أبو الغيط وريتشاردوني يبحثان ترتيبات زيارة بوش للقاهرة

سفير أميركا يعتقد أن المعونة ستبقى كما هي

TT

بحث السفير فرانسيس ريتشاردوني سفير الولايات المتحدة بالقاهرة وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، ترتيبات زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش إلى مصر، والمقرر إتمامها منتصف شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، ضمن جولة له تشمل عددا من دول الشرق الأوسط، لبحث سبل تقوية العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، بجانب بحث عملية السلام وسبل دفعها للأمام. وصرح ريتشاردوني عقب اللقاء، بأنه بحث مع أبو الغيط تفاصيل زيارة بوش لمصر، كما تم التباحث حول عدد من المسائل الأخرى. وحول موضوع تعليق مائة مليون دولار من المساعدات لمصر من جانب الكونغرس، والمتوقع من الإدارة الاميركية في هذا الشأن، أعرب ريتشاردوني عن اعتقاده بأن المساعدة العسكرية والاقتصادية لمصر سوف تستمر، وقال «إنه بالنسبة لمشروع قانون الكونغرس الجديد بهذا الشأن فإن الإدارة سوف تدرسه بشكل جيد، وكذلك الشروط المدرجة في مشروع القانون، ثم تأخذ قرارها بعد ذلك. وعما إذا كان قرار الكونغرس بتعليق مائة مليون دولار من المساعدات لمصر بمثابة استخدام لسلاح العقوبات ضد مصر، في حين أن واشنطن فشلت في معاقبة إيران، قال ريتشاردوني معلقاً «إن المساعدة الاقتصادية والعسكرية لمصر ليست سلاحا، وليست نوعا من الضغط على مصر، لكن واشنطن تريد أن تكون هناك نتائج إيجابية للمساعدات العسكرية والاقتصادية في مصر، وتريد واشنطن التنمية الاقتصادية وتقوية الدفاع والأمن القومي المصري، لأن الأمن في مصر واستقرارها من مصلحة الجانبين المصري والأميركي. وأضاف أن واشنطن تريد أيضاً أن ترى في نفس الوقت تقدماً ديمقراطياً في مصر في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وقال «إن أحد أهداف المعونة هو تأييد مصر فى الطريق نحو التقدم الديمقراطي وحقوق الإنسان، وهذا ليس أمراً جديداً بالنسبة لأهداف المعونة. وحول تغيير أسلوب تحقيق أهداف المعونة من أسلوب الحوافز والتشجيع إلى أسلوب تعليق جزء من المعونة، قال ريتشاردوني «لا بد من دراسة مشروع القانون الجديد بشكل جيد، ثم تتخذ الإدارة قرارها بعد ذلك». وأوضح أن الرئيس جورج بوش لم يقم بتوقيع هذا القانون، وما زال يدرسه قبل اتخاذ قراره في غضون فترة خمسة وأربعين يوما على الأقل من صدور مشروع القانون. وحول إصرار إسرائيل على التمسك بالاستيطان فى الضفة الغربية قال ريتشاردوني «إن الموقف الأميركي كان قويا في ما يتعلق بموضوع الاستيطان، حيث أوضحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن أي طرف يحاول فرض حلول مسبقة لن يحقق النجاح.. وقد رفضت رايس تلك الأفكار الإسرائيلية بشكل واضح. وعما إذا كانت زيارة بوش لمصر ستقتصر على مباحثاته مع الرئيس حسني مبارك أعرب السفير ريتشاردوني عن اعتقاده بأن اللقاء الرئيسي خلال الزيارة سيكون مع الرئيس حسني مبارك، كما أنه من المتوقع أن يلتقي كبار المسؤولين المرافقين لبوش مع المسؤولين المصريين. وحول موضوع المستوطنات الإسرائيلية واتخاذ إسرائيل إجراءات عملية لوقفها قال ريتشاردوني «إننا في بداية طريق طويل صعب بالنسبة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لكن واشنطن ملتزمة بهدف إقامة دولتين تعيشان بسلام وأمن..» وأضاف «أن هذا طريق طويل وقد بدأنا نسير فيه بمساعدة مصر.. وهناك اتصالات مستمرة لتحقيق هذا الهدف». وفيما يتعلق بتغيير المبعوث الأميركي في السودان، وما إذا كان يعكس تغيرا فى الموقف الاميركي وسياسة واشنطن تجاه السودان أكد ريتشاردوني أنه لا توجد سياسة أميركية جديدة تجاه السودان، مشيراً إلى أن واشنطن تريد وجود قوات دولية فى دارفور لحفظ السلام، وأن تلتزم حكومة السودان بالقانون الدولي، في ما يخص الموقف فى دارفور والجنوب.. وشدد على أنه لا يوجد تغيير في أهداف السياسة الأميركية في السودان. وحول لبنان وتحذير الرئيس بوش من مغبة عدم حل المشكلة هناك ووجود انتقادات من أطراف في المنطقة للدور الاميركي في لبنان، لكونه يعرقل التوصل لحل، نفى ريتشاردوني ذلك، مؤكداً أن بلاده تؤيد وتدعم الديمقراطية في لبنان وتؤيد الحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطياً والموجودة في لبنان.. كما أن واشنطن ترفض أي تدخل من الخارج لعرقلة انتخاب الرئيس اللبناني. وحول إصرار بوش على حل مسألة انتخاب الرئيس اللبناني عن طريق أغلبية (النصف زائد واحد) قال ريتشاردوني، إن هذا الحل جاء من اللبنانيين أنفسهم. وأضاف أن الولايات المتحدة لم تخترع هذا الحل (النصف زائد واحد) ولكن اللبنانيين في الحكومة والمعارضة هم من يتباحث بشأنه.

وعن إمكانية عقد اجتماع قريب لما يسمى اللجنة الثلاثية المصرية الأميركية الاسرائيلية بشأن موضوع حفر الانفاق والتهريب على الحدود مع غزة، قال السفير ريتشاردوني أنه ليس لديه معلومات عن وجود مثل هذه اللجنة.