الطيران الحربي التركي يشن هجمات جديدة شمال العراق

مسعود بارزاني: الغارات هدفها كردستان

حارسان كرديان يعملان الى جانب الحكومة التركية ينفذان دورية راجلة في قرية بالقرب من الحدود العراقية أمس (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثاني على التوالي شن الطيران الحربي التركي غارات جوية مكثفة على عدد من القرى في جبال شمال العراق تقول أنقرة ان مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي يتحصنون بداخلها. وقال مسؤول كردي رفيع في حكومة اقليم كردستان انها ستواصل اتخاذ جانب الحياد في الصراع بين انقرة وحزب العمال الكردستاني، غير انه حذر من اعتبار الهجمات التركية «جريمة» إذا ما طالت شعب اقليم كردستان. وشملت الغارات قرى سفح جبل كاروخ المطل على قصبة راوندوز التابعة لمحافظة اربيل وقرى منطقة ساوسيكان وحوض دندي. ولم يعرف حجم الخسائر الناجمة عن تلك الغارات. وقال جبار ياوار المتحدث باسم قوات الامن الكردية (البيشمركة) في العراق لوكالة انباء الاناضول التركية شبه الرسمية، ان طائرات تركية قامت اولا بجولات استطلاع حول جبل قنديل على الحدود بين العراق وتركيا، حيث المقر العام لمسلحي حزب العمال الكردستاني، قبل ان تقصف عددا من المواقع. وأضاف المسؤول الكردي انه لا يملك معلومات مفصلة عن هذه الغارة الجديدة. ونقلت قناة «ان. تي. في» الاخبارية عن المسؤول نفسه، ان ثلاث مقاتلات تركية شنت غارة على منطقة راوندوز القريبة من جبل قنديل في منطقة غير مأهولة. ولم تؤكد هيئة الاركان التركية هذه المعلومة.

ودان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الهجمات وجدد الدعوات من أجل حل سلمي. وقال لمجموعة من الاسر في تصريحات أذاعها تلفزيون كردستان الذي يبثه حزبه «هذه الضربات اليومية غير مقبولة.. ان هدفها ليس فقط حزب العمال الكردستاني ولكن هدفها فكرة وجود منطقة كردية تتمتع بالاستقلال». وأضاف «هذه المشكلة لا تحل عسكريا ولكننا مستعدون لكل الحلول السلمية. وأتيت هنا لأشكركم على صبركم ولكي أطمئنكم بأننا سنعيد بناء المناطق الحدودية وبأن الوضع لن يستمر على هذا النحو».

وأفاد شهود عيان من القرويين في المنطقة، ان الطائرات التركية حلقت فوق قرى ليوزي واينزي وبوكريسكان وكورتك وقندول وقلاتوكان وقرى سفح جبل كاروخ، وغيرها من قرى المنطقة التي كانت قد تعرضت للدمار شبه الكامل في الغارات التي شنتها الطائرات التركية منتصف الشهر الحالي.

وأكد عبد الله ابراهيم مدير ناحية سنكسر، ان تحليق الطائرات التركية في سماء المنطقة خلق حالة من الذعر والفزع لدى سكان القرى «المنكوبة» الذين نزحوا من ديارهم باتجاه المناطق التابعة لقصبة قلعة دزة.

من جهته، قال الناطق باسم حكومة اقليم كردستان جمال عبد الله، ان لجانا خاصة اوفدت الى قرى مناطق برواري بالا ونيروة وريكان التي تعرضت للقصف الجوي التركي اول من أمس، لحصر وتقدير حجم الخسائر الناجمة عن القصف. وقال إن حكومة الاقليم لن تعلن عن حجم الخسائر، الا بعد انتهاء العمليات الجوية مراعاة للدقة.

وكرر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» الموقف الرسمي لحكومة الإقليم من الصراع الدائر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني التركي المحظور. وقال إن حكومته تتخذ «جانب الحياد طالما، بقي الصراع مقتصرا على الطرفين ولكن لو تطور الامر ليطال المدنيين في الاقليم، لا قدر الله، فإن حكومة الاقليم ستعتبر ذلك جريمة بحق شعب كردستان». وأضاف عبد الله ان السلطات في الاقليم لديها قناعة تامة بأن «تركيا لن توجه حربها الدائرة مع حزب العمال باتجاه اقليم كردستان وتجربته السياسية، لا سيما وأن الحكومة التركية كانت قد أعلنت منذ اندلاع الأزمة بأنها لا تستهدف اقليم كردستان وشعبه، بل تطارد حزب العمل المعارض لها». وأضاف ان «المصالح التركية تستدعي عدم مهاجمة الاقليم نظرا للمعادلات السياسية الشائكة في المنطقة، ابرزها المصالح والمشروع الاميركي الداعي الى تحقيق الاستقرار في العراق، وعدم اعطاء المبرر لدول أخرى بمهاجمة العراق، فضلا عن كون اقليم كردستان جزءا من الأراضي العراقية، وأن أي اجتياح لأراضيه يعني اجتياحا للأراضي العراقية، وهو ما تحرص تركيا على تفاديه».

من جهته، قال الجيش التركي في بيان ان حصيلة الهجمات ستعلن خلال الأسبوع المقبل، مؤكدا ان العمليات ضد المقاتلين الاكراد ستتواصل رغم الاحوال الجوية القاسية في هذه المنطقة الجبلية في فصل الشتاء. واضاف الجيش «سنبرهن على مدى فاعلية العمليات (العسكرية) التي تستهدف المنظمة الارهابية».