مقتل 50 باكستانيا في حادث قطار و14 تلميذا في حادث منفصل

الشرطة تستبعد العمل التخريبي وترجح تداعي سكة الحديد

TT

قُتل أمس ما لا يقل عن 50 باكستانيا وجرح نحو 120 آخرين في حادث قطار في مدينة كراتشي بعد أن خرجت عرباته عن السكة واصطدمت ببعضها. ورجح رجال الشرطة أن يكون عدد الركاب القتلى الذين كانوا يتجهون الى قراهم للاحتفال بعيد الاضحى، أكثر بكثير من العدد الذي أعلن عنه حتى الآن. واوضح ضابط اخر في الشرطة المحلية مستقيم احمد لوكالة الصحافة الفرنسية ان القطار كان يسير على الخط الذي يربط بين المدينتين الباكستانيتين الكبيرتين، كراتشي في الجنوب ولاهور في الشمال الشرقي، عندما خرج عن سكته قرابة الساعة 25،2 بحسب التوقيت المحلي (25،21 توقيت غرينتش) في بلدة مهربور على بعد حوالي مائتي كلم شمال شرق كراتشي.

واكد المسؤول في سكك الحديد الباكستانية اسد سعيد ان 15 مقصورة من المقصورات الـ17 التي يتألف منها قطار «كراتشي اكسبرس» خرجت عن سكتها، واتى الحادث على سبع منها على الاقل بشكل شبه كلي وقد تداخلت ببعضها البعض لدى خروجها من سكتها. واكد سعيد «لم يكن هناك عمل تخريبي»، موضحا «ان الاستنتاجات الاولية تدل على تفكك لحام يربط سكتين ببعضهما»، واشار الى ان ذلك يحدث احيانا في الشتاء.

وعمل رجال الانقاذ بمساندة الجيش والعديد من سكان المناطق المجاورة طوال الليل على اجلاء الجرحى وانتشال الجثث على الرغم من البرد القارس. واستبعد مسؤول كبير في الشركة العامة للسكك الحديد اسد سعيد امكانية العمل التخريبي، وقال ان «وصلة في القضبان كان قد تم لحامها لكنها انكسرت... فهي تنكمش في الشتاء».

وبذلت فرق الانقاذ جهودا كبيرة للوصول الى مقصورة دمرت كليا تحت مقصورة أخرى، وكانت فرق الانقاذ قد عجزت حتى وقت متأخر من مساء امس من بلوغها. وقال ضابط الشرطة غلام قدير: «انها لحظات صعبة للغاية، فالناس محاصرون في حطام المقصورات ورجال الشرطة يسحبون الموتى والجرحى وهم مغطون بالدماء».

وروى احد الناجين وهو تاجر في كراتشي يدعى شهيد خان ويبلغ من العمر 24 عاما: «كان النعاس يسيطر علينا عندما ايقظتنا ضجة هائلة... فطرنا في الهواء ثم تحطمت مقصورتنا. زحفنا وتمكنا من الخروج من المقصورة قبل ان نبدأ بمساعدة الاخرين».

وقال محمد اقبال أحد الركاب المصابين وهو راقد على القضبان: «فجأة بدأ القطار يهتز بعنف وسقطنا... كان الظلام دامسا. ورقدنا على القضبان لثلاث أو أربع ساعات».

وتناثرت الحقائب وعجلات العربات والحطام في ارجاء المكان في أرض زراعية على مسافة 300 كيلومتر شمال كراتشي. وحمل جنود من معسكر قريب للجيش الجرحى على محفات وتجمهر المئات عند الموقع.

واثر وقوع الحادث أطلقت المساجد القريبة نداءات مساعدة من السكان القريبين من مكان الحادث. وقال محمد جمال احد القرويين لوكالة رويترز: «في بادئ الامر لم يكن هناك عمال انقاذ من الحكومة او جهات خاصة، قمنا بالعمل وحدنا... استخدمنا الفوانيس والكشافات لاخراج الناس».

وترجع أغلب خطوط السكك الحديدية في باكستان الى عهد الاحتلال ولم توجه استثمارات تذكر لتحديثها او مد خطوط جديدة، ولذلك فان حوادث القطارات في باكستان تعتبر كثيرة نسبيا، خصوصا ان شبكة السكك الحديد في حالة متداعية وغالبا ما تكون المقصورات مكتظة ما يتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا. والحادثان الاكثر دموية وقعا في عام 2005 في ولاية السند ايضا، حيث ادى تصادم قطارين الى سقوط اكثر من 250 قتيلا، وفي عام 1990 لقى اكثر من 350 شخصا حتفهم في حادث اخر.

وفي حوادث سير أيضا، قتل ما لا يقل عن 14 تلميذا أمس عندما اصطدمت شاحنة بعربة كانت تقل الاطفال في إقليم البنجاب شرق باكستان.

وقالت قناة جيو إن العربة كانت تقل أطفالا تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاما إلى مدرستهم عندما قفزت الشاحنة التي كانت تسير بسرعة كبيرة فوق العربة الصغيرة في بلدة باتوكي الواقعة على بعد نحو 70 كيلومترا جنوب لاهور عاصمة الاقليم.

ولقي 11 طفلا وسائق العربة الصغيرة مصرعهم في الحال، كما توفي ثلاثة أطفال آخرين في المستشفى، وهناك خمسة أطفال آخرين في حالة خطيرة.