غضب في القاهرة لاعتقال مبعوث الأزهر في الفلبين بتهمة الإرهاب

الأزهر يؤكد أن اعتقاله خطأ ويتوقع إطلاقه

TT

أثار اعتقال مبعوث الأزهر في الفلبين الشيخ محمد السيد أحمد موسى، غضبا في القاهرة على المستويين الدبلوماسي والديني، حيث لمحت وزارة الخارجية المصرية إلى احتمال سحب مبعوثي الأزهر من الفلبين، فيما قال الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، انه يتابع شخصيا القضية، موضحا أنه تم تكليف محام للدفاع عنه، فيما نسب إليه من تهم غير صحيحة. واعتقلت السلطات الأمنية في الفلبين الشيخ موسى يوم الأربعاء الماضي، وقامت بتفتيش مسكنه لاشتباهها في صلته بـ(الإرهاب)، واتهمته بالتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في أعياد الميلاد‏. وقال مسؤول بالشرطة المحلية إن «قوات الأمن عثرت خلال عملية التفتيش على جهاز للتفجير عن بعد وعدد من كتيبات خاصة بجبهة مورو الانفصالية للتحرير، وهي جماعة متمردة تقاتل لتأسيس دولة إسلامية في جنوب الفلبين»‏.‏ من جانبه، قال السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، إن وزارة الخارجية تتابع واقعة القبض على الشيخ موسى مبعوث الأزهر للفلبين‏، مشيرا إلى أن المبعوث المصري يواجه اتهامات بحيازة مواد وأدوات يمكن استخدامها في تصنيع المتفجرات‏. ‏وأضاف أن السفيرة المصرية في الفلبين سلوى مفيد التقت عددا من المسؤولين بالخارجية الفلبينية مختصين بشؤون الأمن للوقوف على ملابسات القبض على الشيخ موسى، وتأمين كل حقوقه في معاملة طيبة وسرعة إجراء التحقيق معه‏. وشدد على أن السفيرة حذرت المسؤولين من أن التهم الموجهة لمبعوث الأزهر، التي ينفيها بشدة، يمكن أن تؤثر على مجمل وجود مبعوثي الأزهر في الفلبين، الذين يقومون بواجبهم هناك في إطار التعاون بين البلدين‏. وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، انه يتابع شخصيا قضية اعتقال الشيخ موسى، مشيرا إلى أنه تم تكليف محام للدفاع عنه في ما نسب إليه من تهم غير صحيحة. وأعرب شيخ الأزهر في تصريحات صحافية له أمس، عن أمله في أن يتم الإفراج عن مبعوث الأزهر المعتقل خلال اليومين المقبلين، مؤكدا أنه اعتقل عن طريق الخطأ. وأشار الدكتور طنطاوي إلى انه يتابع مع وزارة الخارجية كل التطورات المتعلقة بمبعوث الأزهر في الفلبين، وأنه طلب التنسيق مع السفارة المصرية في الفلبين لضمان كافة حقوقه وضمان توفير معاملة آمنة وطيبة له في إطار العلاقات الطيبة بين البلدين. في الوقت ذاته أكد وكيل الأزهر الشيخ عبد الفتاح علام، أن الشيخ موسى اعتقل بطريق الخطأ أثناء وجوده في إحدى السيارات، موضحا أن السلطات الأمنية لم تتأكد من شخصيته في حينه. وأضاف في تصريحات له أمس، «نظرا لان اليوم (أمس) إجازة رسمية في الفلبين فسيتم تأخير الإفراج عنه ليوم غد (اليوم الاثنين) وقد يفرج عنه في غضون ساعات قليلة مقبلة بعد دفع الكفالة اللازمة وعرضه على السلطات القضائية. ونفى وكيل الأزهر وجود أي أساس لاتهام الشيخ موسى بالإرهاب، وقال «يتم اختيار مبعوثي الأزهر للعمل في الخارج لنشر وسطية واعتدال الإسلام والحث على نبذ العنف والإرهاب، وفق قواعد وشروط تضمن كفاءة وقدرة المبعوث على تحمل تلك المسؤولية».

وأشار إلى أنه لم يسبق توجيه اتهامات لأي مبعوث للأزهر، وقال «كل الدول التي تستقبل مبعوثي الأزهر تشيد بدورهم في نشر الدين الصحيح ونبذ أي عنف والالتزام بمبادئ الدين الحنيف».