بطريرك اللاتين بالقدس: السلام في يد إسرائيل ولا مجال لإقامة دولة دينية

ميشال الصباح
TT

القدس المحتلة ـ ا. ف. ب: اعتبر بطريرك القدس للطائفة اللاتينية ميشال الصباح أمس ان اسرائيل تملك اوراق السلام في المنطقة، رافضا فكرة دولة اسرائيلية ذات طابع ديني.

وقال الصباح في رسالة عيد الميلاد لهذا العام «القوي الذي بيده كل شيء، أي فارض الاحتلال، هو الملزم برؤية ما هو عدل، وبامتلاك الشجاعة لا تباع طرق العدل، إذ ذاك فقط يمكن ان نصل الى السلام».

واضاف ان «قرار صنع السلام سيتخذ هنا. اسرائيل هي التي ستتخذ هذا القرار. اذا قررت اسرائيل اقامة السلام فسيكون هناك سلام». وتابع «ما زلنا ننشد سلاما يبدو مستحيلا. ولكننا نؤمن بان صنع السلام امر ممكن. الفلسطينيون والاسرائيليون قادرون على ان يعيشوا معا بسلام، كل في ارضه، وكل ناعم بأمنه وكرامته وجميع حقوقه». وتدارك «ولكن، لكي يتحقق هذا، على المسؤولين ان يؤمنوا ايضا بان الاسرائيليين والفلسطينيين متساوون في كل شيء، في الحقوق والواجبات، وان طرق الله ليست طرق العنف لا من قبل الدولة ولا من قبل التطرف».

واكد صباح ان «هناك جهدا جديدا للسلام في المنطقة بدأ قبل اسابيع، ولكن نجاحه متوقف على توافر الارادة الصادقة لصنع السلام. حتى الان، لم يكن سلام لانه لم تكن هناك ارادة صادقة لصنعه».

ورفض صباح فكرة دولة اسرائيلية ذات طابع ديني، مؤكدا انها ستفضي الى التمييز. وقال «سمع كلام في هذه الايام عن اقامة دولة دينية في هذه الارض، في ارضنا هذه، وهي مقدسة للديانات الثلاث والشعبين القائمين فيها، لا مجال لاقامة دولة دينية، لأن الدولة الدينية تنفي او تضع في موضع أدنى المؤمنين من أتباع الديانات الاخرى. اي دولة تستثني وتفرق وتسيطر لا تصلح للارض التي جعلها الله مقدسة للبشرية كلها».

واضاف «على القادة الدينيين والسياسيين ان يبدأوا هم فيتفهموا الطبيعة الشمولية لهذه الارض.. قداسة هذه الارض لا تقوم باستثناء دين او اخر بل بمقدرة كل ديانة، مع كل الاختلافات بين الاديان، على تقبل واحترام ومحبة كل سكانها».

وتابع بطريرك اللاتين «تقتضي قداسة هذه الارض ورسالتها الشمولية واجب استقبال حجاج العالم... حق للمسيحيين ان يوجدوا في هذه الارض ويبقوا ويقوموا بالتزاماتهم الدينية فيها. واية دولة تنشأ هنا يجب ان تعلم انها ليست كمثل سائر الدول، بل عليها واجبات خاصة نابعة من قداسة هذه الارض... فتكون كدولة قادرة على الاستقبال المناسب لجميع المؤمنين من جميع الديانات».

وتطالب حكومة ايهود اولمرت الفلسطينيين بالاقرار بـ«الطابع اليهودي» لدولة اسرائيل، الامر الذي يرفضه هؤلاء خشية حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة.

بدورهم، يخشى الاسرائيليون ان تؤدي العودة الكثيفة للفلسطينيين الى تبديل هوية اسرائيل وجعل اليهود أقلية.