«نداء السمارة» يدعو البوليساريو لتبني مبادرة الحكم الذاتي

الجبهة تمدد اجتماعاتها في تيفاريتي 48 ساعة

TT

ناشد «المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية» المغربي، قيادة جبهة البوليساريو، «تحكيم منطق العقل والتاريخ، بالعودة الى أرض الوطن وتبني مبادرة الحكم الذاتي»، في وقت قررت الجبهة تمديد اجتماعاتها المنعقدة في تيفاريتي لمدة يومين آخرين من أجل البت في سياساتها خلال المرحلة المقبلة.

ودعا المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، في نداء أصدره مساء أول من أمس، في ختام أشغال دورته العادية الثانية، المنعقدة بمدينة السمارة، تحت شعار «الحكم الذاتي .. حل نهائي لتحقيق المصالحة والعودة الكريمة»، الصحراويين بمخيمات تندوف أن يحكموا «منطق العقل والتاريخ بالعودة الى أرض الوطن الأم، تلبية لنداء: الوطن غفور رحيم». وجاء في «نداء السمارة»، ان أعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية اغتنموا هذه الدورة التي دامت يومين «لتأكيد افتخارهم واعتزازهم بمساهمتهم الكاملة في بلورة المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي المواكبة اليقظة لجميع مراحلها، باعتبارها حلا يصون السيادة والوحدة الترابية للمغرب، ويحترم خصوصيات سكان الاقاليم الجنوبية، ويراعي المعايير الدولية في مجال الحكم الذاتي، ويضع حدا للمأزق الذي وصل اليه ملف الصحراء، بعد ان تبين للمنتظم الدولي استحالة تطبيق كل المخططات السابقة المتجاوزة». واعتبر المجلس أن هذه «المبادرة التاريخية والشجاعة، هي الوسيلة المثلى، لحل هذا النزاع الذي طال أمده، وانها الخيار الوحيد القابل للتطبيق في اطار الشرعية الدولية». وبعدما أكد المجلس تمسكه بمقترح الحكم الذاتي، استحضر مواقف المنتظم الدولي التي تثمن المبادرة المغربية من خلال القرارين 1754 و1783 اللذين شهدا للمبادرة المغربية، دون سواها، بالجدية والمصداقية، واللذين وضعا حدا نهائيا، وشكلا قطيعة مع جميع المقاربات الفاشلة السابقة لحل قضية الصحراء.

ذكر النداء أن المجلس انكب خلال هذه الدورة على تدارس الوضعية المأساوية التي يعيشها «إخواننا في تندوف، في ظروف قاسية ومعاناة الأسر والاطفال من التشرد والتفرقة، واستغلال وضعيتهم المأساوية لاستجداء الإعانات والمساعدات الدولية، والتلاعب بها، وتحويلها عن أهدافها الإنسانية النبيلة، وجعلها وسيلة للاغتناء والاستغلال الشخصي».

وناشد النداء، قادة البوليساريو «أن يحرروا انفسهم من الافكار التي تجاوزها العصر، وأطروحات الحرب الباردة، المبنية على الفكر الوحيد». وقال النداء: «أهلنا يريدون حلا حقيقيا ويعلمون علم اليقين في المخيمات وأينما وجدوا ان الحل الوحيد الممكن والواقعي، هو مبادرة الحكم الذاتي التي تحفظ ماء الوجه للجميع، لاغالب فيها ولا مغلوب، بل هي انتصار للحق والكرامة والتصالح، ولم الشمل». وعلى صعيد ذي صلة، نفى عضوان بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية صحة ما تردد عن حدوث عمليات اعتقال نفذتها مصالح الامن خلال مظاهرة مزعومة بمدينة السمارة. وقال ابا علي ابا الشيخ، وسيدي حمد الشيكر، العضوان بالمجلس عن إقليم السمارة، أن هذه الأنباء عارية تماما من الصحة.

إلى ذلك، قالت جبهة البوليساريو إنها ستمدد اجتماعاتها المنعقدة تيفاريتي حتى (اليوم) الخميس. ونقلت وكالة الصحافة الصحراوية التابعة للبوليساريو أمس عن محمد خداد المسؤول في الجبهة قوله إن استراتيجية المؤتمر الذي كان يفترض أن ينتهي (أول من أمس) بحاجة إلى مزيد من الوقت، مضيفا ان المؤتمر لم ينته بعد من انتخابات القيادة الداخلية. وأوضح ان عمل المؤتمر يسير بصورة طبيعية وان رئاسته قررت التمديد لمدة 48 ساعة. وأشار الى أن هذا أمر طبيعي لان القوانين تتيح التمديد لمدة يومين إذا لزم الأمر، على حد قوله. وأضاف خداد أن هذا القرار معناه أن أكثر من 1500 مندوب سيقضون عيد الاضحى في مقر المؤتمر بتيفاريتي.

ولم يتطرق تقرير الوكالة الصحراوية إلى قضية التصويت على موضوع العودة للسلاح. وكان مسؤولو الجبهة قالوا إن الأمانة الوطنية للبوليساريو أوصت بتبني سياسة متباينة وأن يبدأ الاستعداد لاستئناف العمل المسلح مع مواصلة المفاوضات في الوقت ذاته.

من ناحية أخرى، عبر ملك اسبانيا خوان كارلوس الأول عن أمله في أن تفضي المفاوضات حول نزاع الصحراء، التي أطلقت على أساس قرار مجلس الأمن رقم 1754، إلى «حل نهائي». وقال العاهل الإسباني خلال تبادل الكلمات لدى استقباله اول من امس، الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مدريد: «نأمل في أن تمكن المفاوضات التي شرع فيها على أساس قرار مجلس الأمن رقم 1754، من إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء الغربية». وأكد ملك اسبانيا، من ناحية أخرى، أن بلاده «تسعى لأن تكون عنصرا فاعلا للسلام والحوار والتضامن الدولي، وخاصة بمنطقة المغرب العربي». وأعرب كذلك عن يقينه بأن بلدان الاتحاد المغاربي «ستتقدم باتجاه اندماج إقليمي أوسع وستعزز الطاقات التي تزخر بها».