باب المغاربه قرب المسجد الاقصى. وكان وزير الاسكان الاسرائيلي، قد اجتمع الاسبوع الماضي، مع رئيس ادارة اراضي اسرائيل، يعقوف افراتي، بهدف الحصول على رخصة لبدء عملية التخطيط للحي الجديد. ووفق «هآرتس»، فان دائرة الاراضي تشجعت للخطة، لكنها طلبت من الوزير بويم، تقديم طلب رسمي من وزارة الاسكان، قبل اصدارها لرخصة البدء في المخطط الاستيطاني الذي يتضمن حفر نفق لربط الحي الجديد، مع المستوطنات القريبة. واعتبر نائب رئيس بلدية القدس، الذي يرأس لجنة التخطيط والبناء التابعة للمدينة، ان الخطة ستعمل على توسيع ما تطلق عليها اسرائيل «القدس الكبرى» من جهة الغرب. وقالت وزارة الاسكان الاسرائيلية، ان هناك حاجة ماسة الى بناء المزيد من المساكن في القدس المحتلة.

ونقلت «هآرتس»، عن مصدر شارك في النقاشات الدائرة بشأن خطط البناء قوله «إن بناء الحي يهدف إلى فصل الأحياء الفلسطينية الواقعة شمال القدس، عن المنطقة الصناعية عطاروت، وذلك على ضوء ازدياد عدد الفلسطينيين الذين يملكون مصالح تجارية في المنطقة الصناعية». ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن وزارة البناء والاسكان امس، انها تجري حاليا دراسة اولية لخطة بناء حي جديد في الجزء الشمالي الشرقي من القدس، مشيرة الى ان مثل هذه الدراسة تجري باستمرار، وبشكل روتيني بالنسبة لمختلف المناطق المخصصة للبناء في المدينة.

وقالت مصادر في وزارة البناء والاسكان لموقع صحيفة «يديعوت احرونوت» على شبكة الانترنت انه من المحتمل ان يتقرر في نهاية الامر تخصيص هذا الحي لسكان عرب وليس لسكان يهود مشيرة الى ان عملية بنائه لن تبدأ خلال السنوات القريبة المقبلة.