مصر: الإفراج عن 60 من قيادات «الجهاد» على خلفية مبادرة التنظيم لوقف العنف

بعد مراجعات الدكتور فضل واتهامه بعض «المجاهدين» بالتحول إلى مرتزقة يحاربون بالوكالة عن دول تعادي أوطانهم

TT

كشفت مصادر أصولية مطلعة في القاهرة لــ«الشرق الأوسط» عن أن السلطات المصرية، أطلقت نحو 60 من معتقلي تنظيم الجهاد الأصولي بينهم اثنان من كبار قيادات التنظيم، وذلك على خلفية المراجعات الفكرية التي أطلقها منظر التنظيم الدكتور سيد إمام الشريف من داخل محبسه الشهر الماضي.

وقال منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية، إن من بين المفرج عنهم هشام أباظة وهو أحد قياديي الجهاد في محافظة الشرقية (85 كيلومتراً من القاهرة)، وأنه سبق اتهامه في قضية الانتماء لتنظيم الجهاد التي أعقبت اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وحصل فيها على البراءة، كما تم اتهامه في قضية طلائع الفتح عام 93، وحصل فيها أيضا على البراءة، بينما ظل معتقلا لنحو 14 سنة حتى خروجه.

وأضاف الزيات أن من بين المفرج عنهم أيضا القيادي شريف فزاع من محافظة المنيا بصعيد مصر، وأنه سبق وأن صدر ضده حكم بالحبس عشر سنوات في قضية خان الخليلي عام 97.

واعتبر الزيات الإفراج عن هذه المجموعة، خطوة إيجابية وصفها بالمهمة في إطار تصفية ملف معتقلي الجهاد بعد مراجعات الشريف أسوة بما حدث مع معتقلي الجماعة الإسلامية عقب إطلاق مراجعاتهم الفكرية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تحقق الطمأنينة لدي كل المتشككين من وثيقة الشريف.

وكانت السلطات الأمنية مهدت لإطلاق مراجعات الشريف بالإفراج عدد كبير من قيادات ورموز الجهاد كان على رأسهم صالح جاهين، واحمد يوسف، ومحمد أبو الحديد، وأسامة قاسم، وعبد الرؤف أمير الجيوش وآخرون، ثم قامت السلطات قبيل عيد الأضحى المبارك بالإفراج عن مجموعة ضمت نحو 200 من معتقلي الجهاد، فيما تشير تقديرات لأصوليين أن نحو 2000 من عناصر التنظيم ما زالوا في السجون، ومن بينهم بعض القادة مثل أنور عكاشة ونبيل نعيم عبد الفتاح وسعيد سلامة، علاوة على الرافضين لمبادرة التنظيم لوقف العنف، وفي مقدمتهم أحمد سلامة مبروك، ومجدي سالم ومحمد الظواهري، بالإضافة لكل من عبود الزمر الزعيم الأسبق للتنظيم، وابن عمه طارق الزمر. وكان الدكتور سيد إمام الشريف المعروف باسم الدكتور فضل أطلق مبادرته عن ترشيد الجهاد في مصر والعالم أعلن فيها ما يشبه انقلابا علي فكر الجهاد، حيث أفتي بتحريم القتل على الجنسية والمذهب وبسبب لون بشرتهم وشعرهم، وقال إن الجهاديين يعودون إلى كتب السلف من دون علم بتغير الأزمان والأحوال، وانه لا يجوز قبول ما ينشر على الإنترنت لدعوة المسلمين إلى الصدام مع غيرهم، وأكد أن الاستيلاء على الأموال حرام والجهاد المموّل بها باطل، ودعا المسلمين بعدم السماح لأحد من (الجُهَّالْ ومدمني الشعارات) لاستفزازهم والدخول معهم في صدام ليسوا مؤهلين له، وقال لا يجوز دفع المسلمين إلى مواجهة غير متكافئة.

وأكد فضل في مراجعاته أن بعض المجاهدين تحولوا إلى مرتزقة يحاربون بالوكالة عن دول تعادي أوطانهم، وشدد على أنه حتى السلطان الكافر لا يجب الخروج عليه عند العجز أو غلبة المفاسد، مشيرا إلى تحريم الاعتداء على السياح، والأجانب في بلادنا، وقال إن السياحة مشروعة رغم ما قد يرتكبه بعض السياح من المنكرات، وأنه لا يجوز الاعتداء على الأجانب في بلادهم حتى لو اعتدت حكوماتهم على أوطاننا، لافتا إلى أن معاقبة الكافر تُمنع إذا ترتب عليها مفسدة محتملة، وان أقباط مصر وكل الأقليات الدينية ليسوا ذميين، بل مواطنون، ومن الواجب شرعاً معاملة المسيحيين بالحُسنى وعدم إيذائهم.

وأشار فضل إلى أن الجهاد لا يعتمد على الأحكام الفقهية فقط، إنما على الخبرة العسكرية والتكافؤ في القوة، وقال انه لا يجوز الجهاد من دون إذن ولي الأمر، وأن القادة الحقيقيين مكانهم في الصفوف الأمامية، وليس في المغارات النائية تحت حماية القبائل وأجهزة الاستخبارات، لافتا إلى أن مبدأ السمع والطاعة يعني إلغاء الإسلاميين عقولهم، معتبرا أن الله يخذل الجماعات الإسلامية لأنها تقول ما لا تفعل، وقال: على الحكام الانصراف عن أفكار القومية العربية، وتحكيم الشريعة ومحاصرة الفساد.