حماس تستخف بشروط أولمرت وتنفي أيَّ مبادرة للتهدئة

مشعل إلى مصر لبحث الحوار مع فتح.. والقاهرة تنفي

TT

استخف سامي ابو زهري، الناطق بلسان حركة حماس، بتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت التي شدد فيها على رفضه التفاوض مع حماس، واصفاً هذه التصريحات بـ«السخيفة».

وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال أبو زهري إن تصريحات اولمرت تعكس حالة العجز التي تمر بها اسرائيل، مشيراً الى أن حماس ليست مستعدة أصلاً للجلوس مع أولمرت أو الحكومة الاسرائيلية وبدون هذه الشروط الدولية. ونفى ابو زهري ان تكون حركته قد طرحت مبادرة للتهدئة مع اسرائيل، قائلاً ان «حماس لم ولن تطرح أي مبادرة ذات علاقة بالتهدئة، والمشكلة في الاحتلال، وحين يوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني يمكننا النظر في الموضوع». من جانب آخر، قال أيمن طه الناطق القيادي البارز في حركة حماس إن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة سيقوم بزيارة لمصر قريباً للتباحث في جملة من القضايا، على رأسها استئناف الحوار بين حركتي فتح وحماس وقضية الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شاليت. ونفى طه في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أن يكون قد تم تحديد موعد نهائي للزيارة، مشيرا في الوقت ذاته الى أنه من غير المتوقع أن تؤدي الزيارة الى احداث تحول كبير على صعيد الحوار مع السلطة. وأشار طه الى أن الكرة تقع في ملعب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلا إن عباس يعبر عن مواقف متناقضة في كل حين متأثراً بالضغوط الإسرائيلية والأميركية التي تمارس عليه. وعلى صعيد آخر، نفى طه أن يكون قد حدث تقدم جوهري على صعيد قضية الجندي الإسرائيلي المختطف، موضحاً أن الحكومة الإسرائيلية لا زالت ترفض الاستجابة للشروط التي وضعتها حركة حماس للإفراج عنه. ورفض طه التعقيب على قائمة اسماء كبار المعتقلين في السجون الاسرائيلية الذين تطالب حركة حماس بالإفراج عنهم مقابل شليت. وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية قد ذكرت في عددها الصادر امس ان حركة حماس تطالب باطلاق سراح ستة من ابرز مهندسي العمليات التفجيرية وقادة الفصائل الفلسطينية المسجونين في السجون الاسرائيلية في أي صفقة تبادل للأسرى. وأشارت الصحيفة الى ان اسرائيل رفضت عرضا تقدمت به حماس لاطلاق سراح 350 من كبار نشطائها في السجون مشيرة الى ان 80% منهم يوصفون من فئة «الملطخة ايديهم بالدماء». وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب المصري قام أخيراً بنقل افكار جديدة لاسرائيل قدمها مشعل حول صفقة لتبادل الاسرى. وعلى رأس قائمة كبار المعتقلين الذين اشترطت حماس تضمينهم أي صفقة لتبادل الأسرى، عبد الله البرغوثي أحد ابرز قادة «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وهو مسؤول عن مقتل 66 جنديا ومستوطنا يهوديا في سلسلة من العمليات التي نفذت في منطقة القدس الى جانب حسن سلامة المسؤول عن موجة العمليات التفجيرية التي نفذتها حركة حماس مطلع عام 1996 واسفرت عن مقتل وجرح المئات من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. وتطالب حماس بالإفراج عن نائب البرغوثي المسؤول عن مقتل 22 جندياً ومستوطنا في عمليات نفذت عام 2002؛ الى جانب مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية، والذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في السجون الاسرائيلية، واحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمتهم باصدار التعليمات لقتل الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2002. وتطالب حماس بإطلاق سراح محمد الشراتحة المتهم بقيادة الخلية التي اختطفت الجنديين الاسرائيليين ايلان سعدون وافي سسبارتوس عام 1989. في المقابل، نفى مصدر مصري مطلع صحة وجود زيارة مرتقبة لمشعل الى القاهرة، كما نفى المصدر وهو مسؤول معنيِّ بالتعامل مباشرة مع الملف الفلسطيني، ما تردد عن وجود وساطة مصرية حاليا بين حماس وإسرائيل بغرض إبرام صفقة لتبادل الأسرى بينهما، يتم خلالها إطلاق جلعاد شاليت مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى في السجون الاسرائيلية.

وأوضح المصدر أن أي تحرك للقاهرة في هذا الشأن يرتبط بوجود رغبة وطلب رسمي من الطرفين (حركة حماس، والحكومة الإسرائيلية). وتابع معلقاً ان «هذا الطلب غير موجود حتى الآن». ولفت إلى «أن الموضوع أصبح شائكاً وتعقد كثيراً بعد استيلاء حماس على غزة، وفرض حصار إسرائيلي على القطاع».

وقال المصدر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن حماس لم تعد تريد تسليم شاليت مقابل فك قيد عدد من الأسرى لكنها تريد اتفاقاً سياسياً شاملاً مع إسرائيل يضمن فك الحصار عن قطاع غزة، وتزويده بالمؤن والأغذية والأدوية، وفتح معبر رفح، وتسهيل الحركة على المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، والدخول في هدنة طويلة مع إسرائيل تلتزم خلالها حركة حماس بعدم إطلاق الصواريخ من قبل أي فصيل فلسطيني، باتجاه إسرائيل، مقابل أن توقف إسرائيل الاغتيالات، والاجتياحات لقطاع غزة.

وقال المصدر إن هذه الشروط «فضلاً عن اعتراض إسرائيل عليها، فإنها تصطدم بشكل مباشر مع موقف السلطة الوطنية الفلسطينية واتفاقاتها مع إسرائيل، حيث يمثل هذا الاتفاق حال التوصل إليه إضعافاً شديداً للسلطة في مواجهة حماس، وهو ما ترفضه إسرائيل وواشنطن».