الإرهاب يعيد «الحدود الشمالية» السعودية إلى دائرة الأضواء

السياج الأمني يمنع التسلل عند اكتماله في 2009

TT

أعاد الإرهاب مجددا منطقة الحدود الشمالية إلى الأضواء، بإلقاء القبض على عدد من الخلايا الإرهابية، تضم أفراداً كانوا متحصنين هناك. وتكتسب منطقة الحدودِ الشماليةِ أهمية كبرى، إذ أنها أكثر المناطق الحدودية حساسية وأهمية في السعودية. وتقع منطقة الحدود الشمالية في أقصىِ شمال السعودية، وهي تمتد على طول الحدودِ الدوليةِ للعراق والأردن، وتغطّي تقريباً 125 ألف كيلومترِ مربّعِ، أي ما يمثل 5.6 في المائة مِنْ إجمالي السعودية، وتتكون من منطقتين رئيسيتين هما: رفحا والطريف، بالإضافة إلى مركز المنطقة وهي مدينة عرعر، وهناك 18 مركز إداري في المنطقة، وعدد سكانها حوالي 271 ألف نسمة. والموقع الاستراتيجي للمنطقة يجعلها من أهم الممرَّاتِ الدوليةِ في السعودية، فهي تقع على الطريق الرابط بين دول الخليج العربي والأردن وسورية ولبنان، ويعتبر خطّ أنابيب النفط (خَطّ حنفية) الذي يمر في المنطقة شريان حياة منطقة الحدود الشمالية، التي تزخر أيضا ببعض الثروة المعدنية والمصانعِ التي تنتج المواد الإنشائيةَ والمواد الكيماوية والبلاستيك، وهناك أرض مَزْرُوعة أيضاً تحتل حوالي 15 ألف هكتار ومن أهم المنتجات الزراعية الحبوب، الخضار، الفواكه والنخيل، كما تضم ثروة حيوانية ومنتجات الدواجن.

ومن مساعي الحكومة السعودية تطوير منظومة قوات حرس الحدود لتأمين كافة حدودها البرية والبحرية، وتعتزم السعودية إقامة سياج أمني على الحدود الشمالية للبلاد، وهو مرحلة أولى لمشروع أكبر يهدف إلى نشر السياج الأمني على كافة الحدود البرية السعودية. وقد أعلن اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، أنه يتم الانتهاء من بناء مشروع السياج الأمني في مرحلته الأولية المزمع إقامته على طول الحدود الشمالية للبلاد في عام 2009، وقال التركي في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم البدء في تنفيذ مشروع السياج الأمني، في العام المقبل، وذلك بعد الانتهاء من التفاصيل الفنية المتعلقة بترسية العقود على الشركة المنفذة.

وطرحت وزارة الداخلية، مشروع بناء السياج الأمني على حدود البلاد الشمالية في مناقصة عامة، وفقًا للتركي، الذي قال: إنه يأتي كمرحلة أولى في المشروع التطويري لقوات حرس الحدود السعودية. وقال التركي عن المشروع، إنه يختص ببناء سياجات فاصلة على الحدود السعودية المتاخمة للمناطق الشمالية منها، ودعمها بتقنيات متطورة لمساندة قوات حرس الحدود في كشف أية محاولات للتسلل عبر الأراضي السعودية.

وأشار التركي إلى وجود مرحلة لاحقة، تختص بتطوير قوات حرس الحدود في بلاده، لتحديث المعدات المستخدمة في تنفيذ مهامها، ومن المنتظر أن يبدأ قطاع حرس الحدود في السعودية، بالاستعانة بالطائرات، بغرض مراقبة حدودها المشتركة مع دول الجوار من الجو.