الأحزاب البلجيكية تتوصل إلى الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية

حزب فرنكوفوني يقتنع بالانضمام إلى الحكومة بعد أكثر من 6 أشهر من المفاوضات

TT

بعد أكثر من ستة أشهر من مفاوضات متعثرة، تمكنت الاحزاب البلجيكية أمس من الاتفاق على تشكيل ائتلاف حكومي جديد يقود البلاد بشكل مؤقت حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي حول حكومة دائمة، لتنتهي أزمة من أسوأ الازمات التي تعصف بالبلاد وكادت أن تهدد كيانها.

وتوصل رئيس الوزراء البلجيكي غي فيرهوفشتات الى حل عقدة تشكيل الحكومة باقتراح حكومة انتقالية تضم خمسة احزاب. وقال كورت دوبوف الناطق باسم فيرهوفشتات ان «رئيس الوزراء تمكن من حلحلة الوضع».

وبعد مفاوضات اخيرة اقنع فيرهوفشتات الحزب الديمقراطي المسيحي الفرنكوفوني بالانضمام الى الفريق الحكومي. وكان موقف هذا الحزب يعرقل التوصل الى اتفاق نهائي. وسينضم هذا الحزب تاليا الى الديمقراطيين المسيحيين الفلامنك والليبراليين الفلامنك والفرنكوفونيين، فضلا عن الاشتراكيين الفرنكوفونيين.

ويفترض ان تتسلم الحكومة الانتقالية هذه التي سيرأسها فيرهوفشتات مهامها في غضون ايام قليلة. ومن شأن هذه الحكومة ان تحل المشاكل الطارئة، التي تواجهها البلاد مثل تراجع القدرة الشرائية. اما تشكيل حكومة عادية فهو رهن باتفاق اوسع، تعذر التوصل اليه حتى الان بين الفرنكوفونيين والفلامنك حول اصلاح المؤسسات البلجيكية لمنح استقلال ذاتي اكبر للمناطق، وهو امر تطالب به الاحزاب الفلامنكية ويخشاه الفرنكوفونيين الذين يرون فيه بداية النهاية لدولة بلجيكا. ويفترض ان تبدأ المفاوضات حول هذه المسألة في الاسابيع المقبلة.

ومع ان تشكيلة الحكومة الانتقالية لا تعطي بالضرورة فكرة عن تشكيلة الحكومة النهائية، بيد انها تمثل غالبية ثلثي مجلس النواب البلجيكي، وهي العتبة الدنيا لتمرير تعديل دستوري بات لا مفر منه على المدى الطويل.

وحسب العديد من المراقبين في بروكسل، فان ملف موازنة الدولة سيكون احد أهم التحديات امام الحكومة المؤقتة، فضلا عن ملفات اخرى تحتاج الى سرعة البت فيها، ومنها قضايا اجتماعية وقانونية واقتصادية وغيرها.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان رئيس الوزراء غي فيرهوفستاد المكلف من جانب ملك بلجيكا البرت الثاني، الذي كان حزبه قد خسر في الانتخابات النيابية الاخيرة منذ 6 أشهر، سيتولى قيادة الحكومة.

يذكر ان بلجيكا تتكون من ثلاث مناطق رئيسية: المنطقة الفلامنكية القريبة من الحدود مع هولندا، ويتحدث سكانها اللغة الفلامنكية القريبة من الهولندية، ويشكلون اكثر من نصف سكان البلاد، والمنطقة الوالونية القريبة من الحدود مع فرنسا ويتحدثون الفرنسية ويشكلون ما يقرب من 40% من سكان البلاد.

وتضم منطقة بروكسل سكانا من الجانبين الفلامنيكيين والوالونيين، وفيها الهولندية والفرنسية لغتان رسميتان، وهناك منطقة صغيرة بالقرب من الحدود الالمانية تشكل نسبة 1% من سكان البلاد ويتحدثون اللغة الالمانية الى جانب الفرنسية.