تايلند: حزب سلطة الشعب يتقدم في الانتخابات النيابية

مؤشرات على فوزه بمعظم مقاعد البرلمان

مواطنة مسلمة من جنوب تايلند في انتظار التصويت في الانتخابات النيابية (إ.ب.أ)
TT

أوضحت نتائج استطلاعين لاراء الناخبين أثناء خروجهم من اللجان الانتخابية، ان حزب سلطة الشعب وأغلب أعضائه من المؤيدين لرئيس الوزراء التايلندي المخلوع تاكسين شيناواترا، فاز بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت في تايلند امس.

ولكن الاستطلاعين اختلفا بشكل كبير في تحديد حجم فوز حزب سلطة الشعب. وقال أحدهما ان الحزب فاز بما يصل الى256 مقعدا، في البرلمان المؤلف من480 مقعدا ليحقق أغلبية ساحقة، في حين أوضحت نتيجة استطلاع الرأي الثاني، ان الحزب حصل فقط على202 مقعد، تماشيا مع نتائج معظم استطلاعات الرأي التي جرت قبل الانتخابات، مما يعني أنه سيتحتم عليه الاتفاق مع حزب واحد آخر على الاقل صغير لتشكيل حكومة ائتلافية. وبدأ التصويت في 85 ألف مركز اقتراع في أنحاء البلاد، الساعة الثامنة صباحا وانتهى الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي. ومن المتوقع إعلان النتائج غير الرسمية قبل منتصف الليل.

والمنافسان الأساسيان في انتخابات امس، هما حزب سلطة الشعب وبرنامجه الانتخابي الرئيسي هو إعادة شيناواترا إلى تايلند ومثوله أمام محاكمة عادلة لتهم متعددة بالفساد موجهة ضده، والحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي خلال الفترة المثيرة للجدل التي تولى خلالها شيناواترا رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 2001 و2006 قبل الاطاحة به في انقلاب عسكري في 19 سبتمبر (أيلول) 2006. وطبقا لاستطلاع رأي سوان دوسيت عقب التصويت، حصل حزب سلطة الشعب على 256 من إجمالي 480 مقعدا متنافسا عليها، وجاء الحزب الديمقراطي في المركز الثاني، وحصل على 162 مقعدا. في حين أن استطلاع رأي آخر قامت به هيئة «إيه بي إيه سي»، قال إن حزب الشعب حصل على 202 مقعد والحزب الديمقراطي على 146 مقعدا، وحصلت أحزاب عديدة من الاحزاب متوسطة الحجم على أكثر من 40 مقعدا.

وفي حالة فوز حزب الشعب بأغلبية المقاعد سيكون له الاختيار الاول في تشكيل حكومة ائتلافية، ولكن في حال فشله في ضمان وجود شركاء معه ربما تنتقل الصدارة إلى الديمقراطيين.

والنتائج الأولية عن طريق استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع لا تزال علما غير دقيق في تايلند. وقال سويت خونكيتي زعيم حزب بيو باندين، الذي فاز بعشرة مقاعد طبقا لسوان دوسيت و42 مقعدا طبقا لايه بي إيه سي «إنها فقط مجرد نتائج، وفقا لاراء الناخبين بعد الخروج من مراكز الاقتراع والنتيجة لا تزال غير واضحة».

ويرأس حزب سلطة الشعب ساماك سوندارافج، 72 عاما، السياسي التايلندي المخضرم ذو التاريخ اليميني الذي قدم نفسه على أنه مرشح ثاكسين وشن حملته الانتخابية على وعد باستمرار السياسات الشعبوية، التي قدمها حزب «تاي راك تاي» المنحل وضمان عودة رئيس الوزراء السابق.

وقد انتقل ثاكسين الملياردير قطب الاتصالات السابق من ضيعته في لندن إلى شقته الفاخرة في هونغ كونغ لمراقبة الانتخابات. وذكرت انباء أن ثاكسين يأمل في العودة إلى تايلند يوم 14 فبراير (شباط) المقبل.

وشن الحزب الديمقراطي، الذي يرأسه أبهيسيت فيجاجيفا، 43 عاما، السياسي الليبرالي خريج جامعة أوكسفورد حملته الانتخابية بناء على سجله النظيف، وأنه المرشح الافضل لقيادة تايلند من تراجعها السياسي والاقتصادي الحالي. ويحق لأكثر من 8.45 مليون شخص التصويت في تايلند خلال انتخابات اليوم. وأدلى نحو ثلاثة ملايين شخص بأصواتهم في عمليات تصويت للغائبين وعمليات تصويت مبكرة أجريت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وقال رئيس لجنة الانتخابات أبيتشارت سوكاكانول إن هناك 914 شكوى من عمليات شراء أصوات، خلال فترة الحملة الانتخابية التي قد تقود إذا تم التأكد منها إلى إجراء انتخابات فرعية بعد عملية التصويت امس. وأعرب العديد من الناخبين عن ارتياحهم امس من إعادة العمل ببعض مظاهر الديمقراطية في تايلند. يذكر أن تايلند شهدت 18 انقلابا منذ الإطاحة بالملكية المطلقة عام 1932 ليحل محلها نظام ديمقراطي فى ظل ملكية دستورية.